ابسط الحلول اعقدها في داخلنا بمرور الوقت...

لطالما اعتقدت أن كلمة "ثم" مقدمةٌ لشيء رائع، كأن تلوح سفينةٌ في الأفق، أو تجد رسالةً غير متوقعة في صندوق البريد.
هذا الانتقال الرشيق المفاجئ من اللاشيء إلى كل شيء.
ثم.. كلمةٌ تحملُ عالَمًا من الوعود.
ثم تسلل الضوءُ مبدِّدًا الظلام، ناهيًا السماء
وتوقف بكاء المطر..
ثم التقينا. '')
- لانج لييف
ترجمة : ضي رحمة.

خط وعدسة : gardenia.workshop



ثم التقينا..! - لانج لييف

قديمًا.. قديمًا جدًا قبل أن يهتدي الإنسان إلى صناعة المرآة، كان البشر يرون أنفسهم على أسطح المياه الراكدة والداكنة قليلًا.. أي أن المرء لم يكن يرى وجهه بالوضوح الذي يرى به كل ما حوله، وكل من حوله.. أتخيل أن كل الأشخاص لا يعرفون وجود ندبة أو شامة ما في وجوههم مثلًا! ويصبح النصيب الأكبر من معرفتهم بموطن الحُسن أو القبح الأول لديهم؛ مرجعه الأساسي هو عيون الآخرين،
كيف يراك شخص ما؟ وبأي عين ينظر إليك؟ وكيف تنعصف في كل مرة يصفك فيها من يحبك، ومن يكرهك، ومن يحسدك، ومن يجاملك.. 

الآن ونحن محاطون بالمرايا في كل التفاتةٍ، في الأعلى والأسفل على اليمين واليسار، أيضًا ينعصف الإنسان في كل مرة ينظر إليه أحدهم بحب، أو بغض، أو استياء، أو مجاملة..
ويرى نفسه بألف طريقة، وقد تسلبه الكلمة ما مدّته به كلمة أخرى.
مسكين وبائس هذا الإنسان الذي يدّعي الصلابة في كل وقت وهو هش تنتف الكلمات أجنحته حينًا وتُنبتها حينًا، وهو في هذا وذاك يتأرجح بين عينٍ مُحبة وعيون أخرى، يؤرقه السؤال الأزلي؛ كيف أبدو لكَ من الخارج؟!
كيف أبدو لك من بعيد؟

- هاجر المشير.

مَـرايا - هاجر المشير.

عزيزي المستقبليّ

لم أراسلك منذ زمن، أعتذر منك حقًا.
العالم من حولي يتحرك، ويحركني معه، بلا توقف، وبلا راحة
رغم انشغالي، أفكر بك، بحالك، ماذا ستفعل اليوم، في أي جزء من القرآن أنت؟ أمعي بنفس الجزء؟❤

لقد تغير الحال بعض الشئ مذ راسلتك آخر مرة، أخذت بعض الخطوات الجيدة، التي طالما تمنيتُ ان أفعلها، أرجو أن تنال إعجابك. 

صرتُ أحب الزهور والنباتات كثيرًا، لذلك لا تنسى أن تحضر لي معك ورودًا بيضاء، فالأبيض يظل مضيئًا وإن خانته الفصول.. 
ماذا تحبُ أنت؟ يمكنني ان اتقاسم قلبي معك واهديك كل الحب الذي فيه.
حبي يسعُ الأرض وما فيها، هل سيكون كافيًا لك؟❤

كيف حال روحك؟ انا أرسلُ الدعاء إليها كل يوم، أتمنى أن يصل يا عزيزي، دُعاءٌ نابعٌ من القلب إلى القلب. 

عندما تشتاق لي، عليك بالقهوة، في ساعات الصبح الهادئة مع أصوات العصافير في الشرفة، ارتشف قليلاً وانظر إلى السماء،
سآتي إليك وأخبرك أني أفكر أيضًا بك.

تفاصيل أفعالك البسيطة تبهجني. عظيمٌ أن يكون أحدهم - بكل تلقائية وبساطة - منبع طاقة ومشكاة نور لشخصٍ آخر، حتى دون أن يدري. 

عندما نحب حقًا يا عزيزي، نترك كل شئ، نرحل عن نفسنا إليهم،
نراهم فينا، في أفعالنا، نتذكرهم في أسعد اللحظات، ونركض إليهم في أتعسها.
يراهم الناس في عيوننا، ربما لذلك تزداد 
عيون المحب جمالاً وبريقًا. 

ختامًا
سأخبرك سرًا صغيرًا،
العطاء هو أن تسعد بما تهديه، دون انتظار مقابل، دون سبب واضح، العطاء هو أن تچد من يحب قلبك، فتهديه كل الحب فيه، وتكون تلك سعادتك، أن ما يتمناه قد ناله، لذلك لم أرى أعظم من عطاء الأم بين البشر، فهي كمصباحٍ يسعد بإنارة روحك غير مهتمٍ بنفاذ وقوده، بـ نفاذ حياته. 

سأكون سعيدة باختصار كل معاني الحب فيك،
لتكون أنت طفلي الأول، ووالدي الثاني، وحبي الصادق،
لا أهتم حقًا لوقودي طالما أن نوره يضيئ قلبك وطريق آمالك.

سلامًا طيبًا ووردة،
أرجو أن تكون بخير، يا من سيكون حاله يومًا حالي. ❤

دُعاء
.............................................................
أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي

"عـزيـزي المُستقبليّ/...  " الـرسالةُ الثالثة

أرى الوردة منشور لـ دعاء شعبان
على رواة

بصوت الراوية: مي المتولي 
هندسة صوتية: أسماء راشد

منشورات| أرى الوردة - دعاء شعبان

ربما كانت رضوى عاشور على حق، علينا أن نعتذر لكل أولئك الذين أحبونا وكانت أرواحنا فقيرة جدا فلم نستطع أن نقدم لهم بعض اللُطف والمودة، على الأقل نستطيع الآن أن نقدم لهم " سلاماً طيباً ووردة" لنتخفف من شعورنا تجاههم بالذنب ..ولنقول ببساطة أننا نعتذر عن أنفسنا، عن أننا كنا نحن وليس شخصًا آخر ..شخصٌ- ربما- أكثر رفقاً ومودة، وأننا لم نتمكن من إجادة أي دور كما ينبغي، كانت أدوارُنا دائما معطوبة وممتلئة بالحَيرة والتشكك في مدى نفعها .. وكنا دائما الطرف الأعقد ذو المزاج النزق الذي يبكي كطفل ويُدبدب الأرض بحثًا عن إجابات وتفسيرات وأفكار وتعبيرات ..ونسينا - لفرط الضوضاء داخلنا- أن نخبرهم كم نحبهم وكم تؤنسنا مجالستهم و تُعزينا- عن ثقل أيامنا - تلك الخِفة التي يُضفيها على الوجودِ وجودُهم .
- مَريَم مصطفى
.............................
أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي

ســـلامًا طــيّبًا ووَردة :')

أبسط الحلول أحسنها؛ لذا تبدو الإجابات السهلة فعّالة على عكس ما يُظنّ بها، ولكنّنا نظنّ بها، وأنا أحاول فهم الأمر. بمرور الوقت، تمر الأحداث، تتشابك التفاصيل، تتعقّد المُدخَلات، وتتشعّب نتائج الخيارات. لو فعلت كذا لكان كذا، لو كان كذا لحدث كذا، لو كذا، لو كذا، لو كذا... ولكنّ كذا لم يحدث، ولهذا الآخر لا يكون. هذا الزخم يعمي بصيرتنا بجلاء بصرنا، نحسب حينها أننا نرى الحياة بوضوح تجلوه الخبرة، ولكنّنا نغرق مع التفاصيل بتعقيد الحلول. 

أبسط الحلول أحسنها، كدائرة تنتظر انغلاقها، فنصل إلى حافة ما بدأنا منه، وتلتقي العقدة الأخيرة بالحل الأبسط. حينها تكتمل الصورة، فنبصر الأمر على هيئته الأبسط، أو ربما الأوضح، وتنفكّ العُقَد تباعًا لتتهادى الحلول. تلك المقولة المكررة التي سخرت منها -مللًا- كانت أقصر الطرق لما تريد، ولكنّه يغلبنا الملل لرغبتنا فيما يثير. في البداية نركض كالأطفال خلف الألوان، وفي النهاية نعي أنها تنطلق من الأبيض وتؤول إلى السواد، وبين الكُلّيّين تنبسط الجزئيات.

أبسط الحلول أحسنها؛ لأن من قالوها علموا مسار الأحداث، ولكنّ السذاجة قادرة على الإغواء. تُمنّينا وتُوعدنا، فنراوغ المعرفة بوهم القدرة: "هم لديهم الخبرة وأنا معي التجربة، سأخوضها".. ولكنّها تستنزفك. تعلم حينها، فتأتيك الخبرة مع خوار القوى، حينها تماطل القدرة بالمعرفة: "أعلم ما يجب فعله، سأستعيد قواي"، وقد تفعل.. وربما لا. بخطوة للوراء، حينما كانت القدرة، لو آمنت بالحلول البسيطة، الفعّالة، ولم تُلهِك الألوان، لربما أدركت الخبرة بأيادٍ شِداد.

أبسط الحلول أحسنها؛ لأنها تختصر المسافات، وتُضاعف الأعمار، وتقي القلب ندوبًا لا تُراد.
- سامح طارق.
.........................
أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي

أبسط الحلول - سامح طارق

قصيدة "عندما بدأت أحب نفسي " لتشارلي تشابلن 

عندما بدأت أحب نفسي، اكتشفت أن قلقي ومعاناتي ‎
العاطفية كانت إشارة تحذرني من أنني أعيش على عكس
حقيقتي. واليوم أعلم أن هذا هو "الصدق".
‎عندما بدأت أحب نفسي، أدركت مدى الأذى الذي يتعرض له
أحدهم عندما أفرض رغباتي عليه، علمًا بأن الوقت غير
مناسب وأن هذا الشخص لم يكن مستعدًّا لذلك، حتى لو كان هذا الشخص أنا. اليوم أدعو ذلك "الاحترام".
‎عندما بدأت أحب نفسي، توقفت عن اشتهاء حياة مختلفة
وصرت أرى أن كلّ ما أحاط بي كان يدعوني إلى النمو
اليوم أسميه "النضج".
‎عندما بدأت أحب نفسي، فهمت أنه تحت أي ظرف كان أنا في
المكان المناسب والزمان المناسب، وأن كل شيء يحدث تمامًا
في اللحظة المناسبة، لذلك أستطيع أن أطمئن. اليوم أدعو
ذلك "الثقة بالنفس".
‎عندما بدأت أحب نفسي، لم أعد أخشى أوقات الفراغ، ولم أعد أخطط لمشروعات ضخمة للمستقبل. اليوم، أقوم فقط بما
يجلب لي السعادة والراحة، أشياء أحب فعلها وتسعد قلبي
أقوم بها بالطريقة التي تناسبني وبالإيقاع الذي أريده. اليوم أسميها "البساطة".
‎عندما بدأت أحب نفسي، تحررت من أي شيء لا يفيد صحتي من طعام، وأناس، وأشياء، ومواقف، وكل ما يستنزف طاقتي
ويقودني بعيدًا عن نفسي. في البداية، سميت هذا الموقف "أنانية صحية". اليوم أعلم أنه "حب الذات".
‎عندما بدأت أحب نفسي، لم أعد أسعى لكي أثبت أنني دائمًا
على حق، ومنذ أن توقفت عن ذلك، أصبحت أخطائي تقل
اليوم اكتشفت أن هذا هو "التواضع".
‎عندما بدأت أحب نفسي، لم أعد أعيش في الماضي
والمستقبل لم يعد يقلقني. الآن، أنا أعيش فقط في اللحظة
الحالية، حيث يحدث كل شيء. اليوم أعيش كل يوم بيومه، وأدرك أن هذا هو "الاكتمال".
‎عندما بدأت أحب نفسي، أدركت أن عقلي يمكنه أن يقلقني
ويجعلني مضطربًا. لكن عندما وضعته في خدمة قلبي، تحول إلى حليف قيم. اليوم أدعو ذلك "حكمة القلب".
‎لم نعد بحاجة للخوف من الجدل أو المواجهة أو أي نوع من
المشكلات مع أنفسنا أو مع غيرنا بعد الآن. حتى النجوم
تصطدم ببعضها ومن تحطمها تولد عوالم جديدة. اليوم أعلم أن هذه هي "الحياة"!

ترجمة -دينا المهدي 

موسيقى 
Andre rieu -and the waltz goes on

تشارلي تشابلن "عندما بدأت أحب نفسي" - Jailan Misbah

أداء: مي المتولي

هندسة صوتية: محمد نظمي

.......................

وألينُ لك
غصنٌ تدلّىٰ 
ظلّلك..
وأصيرُ بينَ يديكَ ماءً دافقا
وتصيرُ تسرفُ فيَّ، تهدرني
تبذّرُ كل قطراتي
وتضحك.. كيفَ لك؟❤
-لقائله

كـيفَ لَكْ؟

النص ل : يوسف الدموكي                                                            
أداء : عبد الرحمن عبيد
هندسة صوتية : محمد نظمي
تصوير : نورهان الزغبي

.رسائل سقطت من ساعي البريد - الرسالة الثانية

مقتطف من رواية "لافندر" لـ : ياني أحمد.
آداء صوتي : ميّ المتولي.
هندسة صوتية : محمد نظمي.
Artwork by, Yuliya Nesmachnova
https://soundcloud.com/mohamd_nazmy

بَدَّلْتُ جِـلْدي، تــعالي.

حُلمي الصغير، أن أعيش بجوار الرسول وأتنفس هواء طيبة الطيّبة كُل يوم، ذلك الهواء الذي كان يومًا ما يملأ رئتيه الشريفتين.

لا أحلم بالأشياء الكبيرة ولا المدن المتلألئة ولا الألقاب العلمية التي يتزاحم عليها الكثيرون. يكفيني من الدنيا هذه الصورة.. بسمة صادقة في وجه صغيرة فيها من روحي الكثير، أداعبها في ساحة المسجد النبويّ، وأحكي لها عن الحبيب وصحبه.

هُنا بركت القصواء، هُنا شُجّت رُباعيته صلى الله عليه وسلم، هُنا اقترح سلمان أن يُحفر الخندق، وهُنا في الروضة الشريفة جسد الرسول وأبي بكر وعمر.

سنجلس سويًا في الساحة المكشوفة أوسط المسجد، حيث توجد الأعمدة التي تحمل أسماء الصحابة. تُشير إلى اسم صحابيّ منهم فنقرأ عنه سويًّا ونعيش في رحابه، ربما من كتاب صور من حياة الصحابة أو رجال حول الرسول.

ربما يأسر قلبها عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود كما أسرا قلبي.

سأحكي لها أنّ عبد الله بن عمر بن الخطاب كان سبب حُبي الشديد للمدينة، لأنه رضي الله عنه كان يمشي حيث مشى الرسول ويقف حيث وقف ويسجد حيث سجد. عندما سُئل عن هذا قال "لعلَّ خُفًّا يقعُ على خُفّ". وأنا لا أريد من هذه الدنيا سوى أن يقع الخف على الخُف حتى وإن كان يفصل بينهما أكثر من ألفٍ وأربعمائة عام.

سأحكي لها عن عبد الله بن مسعود، عن علمه وفقهه .. عن علاقتي بالقرآن وكيف كان هو رضي الله عنه سببًا فيها.

إنّ جُل ما أفعله في حياتي من دراسة الطب، تدارس القرآن، التبسيط، والسعي لمعرفة نفسي سواءً بالقراءة أو بالاستماع .. كُل هذا أحتسبه في سبيل هذا الحُلم الصغير وهذه الصورة الجميلة. كُل شيء أفعله لأكون إنسانة أكثر، وأمًا واعية بدورها في الحياة، وطبيبة تسدّ الثغر الذي تقف فيه. إنني أملأ روحي لأملك ما أفيض به على صغاري في المستقبل.

لا أعلم إن كان الحلم سيتحول لحقيقة يوما ما، لكنني أعلم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى والله وحده يشهد بسعيي، ودعائي تحت المطر في ساحة المسجد النبوي يشهد على ذلك..

وأعلم أنني بذاتي مصداق دعوة صادقة دعتها أمي عندما كانت في مثل عمري، كانت تدعو "اللهم وفقني لأجعل من أبنائي حفظةً لكتابك". فوهبها الله من حيث لا تدري ولا تحتسب كُل ما تمنت و زيادة.. من كان عمرها كله وكل آية تملكها في صدرها مصداق دعوة، كيف لا تؤمن بالدعاء؟

اللهم هذا صِدق عزمنا، فارزقنا السبيل.
- زهرة الوهيدي.
...
أداء: ميّ المتولي.
هندسة : صوتية محمد نظمي.
https://soundcloud.com/mohamd_nazmy

لعلَّ خُفًّا يقعُ على خُف - زهـرة الوهـيدي

إمرأةُ مَرَّتْ كَنَصٍّ أدَبِي
مِن قبلِ خلقِها علَى مُصَوَّبِ
منظومةٌ لم تُخْتَصَرْ أو تُطْنَبِ
لا كَاْرتجالٍ بِلِسَانٍ ذَرِبِ
- تميم

أبسط الحلول - سامح طارق

Mai Al-Metwaly

Recent comments

Arwa Saad Eldien

Renk Mohamed

Shimaa Saeed

Related tracks