النصّ : تحت الجداريّة مع سعدي يوسف.
القاء وكتابة : مؤمل اياد

تحت الجداريّة
ما من عابرٍ يلتفت 
كم صمتُّ وكم توجّستُ بطيورٍ
لا تبحث عن جدران هنا
في ساحةِ الطيرانِ
كلَّ الكلماتِ تغيب فمهما تكُ الرسالة
البنادقُ تلحقها
والحدائقُ 
كلّ العابرينَ فضّوا من رمادهم بها 
وتلاشوا في اسطورةِ الطائرِ
بحسراتهم الجاهليّة.

تحتَ الجداريّة 
أمرأة خلفها قطيعٌ من ذكرى
ورجلٌ حلَّ في الخمسين قطاراً متعباً
يتامّل كيفَ الأقفاص تتبعها
والدباباتُ 
أخذت الحصّة الكبرى
حينَ مضت بالطائرِ القلبِ والثورة
الى ملامحٍ بينَ التُراب
والدُخّانُ ينفثُ كالموتِ
حينَ يُتبعها

تحتَ الجدارية
تموتُ الحمامات
حيث تتكوّم الازبالُ
لا احدَ في مواكبِ نهايتها
لا احدَ يُقيم طقوسَ جنازتها
لا أحدَ 
فالعابرونَ الموتى هُمُ وحدهم 
كانوا حاضرينَ.

تحتَ الجداريّة
في الألوانِ نبأٌ وحشيٌّ 
سرتْ خلفهُ البلاد
والرئيسُ 
والمديرُ 
والعاملُ
والشيوعيّونَ 
مضوا بالقفصِ الحاكمِ
نحو ساحةِ التحرير
رفعة الجادرجي يَتبعهم 
سعدي يوسف كانَ يضحك 
ملء الحزنِ بقلبه ويحلمُ بالبصرةِ حيناً
والمنفى حيناً 
امّا الطيورُ وقد رَضَخَتْ
كانَتْ تستقبل مواكبَ الرماد.

مع سعدي يوسف في ساحةِ الطيران - مؤمل اياد.

Insta: @moamel_ayad1
"كل معاناة حولنا علينا نحن أيضاً أن نعانيها"
 (كافكا).


الوطن : طفلٌ يرتدي نعليه بالعكس ..

صحراءُ من كل الجهات
صحراءُ تأتينا لتلتهم الاغاني والحُسام!

مع سعدي يوسف في ساحةِ الطيران - مؤمل اياد.

Moamel Ayad