كلمات : عبد العزيز جويدة
بصوت : المختار السيفي

حين اكتشفتك

ولَمْ أقُل جَزَعًا: يا أزمَة ُ انْفَرِجي

" وغداً تسافر كالمساء
واظل وحدي للصقيع وللشتاء
اواه لو تدرى صديق العمر كيف غداً اكون
والناس حولي يضحكون ويمرحون
وحدي مع الأشواق أبقى والشجون
قد كنت اعرف ان يوماً ما سيأتي
فيه تمضي للبعيد
أعددت زادك بسمتي وقصائدى
كيف ابتسامتي ان رحلت
وبعد ظعنك ما القصيد؟
أواه من زمنٍ يعاندني ومن قلب عنيد
اواه منك غداً ستمضي معجلاً
واظل اقتات الآسى
كيف احتباس الدمع بعدك
عندما يأتي المسا
كيف اصطبار القلب عنك وبالحنين قد اكتسى
بل كيف يبحر قاربُُ
في اليم تاه ومارسى
تمضى غداً واظل وحدى كالغريق
تتشابه الاشياء عندي
والمرائي والطريق
قل لي بربك سيدي
من لي اذا جاء المطر
من لي اذاعبس الشتاء
او اكفهر
من لي اذا ما ضاقت الدنيا وعاندني القدر
قد كنت احمل هم أيامي
وخوفي والعناء
وأجىء تسبقني خطاي الى هنا
ولديك اترك يا صديق هواجسى ومخاوفي
اذر الشقاء
قل لي لمن آوي اذا زاد الهجير
او تاه دربي في الزحام
وحرت بعدك في المسير
تمضي غداً.. وغد يلوح
ويظل يخفق متعباً ذاك الجريح
اترى سيأتي الصبح يوماً
بعد وجهك ذا الصبيح
وغداً ستسألني القصائد عنك والليل الطويل
وغداً ستسألني المرائي عندما يأتي الاصيل
سأقول سافر كالمساء
وظللت وحدي للصقيع وللشتاء
خوفي صديق العمر ان طال السفر
خوفي اذا جاء المساء
وما اتيت مع القمر
وغاب عن وجهى القمر
خوفي اذا عاد الخريف وما رجعت مع المطر
خوفي اذا ما الشوق عربد داخلي
وبرغم اخفائي ظهر
خوفي اذا ما رحت ابحث عنك ولهى
ذات يوم يا صديق
ولم اجد لك من اثر"

* روضة الحاج

صديق العُمر

شؤون صغيرة

رائعة الشاعر غازي القصيبي رحمه الله

غازي القصيبي - حديقة الغروب

قصيدة : صبرنا نفدا 
للشاعرة : مريم 
اداء وتصميم : يحيى العتيبي

صبرنا نفدا - يحيى العتيبي

تذكرت ليلى | قيس ابن الملوح

قصيدة : مريم جيلان 
،

‏أقولُ دعني، وأعني : لا تخلّيني !
‏وأدّعي الصبرَ والأيامُ تكويني.

‏من أولِ العمرِ والأوجاعُ تسكنني
‏والحزنُ يعرفني من بدءِ تكويني .

‏أقولُ دَعني وأرجو أن تكذّبها ،
‏وأن تصدّقَ ما ترمي بهِ عيني ..

‏وأن تساعدَ أجزائي وتجمعها ،
‏وأن تلملمَ أشلائي، وتؤويني .

‏وأن تسامحَ ما أهذي بهِ وجعًا ،
‏فإن ما قلتهُ أضعافَ يؤذيني.

وأن تسكّن آلامي، وتُسكِتها
‏وأن تحاصرَ ما أخشى، وتحميني .

‏وأن تظلَّ معي حزنًا وعافيةً ،
‏بدافعِ الحبِّ تبقى، لا لترضيني !

أقولُ دعني،
‏و " دعني " كم تعذّبُني !
‏وكم يزيدُ عذابي لو تجافيني .

‏وكم يمزّقُ قلبي ما أخبئهُ 
‏خوفًا عليكَ، ويُدميني كسكّينِ .

إذا رأيتَ جراحاتي مُسنّنةً ،
‏وإن رأيتَ حروفي كالثعابينِ .

‏وصحتُ دعني !
‏فلا تذهب وخذ بيدي
‏ولا تدعني لأحزاني فتُنهيني .

وضمّني ضمّةً تقتصُّ من وجعي ،
‏حتّى تُضَمَّ دمانا في شراييني.

‏حتّى تثورَ بكاءاتي وتُخمدَها ،
‏حتّى بدفئكَ ما أبكيهِ تُنسيني .

وادفن بصدركَ آهاتٍ أُغالبُها ،
‏وامسح بكفّك دمعاتي، وواسيني.

‏أقولُ دعني،
‏ فلا تأبهَ بها أبدًا ،
‏وهاتِ كفّكَ في كفيَّ واحويني .

‏أنا الغريبةُ لا ملجا ولا وطنٌ ،
‏وفيكَ لاقيتُ أوطاني، عناويني ..

‏فلا تكن كبلادي في أذيّتها ،
‏ولا تكن كبلادِ الناسِ، تَنفِيني !

‏أقولُ دعني،
‏وأعني : كن معي سندًا
‏أرجوكَ إن قلتُ دعني، لا تخلّيني.

أقولُ دعني، وأعني لا تخلّيني!

عيناكِ أرضٌ لا تخون - فاروق جويدة V

سِتُّونَ يومًا وكأسُ الحُبِّ ما كُسَرا	سِتُّونَ والقلبُ لم يسكَرْ كما سَكِرا

سِتُّونَ، نبحرُ لم تُنْهَكْ سواعدُنا		سِتُّونَ، لم يرتجفْ مجدافُنا خَوَرا

سِتُّونَ، والفُلْكُ ما سارتْ إلى عدَمٍ	سِتُّونَ، والبحرُ لم يخذلْ لنا سَفَرا

سِتُّونَ، ما خانَ كفُّ الموجِ مركبَنا	سِتُّونَ، والريحُ ما أبدَتْ لنا خَطَرا

 سِتُّونَ والتَيْهُ لم يسكنْ خرائِطَنا	 سِتُّونَ، والحُبُّ لم يفقدْ لنا خَبَرا

حتَّى شعرتُ بموجِ الحُبِّ في جسدي	يعلو، وكادَ يُغَطِّي فيضُهُ البصرا

وأنْ ملائكتي شدَّتْ ركائبَها		وجاءَ شيطانُ نفسيْ يحملُ الغَرَرا

فخفتُ مِنْ أنْ أُصَلِّي نحوَ مُغرمتي	ولم يَفُزْ بجوارِ اللهِ مَن كَفَرا

فقلتُ يا تُرَبًا، أسقيتُها عُمُرًا		لا تؤمنيْ بِيَ مهما كنتُ مُنهمِرا

سِتُّونَ يومًا وطرْفُ السُّحْبِ يكذبُ في 	أمطارهِ، لم يَكُنْ يسقيْ لكُمْ شَجَرا

والآن أشهدُ أنيْ لم أَكُنْ بطلًا		بل لم أَكُنْ رجلًا بل لم أَكُنْ ذَكَرا

لا جنسَ أتبعُهُ، وحشٌ وأجهلُني		لا أصلَ لا فرعَ لا أعراقَ لا أُسَرا

أنا وقلبي قساةٌ لا تُذَوِّبُنا		شمسُ الغرامِ ومن ذا يعشقُ الحَجَرا؟

أقولُها والجوى يجري بأوْرِدَتِي		لن يبلغَ الحُبَّ من لم يلعقِ الصَّبِرا"

يا ليتني قبلَ أنْ مَزَّقتُ من بِدَمي	تجري، قُبِرْتُ، ولم أقطعْ لها وَتَرا

لم أستطعْ أن أراها وهْيَ ساقيةٌ		ثغرَ اليباسِ، ولم أَنْبِتْ لها ثَمَرا

مضيتُ والأرضُ وهْمٌ والمَدى فَزَعٌ 	والتَّيهُ في كُلِّ أعضائي قَدِ انتَشَرا

مضيتُ لا لسلامٍ بل لتهلكةٍ		أينَ السلامُ وجِسمُ الشمَّسِ قَدْ طُمِرا

مضيتُ من بعدِ ما أطفأتُ شمعتَها	وحينَ أظلمتُ، جاءَتْ تحملُ القَمَرا

نفختُ دُخَّانَها، حتَّى أُفَرِّقَها		وجفَّ حلقيْ، وصبَّتْ فوقَهُ المَطَرا

صنعتُ من صُوَرِيْ وحشًا، يُرَوِّعُها	ولم تخفْ بل و همَّتْ تحضنُ الصُّوَرا

تقولُ والعينُ لا لفظٌ يترجمُها		عمقُ القصيدةِ فيها يُحرِجُ الشُعَرا

اللا وجودَ إذا أمسى يطاردُ من		أهوى، سيصبحُ لا ساقًا ولا أثَرا

بيني وبين المآسي، أرضُ معركةٍ	لم يخرجِ اليأسُ منها قَطُّ مُنتَصِرا

اِهجَعْ على كتِفيْ، لا ترتعشْ، وأنا	وأنتَ، والحُبُّ يتلو حولَنا السُّوَرا

فدقَّ طبلُ انقراضيْ فجأةً وبدا		جلدي يشيخُ وطَرْفِيْ يفقدُ النَّظَرا

وغبتُ عن وعيِ من أهوى إلى عَدَمٍ	كأنَّهُ القبرُ، لكنْ ليسَ تحتَ ثرى

يسوقُني العقلُ عن فردوسِ غانيةٍ	أنا وقلبي وروحي، لِلَّظى، زُمَرَا

لكنَّها ذاتُ قلبٍ ليسَ يحرقهُ 		يأسٌ   مستعِرا

همَّتْ لتمسحَ أطرافي براحِ يدٍ		لو لامسَت غائِبًا عن وعيهِ، حَضَرا

ظَلَّتْ تُقَلِّصُ من موتيْ وتزرعُ في	روحيْ الوجودَ وتسقيْ جسميَ العُمُرا

حتَّى أعادتْ إلى روحي صبابتَها	صحوتُ والقلبُ طفلٌ يجهلُ الكِبَرا

وُلِّدتُ ثانيةً والموتُ يشهدُ أنْ		روحي على يدهِ لم ترفضِ السَّفَرا

حفرتُ قبريَ، لكنَّ الثرى، امرأةٌ	لم ترضَ تربتُها أن تدفنَ الدُّرَرا

قطَّعتُ نفسيَ لكنْ لَمْلَمَتْ قِطَعي		ورَكَّبَتْها، فعادتْ صورتي، بَشَرا

"يا لائمي، لا تلمني فالهوى" امرأةٌ	لم يستطعْ معْهُ صبْرًا، قلبُ من صَبَرا

نفسي وروحي وأعضائي مُسَيَّرَةٌ	اختارني الحُبُّ، لم أَخْتَرْهُ لي قَدَرَا

غازي القصيبي - حديقة الغروب

mohammad.pulse