طاقة أمل

بينَ الحزنِ واللامبالاةِ سيختارُ بيجوفيتشُ الحزنَ! هكذا فعلَ سابقًا، وهكذا لا يصحُ -دائمًا- إلا الصحيحُ. قد لا يُمثِّلُ الحزنُ اختيارًا من حيثُ المبتدأ، ولكنّه طارئٌ على الواقعِ في ثوبِ الخيارِ: إمّا أن تقبلَهُ فتسلمَ، وإمّا أن تناورَ باللامبالاةِ! ربما تفلَحُ حينها في الخداعِ ولكنّها مرةٌ -وحيدةٌ- لن تعدَكَ بالتكرارِ!

دائمًا.. يبقى الخوفُ أقسى من الألمِ، وتبقى المواجهةُ أسلمَ من الهروبِ. فإذا ما زاركَ الهمُّ اقبلْهُ، وإذا أتتكَ القصمةُ فاعصِمْها بالوقوفِ. أنت لم تختر وذاك لا بأس فيه، ولكنّه أتى وليسَ ثمّةَ فِرارٌ. فأكبرُ من الحزنِ أن تفقدَ شعورَك، وأعتى من الكمدِ اختفاءُ الإحساسِ، فإيّاكَ ألا تبالي، واحزن إذا لقيتَ الألمَ فإنّه شفاءْ.

لا تناورَ لأن المداورةَ تنكشفُ، فلا تقصم سلاحَ الصبرِ على مِقصلةِ الخوفِ، ولا تهرب من المواجهةِ بتأجيلِ الميعادِ، فإن الحزنَ أصبرُ من الخائفِ، وإن الشجاعةَ ضد الخصمِ تضنيه. فإن راوغتَه وقف، وطالعك خلفَ حصونِك واتّئد، وما هي حتى تخورَ قِواكَ أو تهتَرِئ الدروعُ فيرميكَ، ولا محالةَ سيفعلُ، فيدفعُك للمنازلةِ وقد سبقَ خُطوتَك، وقد كانت خُطاك –قبل ذاك- على ما تريدُ!

فهنا معركةٌ وقبلَ ذاكَ حربٌ وما الفرقُ بينهما بعظيمٍ، غيرُ أنك في الأولى تُجبَر، وقد أتتك قسرًا، وفي الثانيةِ تأخذُها بعزمِ المُريدِ. فإن اختارَك الهمُّ اخترتَ فترتَه، وإن أضناكَ الوجعُ قَبِلتَ الاستشفاءَ. فمن اهتمَّ لوجدِه عاصرَ رقّتَه، ودنا من الرَّهفِ ولمسَ الحنينَ، ومن عاثَ في اللااكتراثِ هلكَ في لُجّتِه، وغابَ عن قلبِه الأنينُ. فلا -أبدًا- لن يقتلَك الحزنُ، ولكن -دومًا- لن ينفعَك الإنكارُ.
 
فاحزن يا صديقي ولا بأس عليك، وعالج الصبرَ تعرِفْه، فمن عرفَ الصبرَ ما ضرّتَهُ الخطوبُ. نعم، خذ قِسطَك من الرحمةِ واشفق لحالِكَ ورِقّ، ثم اقبل أن تجتازَ وقُم سريعًا لتلتئمَ الجروحُ. احزن يا صديقي ولا ضيْر، ولكن توسّل به ولا ترتضيه المصيرَ. احزن لتمضيَ على الحدثِ لا لتركنَ إلى الهمومِ. احزن لأن الحزنَ في صُنعِ البشرِ، وافرح بحزنِكَ لأنك تحيا على رُغمِ الهروبِ.

فإنك إن قابلتَ الشعورَ حوته يدُك، وإنك إن هربتَ طَغَت عليك يداه. فاحزن مُختارًا وتصبّر باللهِ، وافرح مختارًا واطلب منه الشفاءَ. فلا تحزن حزنَ الهَلَكَةِ وإنما اِرثَ بعطفِ الإنسانِ، فإن الأولَ انتحارٌ وفي قلبِ الثاني تجدُ الحياةَ. فلا نجا من أفرطَ ولا أفلحَ ذو الإفراطِ، ولا هلَكَ مجروحٌ، ولكن ينقذُهُ الإشفاقُ.

فاشفِق لحالِكَ إن استدعى، واصبر -وما صبرُك إلا باللهِ- وارتجِ الفرحَ. فإنك إن فعلتَ تنلْهُ، فإذا تأخّرَ أمِلتَ، وإذا غابَ عَرَفتَ الثوابَ. فاجبر كسرَكَ بتصديقِهِ، وصدّقهُ بقبولِهِ، واقبل ما كانَ بالإيمانِ. واصبر، ثم اصبر، واصبر، وما صبرُك إلا باللهِ..

واللهُ أعلمُ!
.......................................
أداء: مي المتولي
هندسة صوتية: محمد نظمي

بينَ الحُزن واللامُبالاة - سامح طارق

قلبي مع الجميل الذي لم يكتشف نفسه، مع الشخص الصحيح في الوقت الخطأ   مع القصائد التي فقدت روعتها بسبب كلمة وحيدة في غير موضعها، مع الأغنيات الحلوة التي قتلها فرط الاستماع، أو ظلمها لحن النهاية، مع اللوحة التي لم يكن ليطغَى على جمالها شيءٌ لولا مغامرة في اختيار لون واحد، مع أيام السكينة التي مرَّت دون أن تُحمَد أو أن يُلقَى لها بالاً  مع الشُجعان الذين  خسروا قبل أن تبدأ المعركة بسبب حركة صغيرة  مُباغتة . 
روحي مع كل عتيقٍ أهانته ثقافة الجيل، مع الذكاء المتقد المنشغل بالتوافه، مع السعادة التي هلَّت بعد أن رحلت أسبابها، والحزن الذي أتى قبل موعده, مع النقاشات الأخيرة الطويلة للحفاظ على علاقة ستنتهي حتماً، مع التفكير في الانتظار دقيقة أخرى، مع الإيماءات المرتبكة و الرسائل الخفية  في لقاءات الطريق العابرة، مع الحكمة التي لا تُمنَح إلا من الخيبة،  مع الأمل المعقود حين لم يتبقى شيء، مع الكلمة التي تحمل أكثر من معنى ويُؤخَذ أسوأها.. 
روحي مع كل جمال افتقد اللمسة الأخيرة، و كل جميل خسره التقدير..
.....................
أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي

قلبي مع الجَميل

أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي.
.......................
من الآن أفكر في بيتنا؛ لا بد أن يكون صغيرا بالقدر الكافي للدفء، وواسعا بالقدر الكافي للحرية، كخيمةٍ مشدودة في سوق عكاظ ينادى فيها بالبيان ويصرح فيها بالغزل، وكزنزانةٍ تحمل الوطن والقضية والشعار والهتاف والقصيدة على جدرانها، سنحرص على أن يشبهنا تماما، في ألوانه وألحانه، في صمته وصوته، في حمله كلينا وحملنا إياه.
..
في بلاد الغربة، لا نسكن البيوت، وإنما نسكن ساكنيها، هي سقف وأرض وأربعة جدران، لا تعقيدات ولا مظاهر، وإنما شيء نألفه لأننا نؤلِّفه، ومكان يحبنا لأننا نحبه، أو كما يقول المتحدثون: "الحيطان لها ودان".. فإننا -الصامتين- نخلق من الجمادات أرواحا تجعلنا نقول: "الحيطان لها أحضان".
..
إنني أريدك كل الذي أفتقده، تحملين معك اللغة والكتاب والرواية والأغنية والقصيدة والمقالة؛ فيتلخص فيكِ الوطن، في أصغر صورةٍ له بوجهك.. وأجمل صورة بالآنِ ذاته.
- يوسف الدموكي

الحيطان لَها أحضان - يوسُف الدموكي

اداء صوتي : سما نوار
https://www.facebook.com/samanawar2 

هندسة صوت / فوازالناصر

خليك مبتدأ_سما نوار

أداء صوتــي /  سما نوار
https://www.facebook.com/samanawar2 
حـــرف / اميرة عبد العزيز
https://www.facebook.com/amera.abdelaziz.7?fref=ts

جربت قبل كدااا #تطمن لربنا ؟؟ ،، جربت تطمن لاختياراته وتدبيره فى كل أمور حياتك ؟؟ ،، جربت تطمن لما #الإبتلاءااات تكتر عليك أوى .. وتضيق بيك نفسك وتبقى واثق إن الفرحة #قريبة ؟؟ ،، جربت تعيش إحساس إن #الأحزان مابقتش فارقة معاااك ؟؟ لأن كدا كدا ربنا هيفرح #قلبك فى الأخر ،، جربت تطمن إن ربنا أرحم بيك من نفسك ولما بيبتليك ويرزقك بشوية حزن فــ دا لأنه #بيحبك ،، يعنى ساعااات الواحد لازم ينكسر أوى علشان يقدر يكمل مشواره فــ #الحيااااة .. لازم ينكسر علشان #قلبه يحس إنه مالوش حد فى الكون داا كله غير #ربناااا ،، لازم ينكسر علشان يقوى ويفهم الدنيا >> #أطمن ووشوش قلبك وأكدله إن الفرحة كدااا كدااا جاية ،، يمكن #دلوقتى أو متأخر #شوية ،، بس أكيد هتيجى ،، و اشكر #حزنك اللي فهمك الدنيا أكثر و قربك من ربنا أكثر ،، وخلاك تحس باللي حواليك ..
ومتنساش إن بعد #العسر #يسرا 

بس أنت أصبر واطمن

إطمن_سما نوار_أميرة عبد العزيز

اداء صوتي / سما نوار 
https://www.facebook.com/samanawar2
كلمات / اسراء مقدم 
https://www.facebook.com/esraa.mokaidam?fref=ts


الصراحة
الحياة لما كانت
جوة فصلى فتالتة تالت
كانت الحسبة بسيطة
قلب ابيض ...صفحة بيضة
حبة حبة لما تكبر
حبة الالوان بتكتر
جوة قلبك كان بيظهر
خط ازرق 
وللا اسود
وللا اخضر
وللا اصفر
لما تكره
وللا تحقد
وللا تعند
وللا تكسر
كل حاجة كات كبيرة وانت عيل
جوة عينك كات بتصغر لما تكبر
لما تكبر
كل حاجة عليك تهون
كل مرة تحط لون
واما تغرق مش هيفرق
لو تكون او لا تكون
مش هيفرق لو تحاول
او تداول
او تقاول
صفحتك مابقتش بيضة
بِركتك صبحت غويطة
هو ينفع لو تغمض وسط زيطة....ييجى نوم؟
هو ينفع لو لقيت نفسك بتغرق
تبتسم وتقول دة عوم؟
مش هينفع لو تصرّخ او تزوم
~~
لحظة واحدة
ايه اللى قالك مش هينفع
ايه اللى قال مالهوش لزوم
طول ما شمس عليك بتطلع
يبقى لسة علينا لوم
ليه بتحكم بالنهاية
ليه تقفّل ليه تشّطب
وانت لسة فمبتداه
لو تشخبط وللا تشطب جوة صفحة
لسة باقى دفتر ابيض....ايه ملاه؟
طول ما لسة كتابك ابيض
يبقى تكتب
اكتب اكتب
محنا فيها زى عيل
لف دار..قام معبّط
قام مخبّط
واما تاه ...راح معيّط
واما عيط
...
كف حانى عليه وطبطب
فاكتَشَف معنى الحياة
~~
هو دة طبع الحياة
ناس بتبعد ...ناس تفارق
يترسم بالخط الاسود
المفارق
جوة كشكول الحياة
واما تغرق...تلقائيا
يترسم بالخط الابيض
طوق نجاة


طوق نجاة_سما نوار_اسراء مقدم

حرفـ : عبد العزيز عبد الله
أداء : سما نوار
https://www.facebook.com/samanawar2

لما تحس بأن الدنيا معاندة معاك
وانها ولا بتحس وجودك ولا شايفاك
وانك مهما تحب وتخلِص 
تلقى حبايبك مش حاسّاك
وانك لما بتفرح حبّة
تلقى دموعك تستناك
لازم تعرف حاجة مهمة
ان الدنيا مهيش قصداك
وانك لاجل ما تمشى حياتك
لازم ترمى الهم وراك
أتشعبط ف الحلم وعافر
هتلاقى الأحلام ويّاك
كل الكون راح يبقى ف صفك
لو حسّك صادق ف غُناك



إتشعبط في الحلمـ_عبد العزيز عبد الله_سما نوار

ربما كانت رضوى عاشور على حق، علينا أن نعتذر لكل أولئك الذين أحبونا وكانت أرواحنا فقيرة جدا فلم نستطع أن نقدم لهم بعض اللُطف والمودة، على الأقل نستطيع الآن أن نقدم لهم " سلاماً طيباً ووردة" لنتخفف من شعورنا تجاههم بالذنب ..ولنقول ببساطة أننا نعتذر عن أنفسنا، عن أننا كنا نحن وليس شخصًا آخر ..شخصٌ- ربما- أكثر رفقاً ومودة، وأننا لم نتمكن من إجادة أي دور كما ينبغي، كانت أدوارُنا دائما معطوبة وممتلئة بالحَيرة والتشكك في مدى نفعها .. وكنا دائما الطرف الأعقد ذو المزاج النزق الذي يبكي كطفل ويُدبدب الأرض بحثًا عن إجابات وتفسيرات وأفكار وتعبيرات ..ونسينا - لفرط الضوضاء داخلنا- أن نخبرهم كم نحبهم وكم تؤنسنا مجالستهم و تُعزينا- عن ثقل أيامنا - تلك الخِفة التي يُضفيها على الوجودِ وجودُهم .
- مَريَم مصطفى
.............................
أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي

ســـلامًا طــيّبًا ووَردة :')

كلمات : ابتسام مختار 
https://www.facebook.com/ebtesam.ahmed.mokhtar
هندسة صوت / يُوسف الدالي
https://www.facebook.com/daly.yusuf?fref=ts
أداء / سما نوار
https://www.facebook.com/samanawar2

ياما قُلت
ومحدِّش صدَّقنى
إنى بحبها.. وبتكرهنى
وبتخنقنى
وبتزعجنى
وتشعلقنى
وتمرمطنى..
وافضل احبها رغم الزحمة
رغم البيه السيد حِشَرى
واخته الرغَّاية.. واخوه الكِشَرى
وبرغم الأمورة.. الرِخمة!
وبرغم الكُرسى المِتكسَّر
وبرغم التنطيط ع الكوبرى
ما هو كله يهون علشان خاطر
خَط من الأول للآخر..
قادر.. بالصُدفه يعلٍّمنى
قادر إنه يخرَّج منى..
ضحكة بتخُض اللى يشوفها
فِكرة.. بتخلينى اعرفنى!
شوف رغم دى حاجه بترْكَبها
مع ذلك بتعلِّمك المشى!
وشوارع مصر المحروسـة
الواقفة.. الزحمة.. المنحوسة
تدِّيك الصبر ده مجَّانى
فوق إن سماعك للرغى
بيضيفلك عُمر واحد تانى
بالذمة ده عرض ده يتفوِّت؟
هتقولى الزحمة دى بتموِّت!!
طب مش حلوة الموتَة جماعة؟
أرحم من كام واحد حى
يومياً بيموت م الوحده..
فِعلياً عُمره ما جرب سَعى
عُمره ما جرب رِزق الكرسى الفاضى الْمِستَّنيه
الكرسى الفاضِل.. مَخصوص لْيه!
عُمره ما جرَّب بسمِة جِدة..
لْواحد فاضِل..
فضَّل راحِة سِت كبيرة عليه
مع إنه فعلاً مش قادر..
يفضَل واقف على رجليه
يعنى بالعربى من الآخِر..
إن كان أتوبيس, ولَّا سيرفيس, ولَّا مشروع!
إن كنت جعان ولا تعبان ولا موجوع
وسواء بردان.. هتموت م الحَر
صايم.. فاطِر ..
فى الزحمة هتتعلم تِدى
تِكسب وِدى
هتدوس على رجله يبرَّقلك
تتأسفله, هيروح زاقَّك!
وفاجأة يضحكلك من قلبه
ويقولك: يا عم وَلْا يهمك!
ويبُصِلها: يا آنسة فى مكان
آه.. هناك جنبُه!
ويوسَّع ويسيبها تعدِّى
فى الزحمة انا باخد شنطتها
وبشيل عنها..
وبتشيل عنى
وبفكَّرها بمحطتها
بيفرمِل, هى بتستندنى!
فى الزحمة هتقرا الجرنان
تسمع قرآن.. أو هتغنِّى
هتلاقى حلاوة فـ وسط المُر
وفـ عز الخنقة هتكون حُـــر!
وفـ عز الدوشة مبتموتشى
أصل محـدِّش..
بيموت م الصبر



في الزحمـــة_إبتسام مختار_سما نوار

حــرفـ : اسراء مجدي
https://www.facebook.com/ess.magdi?fref=ts
أداء : سـما نوار
https://www.facebook.com/samanawar2 


الصبر ..
مش انّك تكون ..
مستنى حاجة و السلام
الصبر .. انك تبقى واثق ..
ان مهما الوقت طال ..
هيجيك نصيبك .. 
حتى لو من غير كلام
الصبر ..
انك تبقا عايش لاجل حلمك ..
بابتسامة و مش بضيق
الصبر انك .. 
تمشى فى السكة الطويلة المتعبة 
مهما الطريق حواليك يضيق
الصبر مش حبة كلام ..
عن معنى كلمه " صبر" فيك بتكمِّلك
الصبر .. صبر فى القلوب .. 
تستقوى بيه .. و يطمِّنك :)



الصبر_إسراء مجدي_سما نوار

أعرِفُ جيدًا 

منشور للكاتب: أيمن ربيع تم نشره على موقع الفيسبوك

أعرِفُ جيدًا معنى أن تكونَ مُتعَبا

أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي.
الصورة المرفقة هي لوحة " العودة للدّيار " للرسام هانز بوهلر
.......................

مِن البدايةِ، أخذت يدكِ إلى جراحي، وعرفتُك بها واحدًا واحدًا، هذا من غدر الزمان، وذاك من بُعد المكان، وتلك آثار الخذلان، وهذه بقايايَ، آخري وأولي، كل ما لي، التي لو جُرحَت فنَيتُ، وإن سلمَت حييت، أمِنتُك عليها، وأنزلتُك بها، فسكِّنيها واسكنيها.
..
إنني وجدت فيكِ رفيقتي، من الرفق، ورفيقتي، من الرفقة، وصديقتي، من الصدق، وصديقتي، من الصداقة، وأنيستي من الأنُس، وأنيستي، من نسياني الناسَ بك.
..
أتيتُكِ آيلًا للسقوط، هشَّ العظام، مدينة أشباح، كتيبة لم ينجُ منها أحد، الناجي الوحيد أنا، مصاب، محاصَر مرشَّحٌ للأسر، قلبي في حلقي، وروحي في عيني، إن بكيتُ فكفكفتِ دمعي بُعثَت من جديد، وإن بكيتُ فلم أجدكِ، نفد مخزوني من الحياة.
..
إنني متعَبٌ، تنعيني الجرائد، وتحييني قصيدتُك، ترميني السنواتُ، وتضمني ساعتُك، يهدمون مبناي فيَّ، فأفر إلى معناي فيك.
- يوسف الدموكي

العودة للديار - يوسُف الدموكي

أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي.
.......................

كلُّ الأشياء الطيبة أنتِ.. و كل الأشياء التي ليسَت كذلك في حُضوركِ تحْلُو.. كل الحديثِ منكِ عذبٌ.. و كل صمتٍ مِنك فنٌ.. كل كيانٍ حولكِ سِحرٌ.. و كل كدرٍ في كفّيكِ طُهرٌ.. كل ليلٍ بنوركِ فجرٌ.. و كل شكٍ عند رؤياك حقٌ.. كل جمالٍ أمام حُسنك فاترٌ.. و كل حُضورٍ تحت ظلّكِ باهتٌ.. كل تفاصيلكِ جميلةٌ.. و كل بسيطٍ فيكِ قصيدةٌ..
- وكلُّ الكونِ مَدينٌ لكِ بكِ

- إسلام النادي

كلُّ بَـسيطٍ فيكِ قـصيدة - إسلام النادي

ألا تشعرُ أنك تخوضُ سباقًا رَغمَ أنّك ساكنٌ في مكانِك. تسابق شيئًا لا تراه، تُهرولُ في مضمارٍ لا تعلمُ أبعادَه، لا بدايةً انطلقتَ منها، ولا نهايةً تنتهي عندها. لا تُحرك قدمك خطوةً واحدةً لكن العرقَ يتصبب منك، وأنفاسُك تكادُ تنقطع، وجوفُك مُتعبٌ كعدّاءٍ مُنهك.
فقدت قدرتك على التركيز في لمح البصر، لا تدري كيف ولماذا. ألمُ قدمِك الثابتةِ يُصيبك بالجنون، من أين أتى وكيف يشتد. وعقلُك، أليس محبوسًا في صندوق عظمٍ، فلماذا تشعر أنّه يجرك عبر صحاري وجبال.
لست في مضمار سباق، لا جمهورَ حولَك ولا متنافسين. فلماذا إذن تشعر أنك تخوض سباقًا. تستعجل فعلَ الشيء الذي بيدك رغم أنّه لا شيء آخرَ تفعله بعدَه. تضيق بوجود الزائرين، تنفعل إذا طُلبت منك مَهمَة، تتخلف عن حضور أي تجمعٍ، كلِّ هذا لشعورك بأنّه يجب عليك إنجازُ شيءٍ ما.
لكن الحقيقةَ أنَّ لا شيء في قائمةِ مهامِك، إذا انفض التجمعُ عُدت بيتك وحيدًا لتجلس صامتًا، إذا انتهت الزيارةُ عدت غرفتك وحيدًا لتجلس صامتًا.
أنت مُنهكٌ فحسب. أقصى ما ترغب أن تستلم إلى الجاذبية فتسحبك إلى كرسيٍّ يضم جسدَك، علّ عقلكَ يقتنع بأنك ثابت، وأنّ جسدك لا ذنب له في معاركه الخيالية. إذا كان من المستحيل أن أُثَبِط هذا العقل، فلماذا أدفع ثمن أوهامِه من جسدي.

أنتَ مُنهكٌ فحسب

النص لـ : يوسف الدموكي
أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي
تصوير : نورهان الزغبي

.....................................
4 يونية 1967.

إلى ابن خالتي الغالي، 

جندي مقاتل، عزيزي محمد،
..
سلاماتي الحارة، للأرض الحرة التي تقف عليها الآن، سلاماتي من البيت الموحش من غيرك كل ليلة جمعة، من الشارع المظلم من غيرك كل طلعة صباح، من القرية منزوعة البركة لأنك غائب عنها منذ ثلاثة أشهر، إلى الجبهة التي تقف فيها أسدا، في جيبك مصحفك، وفوق كتفك سلاحك، وفي يدك ورقتك وقلمك تكتب بهما إلينا الجوابات، وأفهم من بين السطور، حين تسأل عن الصبية والصبايا، أيّ الكلمات تقصدني بها.
..
الشارع كله يا محمد يذكرك بالخير، أمك ترفع رأسها بك، وأبوك زعيم كل مجلس على المصطبة، يسألونه كأن ابنه قائد المخابرات، ونضحك كلما حكى لنا كيف يستوقفه الناس في الشارع ويستفسرون منه بصوت منخفض عن خطة الحرب، وعن ميعاد الضربة الأولى، وعن ساعة الصفر.
..
أتابع أخباركم من الجورنال، تعليمك لي القراءة والكتابة نفعني، قلتُ لنفسي: الآن جا وقتُه يا سعاد. 
..
كل يومٍ أقرأ الجورنال لأمي، ترى صور الجنود في الخنادق، تشير إلى أحدهم وتقول: هذا محمد، أقول لها: لا يما، محمد أعرض من هذا قليلا، تقول: إذن هو ذاك، أقول: لا يما، ولا هذا، شَعر محمد مجعد عن هذا قليلا، تنظر إليَّ وتضحك كأنها تستجوبني، ثم تمصمص شفتيها وتقول: عشنا وشفنا يا بنت فاطمة.
..
كأنهم يعرفون؟ أتوقع ذلك، لكن لا يقولون شيئا يا محمد، أمي وأمك حين تجلسان معا، نصف الحديث يكون عني وعنك، وأعلم هذا، لكنهما لا تسمحان لي بالجلوس أثناء حديثهما، فأعرف أن الموال بدأ، والغمز واللمز في طريقه، وتنظران كل منهما إلى الأخرى، ثم تنظر كل واحدةٍ منهما إليَ، فأضحك، وفجأة ينتهي الضحك بمصيبة على رأسي، حين أشاركهما فيه، فتقولان: قليلة الحيا.
..
لا تتأخر يا محمد، أعلم أنك سيد الرجالة، سترفع رأسنا عاليا، ستأتي والعلم يرفرف فوق القطار الذي سيأخذك من الوحدة إلى المحطة، وفوق السيارة التي ستأخذك من المحطة إلى البيت، وفوق البيت، وكل بيت يا محمد.
..
أفتخر بك، لكن في نفسي، أكتم كل هذا الاعتزاز بالرجل الذي على لسان الجميع بالبطولة والفداء، وتدفعني مشاعر غرورٍ وفخرٍ قاتلة، ولا أستطيع أن أذيع حبي وشوقي إلا لوسادتي كل ليلة. 
..
كوفيّتك التي نسيتها عندنا، تتذكرها؟ طبعا تتذكرها، مثلتَ أنك نسيتها في بيتنا ليلة سفرك، ففهمتُ قصدك، خبأتُها، وقلت لأمي: اختفت فجأة، لكنها هنا معي، شاهدة على دموعي، وتهون عليَّ نيران قلبي، حين آخذها بحضني كل مساء، وأغلق الباب لألف بها عنقي، وأشم فيها رائحتك التي لا تزول يا محمد.
..
ولا أعرف يابن خالتي، هل الرائحة في الكوفية منذ ذلك الحين، أم في رئتي؟!
..
كوفيَّتك هي أغلى هدية، هي «ريحة الحبايب»، يا ... (أنت عارف).
عُد لي قريبا، صاغ سليم.
بنت خالتك العزيزة، و.... المصون: سعاد.
..
أداء : ميّ المتولي.
هندسة صوتية : محمد نظمي.
https://soundcloud.com/mohamd_nazmy

رسائل سقطت من ساعي البريد - الرسالة الأولى.

أريد أن أكف عن العراك مع نفسي. أتركها تسدد لي اللكمات، حتى تهدأ وتتركني.

أريد استقبال ما يأتي في سكتي، وما يهبط علي، وما يصادفني، بدون ترحيب، وبغير خوف.

أريد أن أفك حبال التعلق بالأشياء التي تريد أن تنفك مني، أمنحها حريتها في مقابل حريتي، وأترك مكانها خاليًا في روحي.

أريد أن آخذ كل المطبات، وأقع في كل الحفر، فيسقط شيء مني عند كل مطب وكل حفرة، وأصل خفيفًا.

أريد الانكفاء على نفسي، للداخل، وإصلاح ما أفسدته بيدي، وما أفسده غيري، وما فسد من تلقاء نفسه.

أريد أن أسقي النبتات التي تموت من العطش داخلي.  أقتلع ما مات منها، وأشعل النار فيه، وأرى النار تأكله بعيني.

أريد سلامًا لا تشوبه شائبه، وأمنًا لا يناوشه خوف، وصلاة من قبل الآخرة وأقبل على ربه.

- فريد عمارة.
.....
أداء : مي المتولي.
هندسة صوتية : محمد نظمي.

سَــلام - فريد عمارة.

قلبي كما حبة مطر ..
بيغيب كتير ..لكن ف وقت من السنه 
يظهر قوام ..ويفيض مشاعر ع البشر 
قلبي كما ..حبة مطر ~

لم يدفئني نور العالم بل قول أحدهم لي أني ذات يوم أضأت نورًا في قلبه

خليك مبتدأ_سما نوار

Sama Nawar

Recent comments

Sno White 6

Zahra Ayad 1

Zahra Ayad 1

Mohamed Abd ELfattah 12

Related tracks