حفلة التفاهة | كيف يولَد مُعتذِر؟ | ميلان كونديرا

مَقهىً .. وأنتَ مع الجرِيدةِ جَالس | لـ محمود درويش .. #رعد

أبي ..بنوتي لك تمنعني من كراهيتك.. لا أعتقد أنني حقيقة أكرهك.. لكنني لا أستطيع أن أغتفر لك أنك أحضرتني الي عالم يناصبني العداء الشديد حتي نخاع عظامه.. خلقتني غريبًا يا أبي، أبحث الإنسجام في عالم ملئ بالفوضي.. أتعذب ..أتعذب وحدي دائمًا علي إيقاع ضحكات الآخرين وسخرياتهم.. ربما لذلك يا أبي لم أكرر المأساة مع أبناء من صلبي.. من صلبنا معًا.. تكفي مأساة واحدة يا أبي أليس كذلك؟.

بُني.. أنني لم أخلقك.. هل تفهم.. إنني لا أملك مصنعًا لإنتاج الأطفال في داخلي أو في أي مكان آخر خارج ذاتي.. أنظر إنني حتي لا أستطيع أن أخلق إصبعًا صغيراً.. بني.. هل فهمت الآن؟.. انني فقط نقلتك من مكان الي آخر.. من عالم مجهول الي عالم محسوس.. ربما كانت هذه خطيئتي الكبري في رأيك لكني لم أخلقك ..هل تفهمني لم أخلقك. إنني مجرد ساعي بريد حمل رسالة مجهولة من مكان الي آخر وهو ليس مسؤولًا في حالة ما اذا كانت الرسالة حزينة أو دامية.. هل فهمتني الآن يابني؟.

لا تولد قبيحاً 

لا تولد قبيحاً - رجاء عليش 2

اغتراب -- أحمد مطر

مقتل القمر - أمل دنقل

النسل المطرود- حسن المطروشي

‏يريدُ لهَا ما تُريدُ لهُ ..
قمراً مستريحاً على الرفّ
حلماً صغيراً
 وأغنيةً 
وكمَانْ

تُريدُ لهُ: 
خيمَةً فيْ الفلاةِ
وذئباً حزيناً
وشعراً مقفَىً
وبعضَ دخَانْ

يريدُ لها:
وردةً
وربيعاً
وجلسَة زارٍ خلاخيلُها: مجمَرانِ وجَانْ

تريدُ له:
أوّل الحبِّ .. لا قُبلةً
أوّل السّردِ .. لا قصّةً
أوّل الفقدِ .. لا دمعةً

أوّلَ القُربِ
نصفَ عتابٍ ونصفَ امتنَانْ 

يريدُ لهَا ما تريدُ الفراشَاتُ في الوردِ
ما يفعلُ النّحلُ بالأقحوَانْ

تريدُ له
بطةً تعبرُ النّهر
قاربَ صيدٍ يحبّ موسيقَاهُ
شمساً تؤجلُ موعدهَا
عاشقينِ على مركبٍ يرقصَانْ

يريدُ لهَا أن تموتَ كمَا يشتهيْ
وتريدُ لهُ أن يعيشَ كما تشتهيْ
يقفَانِ على حاجز الموتِ
طفلينِ في حضنِ أمّهما
يضحكَانْ 

يريدُ لهَا .. أن تكونَ لهُ ..
وتريدُ لهُ أن يكونَ لهَا
ويعزّيهما في غيابهمَا أن يرَى العابرُونَ السّريعونَ
مقطعَ شعرٍ 
على شاهدِ القبرِ:
كانَ فكانتْ
وكانَتْ فكانْ

يريدان- عائشة السيفي

أليخاندرا بيثارنيك - سأتعلم أن أنام في ذاكرة حائط

الأب -- بابلو نيرودا

سيغتسل بك البحر - عقل العويط

«أنْ تكونَ فلسطينيًّا يعني أنْ تُصابَ بشقاءٍ جميلٍ لا تقدرُ على الفِكاكَ منهُ، أنْ تصابَ بلوثةِ أملٍ زائفةٍ، أنْ تُحوّلَ أيَّ هزيمةٍ كبُرت أو صغُرت إلى حجارة تتكىء عليها للصّعود، أنْ تُبقي مستوى الموت مُرادفاً لمستوى الحياة، أنْ تُصابَ بهذا القدر الغرائبي الذي يلاحقُك كعاصفةٍ صغيرةٍ كلّما غيّرت اتجاهك لتنجو، تلاحقُكَ، تُرواغُها مرّةً بعدَ أُخرى، لكنّها تتبعُكَ؛ قدراً يشبه لعنتَكَ، تلك اللّعنةُ التي تشبه رقصةً مشؤومةً مع الموتِ، لا يهبُّ فجَأةً أو يأتيك على حين غفلةٍ منك، ليس شيئاً لا يمتّ لك بِصِلةٍ إنّه أنت، إنّه شيءٌ ما بداخِلِكَ.
 كُلُّ ما عليكَ فعلهُ حين تكونُ فلسطينياً هو أنْ تدخلَ في العاصفةِ مباشرةً، تُغمضُ عينيكَ وتسدَّ أُذنيكَ وتسيرُ فيها نحو بلادٍ لا تعرفُ من رائحتها غير إسمك، وبعضاً من ملامحِكَ تحملها على ظهرِكَ وسنينكَ، تمضي نحوها خطوة خطوة، وتفردَ ذراعيك، وتمدّد جسدك فوق صفحة مياهه وتستسلم له.
هُناكَ حيث لا يوجدُ غير صوتِ الرّيحِ تخور في أوصالِكَ، لا شمسَ هناك ولا قمرَ، لا اتجاهاتٍ، ولا إحساس بالزّمانِ أو المكانِ، فقط دوامةٌ مِنَ الرّمالِ البيضاء المحبّبة التي تتركُ ندوباً على جسدك منذ طفولتك بالمخيم، ندوبٌ تكوّنت مِن قذيفاتٍ صغيرةٍ، مِن موتٍ كاد يضلّ طريقه إليك، الانفجارات واللّحم المتقطّع بين عينيك يلوّن نهارك الصّغير بروائح الدّماء وشظايا العظام التي تراها في مناماتك المتكرّرة.
أنت تهربُ منذُ أكثرَ مِن أربعين عاماً وهي كُلُّ ما تملكه من زمنٍ نحو حيوات أُخرى تشمُّ فيها رائحة الأعتياد؛ حيث لا أملَ، لا حزنَ، لا فرحَ ولا يأسَ؛ حيواتٍ عاديّةٍ كحياةِ أولئك العاديون جداً.
لا أعرفُ كيف يبدو أولئك البشر، كيفَ تكونُ روائحهم، كيفَ تصبحُ أجسادُهم صافيةً مِن دونِ خربشاتٍ أو ندوبٍ تستوطن جسدك وروحك.
عليكَ دوماً أن لا تُخطئ وأنتَ في العاصفةِ؛ الخطأ ممنوع! كُلُّ خطأ يعني الموت الذي سيقطعُ اللّحمَ والرّؤوسَ، يعني الدّم الذي سيسيلُ داخلَ روحِكَ وينزفُ الجميع، وتتلقّف أنت ذلك الدّم الأحمر الحارَّ بيديك؛ كُلُّ خطأ يعني أنْ تدخُلَ في متاهةِ العاصفةِ لا تعرفُ متى تنجو أو كيف تنجو، ولن تعرفَ مدى لتوقف تلك الرّمال الشّديدةِ السُّرعةِ والعَتمةِ، هناكَ حيثُ أنتَ وحدكَ تقفُ على مقربةٍ مِنَ الحافّةِ تنتظرُ أنْ تعبُرَ معهم، سيعبرونَ ويتركونك تتلاطمك الأسئلة: مَنْ أنا وكيفَ أعيشُ حيوات لا تشبهني، وكيفَ لي أنْ أصنعَ عالماً زائفاً مِن بقاءٍ لا يُحتمل، وحين تنجو مِنَ العاصفةِ لن تعودَ نفسَ الشّخصِ، فثمة شيءٌ تغيّرَ.»
- بيسان عدوان

في معنى أن تكون فلسطينيًّا | بيسان عدوان

لست السمك ولا القارب، أنا البحر.

لا تولد قبيحاً - رجاء عليش 2

محيي فراج