ألا تشعرُ أنك تخوضُ سباقًا رَغمَ أنّك ساكنٌ في مكانِك. تسابق شيئًا لا تراه، تُهرولُ في مضمارٍ لا تعلمُ أبعادَه، لا بدايةً انطلقتَ منها، ولا نهايةً تنتهي عندها. لا تُحرك قدمك خطوةً واحدةً لكن العرقَ يتصبب منك، وأنفاسُك تكادُ تنقطع، وجوفُك مُتعبٌ كعدّاءٍ مُنهك.
فقدت قدرتك على التركيز في لمح البصر، لا تدري كيف ولماذا. ألمُ قدمِك الثابتةِ يُصيبك بالجنون، من أين أتى وكيف يشتد. وعقلُك، أليس محبوسًا في صندوق عظمٍ، فلماذا تشعر أنّه يجرك عبر صحاري وجبال.
لست في مضمار سباق، لا جمهورَ حولَك ولا متنافسين. فلماذا إذن تشعر أنك تخوض سباقًا. تستعجل فعلَ الشيء الذي بيدك رغم أنّه لا شيء آخرَ تفعله بعدَه. تضيق بوجود الزائرين، تنفعل إذا طُلبت منك مَهمَة، تتخلف عن حضور أي تجمعٍ، كلِّ هذا لشعورك بأنّه يجب عليك إنجازُ شيءٍ ما.
لكن الحقيقةَ أنَّ لا شيء في قائمةِ مهامِك، إذا انفض التجمعُ عُدت بيتك وحيدًا لتجلس صامتًا، إذا انتهت الزيارةُ عدت غرفتك وحيدًا لتجلس صامتًا.
أنت مُنهكٌ فحسب. أقصى ما ترغب أن تستلم إلى الجاذبية فتسحبك إلى كرسيٍّ يضم جسدَك، علّ عقلكَ يقتنع بأنك ثابت، وأنّ جسدك لا ذنب له في معاركه الخيالية. إذا كان من المستحيل أن أُثَبِط هذا العقل، فلماذا أدفع ثمن أوهامِه من جسدي.

أنتَ مُنهكٌ فحسب

وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ.

-وأعلم أني لا أستحق و أنك بي رءوف رحيم و أرضىٰ لنفسي بما أنت شئت و يكفيني أني عبد الكريم ♡~

“Some people are worth melting for" 
#OLAF


أنتَ مُنهكٌ فحسب

Lara Jalal Tafish