ريم نجمي - من ديوان كن بريئاً كذئب

على الغَداءِ،
شربتُ ثلاثَ كؤوسٍ من الخمرِ
وقلتُ اسمَهُ لأولِ مرةٍ منذُ خمسِ سنواتٍ.

على المِنضدةِ،
وضعتُ اعتداءَهُ عليَّ
إلا أنَّ أمي تجاهلتْهُ
مثلَمَا تتجاهلُ قصائدِي عنِ الأمرِ
تقولُ: كان شابًّا لطيفًا
تقولُ: لمْ يَبْدُ مطلقًا أنهُ مِنْ ذلك النوعِ.

أطلبُ قهوةً لأغادرَ،
نسيتُ المغزَى وراءَ هذا النصِّ
الذي هو ليسَ عن رجلٍ يخنُقُني بيَدَيْهِ
إنما عن أمي واستعدادِها الدائمِ للتغاضي 
عن الأشياءِ التي تؤذِيْنِي
حتى صارَتْ هي واحدَةً منها.

محادثةٌ وُدِّيةٌ - تريستا ماتيير _ ترجمة ضي رحمي

صوت أحمد قطليش
شعر محمود درويش
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا

لا طلاقُ الحمام ولا البردُ بين اليَدَيْن

ولا الريح حول الكنيسة تُوجِعُنا....

لم يكن كافياً ما تفتَّح من شَجَر اللوز

فابتسمي يُزْهِرِ أكثرَ

بين فراشات غمازَتَيْن



وعمَّا قليلٍ لنا حاضرٌ آخَرٌ

إن نَظَرْتِ وراءك لن تبصري

غيرَ منفى وراءك:

غُرْفَةُ نومِكِ’

صفصافةُ الساحِة’

النهرُ خلف مباني الزجاج’

ومقهى مواعيدنا... كُلها’ كُلّها

تَسْتَعِدُّ لتصبح منفىً’ إذاً

فلنكن طيّبين!



لِنَذْهَبْ كما نَحْنُ:

إنسانةً حُرّةً

وصديقاً وفيّاً لناياتها ,

لم يكن عُمْرُنا كافياً لنشيخ معاً

ونسيرَ إلى السينما متعبين

ونَشْهَدَ خاتمةَ الحرب بين أَثينا وجاراتها

ونرى حفلة السلم مابين روما وقرطاج

عمَّا قليل.

فعمَّا قليلٍ ستنتقل الطَيْرُ من زَمَنٍ نحو آخرَ’

هل كان هذا الطريقُ هباءً

على شَكْل معنى’ وسار بنا

سَفَراً عابراً بين أسطورتين

فلا بُدَّ منه’ ولا بُدَّ منا

غريباً يرى نَفَسَهُ في مرايا غريبته؟

((لا’ ليس هذا طريقي إلى جَسَدي

((لا حُلول ثقافيَّةً لهُمُومٍ وُجوديَّةٍ

((أَينما كنتَ كانت سمائي

حَقِيقيَّةً

((مَنْ أَنا لأُعيد لَكَ الشَمْس والقَمَرَ السابقين



فلنكن طيّبين...



لنذهبْ’ كما نحن:

عاشقةً حُرَّةً

وشاعِرَها.

لم يكن كافياً ما تساقط من

ثلج كانون أَوَّلَ’ فابتسمي

يندف الثلج قطناً على صلوات المسيحيِّ,

عمَّا قليل نعود إلى غَدِنا’ خَلْفَنا’

حَيْثُ كُنَّا هناك صغيرين في أوَّل الحب’

نلعب قصة روميو وجولييت

كي نتعلَّم مُعْجَمَ شكسبير....

طار الفَرَاشُ مِنَ النَوْمِ

مثل سرابِ سلامٍ سريع

يُكَلِّلُنا نجمتين

ويَقتلُنا في الصراع على الاسم

مابين نافذتين

لنذهب , إذاً

ولنكن طيِّبين

لِنَذْهَبْ’ كما نَحْنُ:

إنسانةً حُرَّة

وصديقاً وفيّاً ,

لنذهَبْ كما نحن . جئنا

مَعَ الريح من بابلٍ

ونسيرُ إلى بابلٍ...

لم يَكُنْ سَفَرِي كافياً

ليصير الصُنَوْبَرُ في أَثَري

لفظةً لمديح المكان الجنوبيِّ

نحن هنا طَيِّبونَ. شَماليَّةٌ

ريحُنا ’ والأغاني جَنُوبيَةٌ

هل أَنا أَنتِ أُخرى

وأَنت أَنا آخر؟

((ليس هذا طريقي إلى أرض حُريَّتي

ليس هذا طريقي إلى جَسَدي

وأَنا’ لن أكون ((أنا ))مَرَّتين

وقد حلّ َأَمسِ مَحَلَّ غدي

وانقَسَمْتُ إلى اُمرأتين

فلا أَنا شرقيَّةٌ

ولا أنا غربيَّةٌ ,

ولا أَنا زيتونةٌ ظَلِّلَتْ آيَتَيْن

لِنَذْهَبْ , إذاً

((لا حلولَ جماعيَّةَ لهواجسَ شخصيَّةٍ

لم يكن كافياً أَن نكون معاً

لنكون معاً...

كان ينقُصُنا حاضرٌ لنرى

أين نحن . لنذْهَبَ كما نحن’

إنسانةً حُرَّةً

وصديقاً قديماً

لنذهبْ معاً في طريقين مختلفين

لنذهب معاً

ولنكن طيّبين...


محمود درويش _ كان ينقصنا حاضرُ

طائر أزرق_تشارلز بوكوفسكي
ترجمة:ضي رحمي
صوت أحمد قطليش
هناك طائر أزرق في قلبي 
يريد الخروج 
لكنني قاس معه 
أقول له، أبق هنا، لن أدع
احدًا 
يراك.

هناك طائر أزرق في قلبي
يريد الخروج
لكني أسكب الويسكي عليه
وأخنقه بدخان سجائري.
لم تعرف العاهرات ولا سقاة الحانات
ولا البقالين
أبدًا بوجوده.

هناك طائر أزرق في قلبي 
يريد الخروج 
لكنني قاس معه 
أقول له
هل تريد أن تعبث بحياتي؟ 
هل تريد أن تخرب 
أعمالي؟ 
هل تريد أن تهبط بمبيعات كتبي في 
أوروبا؟ 

في قلبي طائر أزرق 
يريد  الخروجَ 
لكني فطن جدًا، أدعه يخرج 
أحيانًا في الليل 
بعدما ينام الجميع. 
أقول، أعرف أنك هنا، 
فلا تحزن.   
ثم أعيده، 
لكنه قليلًا ما يغرد 
هناك، لن أدعه 
يموت 
وننام معًا 
باتفاقنا السري 
وهذا عسير إلى حد 
يجعل إنسان 
يبكي.
 لكني لا 
أبكي.
 هل
تبكي أنت؟

طائر أزرق_تشارلز بوكوفسكي_ترجمة ضي رحمي

القصيدة لرياض الصالح الحسين
Background music: Adagio For Strings by Samuel Barber

– لا ماء في البحر

لا حياة في القبلة

لا عدالة بين نابي أفعى

ولا شمس ساطعة في قلبي

قطيعٌ من الموتى في فمي

والغسيل على الشرفات –

***

موظفون لزرق الكآبة في الشرايين

ملائكة بقوانين حمورابية لاغتيال الموتى والأحياء والقبور

محاسبون لإحصاء الأظافر والأيدي والرؤوس المتعبة

ثيران بقوائم لطيفة لشرب البيرة وإصدار المراسيم

حشرات ملوّنة على الشرفة

وفراشات كالحة على الرمال

عشاق فاشلون

لوحات تشكيلية فاشلة

ربطة عنق ناجحة

دوائر، وامرأة محطمة

صورة بإطار. صورة بلا إطار

صورة بيضاء. صورة سوداء. صورة سكوب بالألوان

ولكن ليس هذا هو العالم كله:

فالرمال ما زالت ناعمة ودافئة

والبحر ما زال يرسل للصيادين الخرافات والأسماك

ماء النهر صافٍ

والأطفال ما زالوا يحبون الفستق

ثمة رجل يبحث في جيوبه عن امرأة

ثمة امرأة تبحث عن حذائها في الطريق

والصغار يستطيعون أن يبتكروا ألف لعبةٍ بإصبعٍ واحدة من الطباشير

إذن، لا تحلموا بالشمس كثيرًا

فالشمس ستشرق في الساعة السادسة والثلاثين دقيقة حتمًا

إذن، لا تسألوا العصافير عن لون السماء في البلاد البعيدة

لا تسألوا الزمن عن الذكريات

لا تسألوا الأشجار عن نكهة الفؤوس في الخاصرة

لا تسألوا الصعاليك عن رطوبة الأرصفة

لا تسألوا التوابيت عن رائحة الموتى

لا تسألوا القتلة عن رائحة الدم

ولا تسألوا سمر عن قلبي

فالأسئلة البسيطة قذيفة

الأسئلة المعقدة انتحار

ونحن سكان الأرض الأسوياء

من الأفضل أن نوزّع الأقمطة والنياشين على مغتصبي العالم:

“من الأفضل أن نوزّع التعب الإسبارطي

والنقود البيزنطية على الناس بالتساوي”.

***

هذا ما قالته المرأة الواسعة

التي مسحت أحذية القادة بلسانها الملتهب

وكانت تقول لي وأصابعها تتحرك كقطيع من الوعول في شَعري:

ألديك غرفة بطول قامتي؟

وهل نافذتها تطلّ على الشارع أم على المقبرة؟

المرأة التي عبرت المجنزرات بين نهديها كسرب من النوارس البيضاء

كانت تقول لي أيضًا وهي تنتحب بانفطار:

لماذا لم أعد أراك؟

لماذا لم أعد أراك في المطر؟

هل أخذوا منك معطفك الداكن ليمسحوا به أحذية الملوك؟

المرأة التي تركت على سترتي صوتها المضيء

تهتم بالحب والأغاني المكتوبة

وتقول لي:

أتريد أن تقبّلني؟

أتريد أن أقبّلك؟

إذن، اغمض عينيك ودع الشرفة مفتوحة

المرأة التي لم تقبّل أحدًا منذ معركة واترلو

معركة العلمين

مذبحة دير ياسين

ومذابح العالم الأول والثاني والثالث والرابع

كانت تقول لي وهي تضع يدها الطرية على صدري:

قلبك لم يعد طريًّا

ونبضك يدق ببرود

فهل جعلوا من قلبك منفضة لرماد سجائرهم؟

ومن شرايينك أحزمة لبواريد جنودهم؟

المرأة التي كانت تبكي في الأزمنة البعيدة

كانت تقول لي:

ألديك أصابع؟

أين هي أصابعك؟

هل سرقوها منك دون أن تدري؟

هل أخذوها عنوة بمساعدة السكاكين؟

هل سقطت منك وأنت تركض في الليلة الفائتة وراء ظلّك؟

وكانت تقول لي، المرأة اليابسة كقشور الكستناء،

الممتلئة كالكستناء

الناعمة كالكستناء

الطيبة كالكستناء:

أمس لم يسأل عنك أحد

لا ماء في البحر

ولا سمكة على الشاطئ

أمس لم يسأل عني أحد

زارني الموت ولم يكن على الرفّ قهوة

ولأن الموت يحب القهوة مثل جميع الناس

فلقد قلَّب شفتيه وصفق الباب وراءه

ومضى في قطار العتمة.

وكانت تقول لي:

أنت لا تبكي

أنت لا تبتسم

فمن احتسى دموعك بدلاً من الفودكا بالبرتقال؟

ومن أكل ابتسامتك بدلاً من فطائر الكبد المشوي؟

فمك مغلق، ولسانك مصفّد

تُرى، هل تختبئ في فمك أغنية أم نقالة موتى؟

حديثًا عن عطلة نهاية الأسبوع؟

أم طفلة بعينين مفقوءتين؟

هل نسفوا لسانك أيضًا؟

أم ثبتوه بسقف حلقك بالدبابيس الفضية؟

وكانت المرأة

التي تعدّ على أصابعها قتلى حروب الطبقات تقول لي:

هل تعرف نيرون؟

هل قرأت عن نيرون؟

نيرون لم يكن مذهلاً لكنه أحرق روما

أنا هي عاصمتك المحترقة

وأعرف أنك لست نيرون

ولكن قل لي:

هل تحبني؟ هل تحبني؟ هل تحبني؟

***

هذا ما قالته المرأة الواسعة

قبل أن تحمل مظلتها الضيقة

وتمضي في المطر الناري

وأنا – المهذب، المهذب، المهذب –

إلتففت بمعطفي ومضيت

وأنا أذكر أنها قالت:

من الأفضل أن نبتلع المجنزرات

بدلاً من حبوب الكورسيدين!

أقمطة ونياشين وولاعات للرجال السعداء

المرأةُ التي انكفأت
على وجهها وسَطَ الطريق، 
كانت تحملُ قلباً ثقيلًا..
ما ألطفَ ابتسامتها
وهي تساعد 
رجلَ خيالها 
على الوقوف..

لا يُحبّني الرجال!
يقولون إنّي رائعة 
إذا قرّروا الرحيل..
أنا لا أفهم ذلك كثيرًا،
لكنّيَ أحسُّه كلّما انقلبتُ
منديلاً ورقيًّا
قبل أن يُلقوهُ على الأرض 
ربطوا بطرَفِه قطعة حلوى..

أثقبُ عمدًا كيسَ القمحِ على ظهري
ليخفَّ الحِمل..
لكنّيَ طوال الطريق
لا أنفكُّ أدعو
أن تمرّ العصافير الطيّبة
قبل الأحذية..

الطفل الذي كان ينزوي بعيدًا
كي يبكي لُعبته الوحيدة
وقد كسرها بلا سببٍ
هو نفسه الرجل الأشدُّ حزنًا اليوم
الجالسُ متطرّفًا في كلّ زاوية ..
يبكي كُمًا قديمًا..
إذ مايزالُ يكسرُ كلّ شيء يُحبّه!

المقطوعون من شجرة
عندهم أوراقٌ كثيرة
يرسمون البيتَ والباب
لكن لا أحدَ.. لا أحدَ يدخل!

أغصان لشجرة لا تصنع بيتًا_وئام غداس

اعتادَ الناسُ القول بإنني أملكُ يدًا جميلة، في الحقيقةِ قالوها كثيرًا، حتى صدقتهم. وذات مرّةٍ سألتُ أبي، المصوِّر: "أتصلح يدي للدعاية والفن؟"

قال: مستحيل.

نسيتُ السببَ الذي ساقَه لي، لكنني استأتُ بشدة.

ثم كان هناك كثيرٌ من الدمى لأحملها
كثير من الفروضِ المدرسيةِ لأنجزها
كثير من الفتيان لألوح لهم
وسنواتٌ كثيرة لأكبر.

كانت لنا لعبتنا الخاصة، أبي وأنا، لعبة عن "الأيدي المتشابكة"..  كنا نظهرُ وأيدينا متشابكة في كل مكان، وفي كل مرةٍ يقوم أحدنا بتلاوة رقم كبير على الآخرين، مدعين أننا نعدُ المرات التي نمسك فيها بيد بعضنا البعض، لذلك فهذه هي المرة رقم ثمانية ملايين وألفين وسبعمائةِ وثلاثةٍ وأربعين.

الأيدي تتعلم أكثر مما تستطيع العقول
تتعلمُ كيف تقبِض على أيادي الآخرين
كيف تمسك بالقلم وتكتب أشعارًا
كيف تعزف على البيانو، وتقذف بكرة السلة
كيف  تتحكم في مقود الدراجة
كيف تسند العجائز وتهدهد الصغار.

أحبُ الأيدي مثلما أحب الناس؛ إنها الخرائط والبوصلات التي  نشُق بها طريقَنا في الحياة، البعض يقرأ الكف ليكشف المستقبل، أنا أقرأه لأخبرك بالماضي.

كل ندبةٍ قصة تستحق أن تروى
كل إصبعٍ متشنج
كل قبضة متصدعة
لكمةٌ ضائعة.. أو سنوات نصر.

رأيت أيادي شرقِ أوسطية تجتمع في كفوفٍ شرقِ أوسطية تقرع بعضها البعض مثل طبول حرب، كل بلدٍ يعتقد أن كفوفه محاربون والآخرين أعداء. حتى لو أن الكفوفَ مجردُ أيادٍ. فلا علاقة للسياسة بهذا، لا علاقة للأيدي بالسياسة، هذه قصيدة عن الحب، والأصابع.. الأصابع المتداخلة مثل أكورديون بشري جميل.

مرّة، أمسكت يدَ أبي بقوة حتى تداخلت أصابعنا، لكنه بدّل وضعهما سريعًا وقال: كلا، مسكةٌ كتلك لأمكِ.

الأطفال يضربون الكفوف، لكن الكبار، يتعلمون المصافحة، أنت بحاجةٍ إلى تعلم المصافحة الرصينة، لا تضمَ الكفَ بقوة، ولا تُفلتها سريعًا، لكن لا تبقيها طويلًا. ليس للأيدي علاقة بالسياسة، متى أصبح الأمر معقدًا، كنت دومًا أحسبه بسيطًا.

ذات يومٍ، تأمل أبي يدي، كأنما يراها للمرةِ الأولى، وبضحكة يخفيها وراء عينيه، بأقصى جدِّيةٍ يمكن أن يدَّعيها رجلٌ مرح مِثلُه، قال: أتعرفين، تملكين يدًا لطفية، كانت تصلح للدعاية والفن! وقبل أن تبتلعني الضحكة، هززت رأسي، وأمسكت يده للمرة الثامنةِ مليون وألفين وسبعمائةِ وأربعةٍ وخمسين.

أيْدي - سارا كاي _ترجمة ضي رحمي

طوبى للجالسين
طوبى للرجلِ المجهولِ وزوجتِه
أخي في الإنسانيةِ بأكمامٍ وعنق وعينين
من ينتعل حذاءً ممزقًا في المطر
من يسهر على جثةِ الرغيفِ بشمعتين
من تنحشر إصبعه في الباب
من ليس له أعيادُ ميلاد
من فقد ظلهُ في حريق
الذي يبدو كإنسان، الإنسان الفقير الغني
الإنسانُ الغارقُ في البؤس، أفقرُ فقراءِ الأرض

طوبى لمن يجوعُ أو يظمأ، لكن ليس لديه جوعٌ يطفئ به ظمأَه
ولا ظمأ يُشبِعُ به جوعَه

طوبى لمن يعمل على مدارِ اليوم، على مدارِ الشهر، على مدار الساعة
من يتعرق خجلًا أو ألمًا
من يسدد ديونَه بما لا يملك
من ينامُ على ظهره
من لم يعد يتذكر طفولتَه

طوبى للرجلِ الأصلع بلا قبعة
الرجلُ العادل بلا أشواك
اللصُ بلا ورود
من يرتدي ساعةَ يد ورأى الرب
من لديه كرامة ولا يعرف الموت

طوبى للطفلِ الذي يسقط ويواصل البُكاء
للرجلِ الذي سقط، ولم يعد يبكي

كثيرٌ جدًا من الرحمة! قليلٌ جدًا من الرحمة! الرحمةُ لهم جميعًا

(التعثر بين نجمتين - سيزار باييخو) ترجمة سامح سمير

لمْ نلتقِ أبداً 
لكنّني أعيشُ مع أشياءَ أُعِدّتْ لتكونَ لكَ 
وأنتَ تحاولُ دائماً أنْ تتذكّرَني مع نساءٍ أرخيتَ عليهِنّ ظلالي 
لم أعرفِ الحبّ يوماً 
كانتْ محاولات بائسة لاكتشافِه 
مرّاتٌ ظننتُه الغيرة 
ومرّاتٌ أخرى اعتقدتُ أنّه الأمل 
بعد ذلكَ أردتُه أنْ يكونَ الفقد
الّذي عشتُ معه طويلاً. 
 أنا لا أحبّك 
 وستخرجُ منْ دمي يوماً ما 
 دونَ ألم 
 خروجاً بانهياراتٍ بسيطةٍ 
 مثلَ ظهورِ الحديدِ منْ شُرُفاتِ البيوتِ العتيقة ،، 
أنا لا أحبّك 
لكنْ يغريني هذا المستحيلُ في قصّتِنا 
المستحيلُ الّذي يجعلُ امرأةً ميّتةً تجوبُ الشّوارعَ بقلبٍ حافٍ 
تحفِرُ اسميكُما على كلّ الأشجارْ 
وهي تدركُ أنّ الطّريقةَ الوحيدةَ في زوالِهما أنْ تبقى هذي البلادُ دونَ ماء.

أنا لا أحبّك.. لكن! - أسما كريدي

نص بعنوان انتظار لـ لانج لييف
ترجمة ضي رحمي
الموسيقى والمقطع من مسلسل: قلم حمرة
الأغنية: شايف البحر بصوت عبير نعمة
.
"أحاول التفكير في كلمة قريبة من حب
فلا أجد سوى اسمك
أحاول تخيل ما قد أقوله
لو تقاطعت مساراتنا من جديد
إلا أني أواصل رسم الفراغ.
نسيت كيف هو شعور الشمس
على جلدي
دون القلق من أنها قد تؤذيني
توقفت عن الإلقاء بنفسي من أعلى الجروف
وذراعي مفرودتان في الهواء
في انتظار انتعاشة الماء بالأسفل.
كل يوم
أنظر في المرآة
فيتضح لي أكثر وأكثر
دمية بوجه أمي تنظر لي،
كل يوم
أزن الماضي في مقابل الحاضر
فيتملكني التفكير فيما كان يمكن
أن يكون.
أبحث عن صورة لك وأتساءل
متى سأفقد الأمل؟
أحدق في الساعة، بعقاربها البطيئة المنتظمة،
فزعة من يومٍ أعرف فيه
أنه قد فات الآوان."

مزيج : تسجيل نص انتظار لانج لييف ترجمة ضي رحمة / أغنية شايف البحر فيروز / حوار مسلسل قلم حمرة

القصيدة الأولى من ديوان خراب الدورة الدموية.

دخان - رياض الصالح الحسين

دُخان

كئيبًا، ومنفتحًا كالبحر، أقفُ لأحدِّثكم عن البحر.
مستاءً وحزينًا من الدنيا، أقف لأحدِّثكم عن الدنيا.
متماسكًا وصلبًا، ومستمرًّا كالنهر،
أقف لأحدِّثكم عن النهر.
وعندما يصبحُ للنافذةِ عينانِ تريان يأسي.
وللجدرانِ أصابعُ تتحسَّس أضلاعي.
وللأبوابِ ألسنةٌ تتكلَّم عنِّي.
وعندما يصبحُ للماءِ طعمُ الماءْ.
وللهواءِ نكهةُ الهواءْ.
وللحبرِ الأسودِ هذا، رائحةُ الحبر.
وعندما تهيّء المطابعُ الأناشيدَ للقرَّاء، بدلاً من الحبوب المنوِّمة.
وتهيّءُ الحقولُ القمحَ، بدلاً من الأفيون.
وتهيّءُ المصانعُ القمصانَ بدلاً من القنابل...
سأقف، أيضًا، سأقف لأحدِّثكم عنِّي.
لأحدِّثكم عن الحبِّ الذي يَغتالُ المراثي.
عن المراثي التي كانت تفتحُ دفترها الملكيَّ
لتسجِّل أسماءكم في قائمةِ القتلى.
عن القتلى المُتشبِّثين بالضِماد والميكرو كروم
الذي لم يأتِ.
وسأقف، أيضًا، سأقفُ
لأحدِّثكم عنِّي.
مثلما يتحدَّث الديكتاتورُ عن سجونِه.
و المليونيرُ عن ملايينِه.
و العاشقُ عن نهدي حبيبتِه.
و الطفلُ عن أمِّه.
و اللصُّ عن مفاتيحِه.
و العالمُ عن حُكَّامِه.
سأحدِّثكم بحبٍّ، بحبٍّ، بحبْ.
بعد أن أشعل سيجارة!

موسيقى :
1. قلم رصاص، أندرو عاطف

صوت: محمود ترابي

(التعثر بين نجمتين - سيزار باييخو) ترجمة سامح سمير

Reem Gamal Aldeen

Recent comments

Miral.el.masry

Mo7 Mola

Ramy A Razik

Related tracks