أحيانًا تُحب الأشياء لأنك لم تعد تملك خيارًا آخر،
وأحيانًا تُحبها، حتى لو كان هذا الحب متأخرًا، لأنك تسألُ نفسك، لو لم أكن هنا فأين سأكون؟ 
فلا تجدُ جوابًا غير مكانك الحاليّ.

وأنا، أعتقدُ أنني أحببته لأنه أصرَّ علي والطريق الذي يُصرّ عليك لن يكون خاطئًا.

كبسولة!

لطالما كانت هدايا الميلاد من والديّ غريبة، وكنت أغضب وأحزن في أغلب الأحيان عندما أراها.. 

في حياتي كُلها -وللآن- لم أتعلم كيف اسأل أحدهم لماذا؟ 
كنت أبحث عن الجواب لوحدي وأختار الطريقة الأصعب.
أهداني أبي في الصف الخامس قلم ودفتر يوميات غلافه من جلد أسود وحجمه بحجم الكف، مغلفان بطريقةٍ توقعت فيها كل شيء سواهما، فظننتهُ يسخر مني أو اشترى على عُجالة!
وفي الصف السابع كانت الهدية، ثلاثُ كتب لكاتب كنت أعلم أن أبي لا يحبه…فاستغربتُ وظننتُ أنهُ لا يُحبني، نظرًا لأنني كنت أحاول أن أصنع من نفسي نسخة عنه.
ومرّه أهدتني أمي مصحفًا في الوقت الذي كنت اتوقع أن تُهديني الآيباد الذي أريده…
لم أكن اسأل لماذا، حتى لو كنت أحزن.
 
منذ فترة عندما أخرجت دفتر اليوميات من صندوق الأشياء القديمه عدت بذاكرتي كثيرًا لأجد الجواب الذي وجدته مسبقًا لكنني لم أفكر فيه.
القلم الذي أعطاني إياه وأنا طفلة صار مئات الأقلام، وهذا الدفتر كان بداية رحلة طويلة من كتابة اليوميات، التي تشكل أعظم عادة واظبتُ عليها في حياتي، وتلك الكتب الثلاث كانت نواة لمئات الكتب التي أمتلكها اليوم في المكتبة…وكانت رسالة منه بأن اقرأ في كل شيء، حتى الكتب التي لا يحبها أحد.

وعندما أهدتني أمي المصحف بدلًا من الآيباد الذي كنت أتمنى الحصول عليه بكيت أيضًا…
لكنها لم تعلم أن هذا المصحف هو ملجأي في كل ليلة أشعر فيها بالضيق.
وأن ذلك الحزن كان سببًا في اجتهادي للحصول على ذلك الآيباد في نفس العام دون تدخل قرش واحد من أهلي.
فإنّ لم تكن هذه الهدايا غير الواضحة أعظم ما يمكن أن يُهدى لي فلا أعلم ماذا يمكن أن تكون…
واعتقد ايضا أنه وإن لم تجد إجابة الـ "لماذا" في حينها ستجدها عندما تحتاج إليها حقًا.
أحيانًا، نحصل على أشياء لا نريدها، لكننا لا نعلم أن القدر يسوق الأشياء إلينا لأننا بحاجتها.. حتى وإن كانت مغلفة بغلاف توقعٍ آخر، وحتى أن لم تأتِ على هوانا.
واحيانًا وكثيرًا ما تحدث أن تتحول الـ لماذا لـ شكرًا. 
حتى لو لم تجد الجواب أصلًا لا عند السؤال ولا في أي وقتٍ آخر.

ROUA AlHawamdeh

Popular tracks