{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ: أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ؟!! …} (البقرة:259)


وفي نهايةِ تلك السلسلةِ المُباركةِ.. لا شكَّ أنَّ هذه الحياةُ قصيرةٌ وأنَّنَا جميعًا سنموتُ وننْتَقِلُ إلى الدارِ الآخرةِ، ولا نَلْقَى إلاَّ ما قدَّمْنَاهُ؛ فإنْ وجدنا خيراً فلْنحمدِ اللهَ وإنْ وجدنا غيرَ ذلك فلا نلومَنَّ إلا أنفسَنا. والله عزَّ وجل سائِلُنا عن الوظيفةِ التي خلقنا من أجلِها، والمَهمةِ التي أوكلَها إلينا؛ وهي عبادتُه سبحانه وحدَه بلا شريك. وعن عهدهِ الذي عهدَه إلينا في قوله سبحانه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۞ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾ (يس:60-61) , فهل حفظنا هذا العهدَ أم ضيعناهُ واتَّبعنا أهواءنا وترَكنا شرعَ ربِنا ونبذناهُ وراءَ ظهورِنا؟ هل رددنا إحسانَ اللهِ إلينا أم كفرنا بنعمتهِ علينا؟ هل نحيَّنا شرعَه سبحانه جانباً واستبدلناه بشرع العبيد؟!!

القرآن يتساءل | الحلقة (29) | قضية الحياة والموت (5/5)

إلهي ما أعظمك .. سبحانك سبحانك

إلهي ما أعظمك

قضية التكفير - الحلقة الأولى

فاصَل إبراهيم –عليه السلام-  قومه على أساس العقيدة, فقد كانوا يعبدوا آلهة زائفة, لذلك تبرأ منهم ومما يعبدون من دون الله, سعيا إلى تحقيق التوحيد الخالص لله رب العالمين.
إنها دعوة إبراهيم عليه السلام ودعوة كل الأنبياء وهي البراءة من كل ما يعبد من دون الله وإفراد الله وحده بالعبادة.
وإن الإنحراف الأساسي الذي وقعت فيه الجاهلية المعاصرة هو التلقي من غير الله في أنظمة حياتها وقبول قول العبيد ورد أمر الله عز  وجل. وهي بذلك تتخذ مع الله آلهة تطيعها وتخضع لسلطانها

إنني براء مما تعبدون | الحلقة الأولى

إن هذا الكون لا يستقيم أمره ولا يصلح حاله إلا أن يكون هناك إله واحد يدبر أمره,
إله واحد نتلقى منه ونطيع أمره ونقف عند نهيه,
إله واحد نعبده حق العبادة ولا نشرك معه آلهةأخرى.
 وهذا ما تدعونا إليه الآيات {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}.. آل عمران.

إنني براء مما تعبدون | الحلقة الثانية

يقول ربنا - عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3)﴾ فاطر.
﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ (13)﴾ الجاثية
الله العظيم الكريم الرؤوف الرحيم المنعم.. يذكرنا بنعمه التي أنعم بها علينا.. بدأ بالخلق والرزق ثم بإرسال الرسل وإنزال الكتب.. ثم بتسخير الكون كله لنا.. أفلا يستحق هذا الإله العظيم الكريم أن نشكره على كل نعمه التي أنعم بها علينا.. أليس شكرا الله يكون بعبادته وحده دون سواه؟؟!!

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66)﴾ الزمر
إن شكر الله - عز وجل - يبدأ من التعرف على هذا الإله العظيم الكريم.. من خلال كتابه الكريم.. ومن خلال استشعار عظم نعمائه وجزيل أفضاله.. ثم أن نسعى في حياتنا كلها في تحري ما يرضى الله - عز وجل - فنفعله.. وتحري ما يغضب الله – عز وجل – فنجتنبه..
أليست العبادة هي إفراد الله وحده بالخضوع والطاعة والاستسلام والانقياد والخضوع؟؟!!

ثم إن الله قد أحاط بكل شيء علما.. وهو عليم بذات الصدور.. هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم.. أليس هو الأعلم بما يصلح لنا؟؟!! فكيف تسمح لنفسك أيها الإنسان أن تتبع شرعا أو نظاما لحياتك غير ما شرَّعه الله الذي أوجدك ويعلم ما هو الأصلح لك؟!

بل الله فاعبد وكن من الشاكرين - الحلقة الأولي

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ (19) ﴾ محمد
هذا أمر من الله عزَّ وجل.. فلا بد للإنسان إذا أراد إن يكون مسلماً حقاً أن يعرف حقيقة لا إله إلا الله.
لأن هذه الكلمة لها مقتضياتها ولها شروطها...فلابد أن يبدأ الناس بتعلمها قبل أي شيء ... ويعلموا شروطها ويأتوا بمقتضياتها.. لا أن يرددوها ليل نهار غير مدركين لحقيقتها أو مدلولها.

هل شكر الله على نعمه يكون بقول الإنسان: الحمد والشكر لك يا رب وينتهي الأمر عندها؟
أم أن هناك معنى أعمق للشكر؟
أليس معنى أن نشكر الله على نعمه هو أن نتبع أوامره - جل وعلى – ونجتنب نواهيه؟

يقول عزَّ و جل: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (٧) ﴾ إبراهيم 
فهذه دعوة لأن نقف مع أنفسنا وقفة صادقة.. ونحاول التعرف على مولانا الجليل...عن طريق كتابه الكريم واتباعاً لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

بل الله فاعبد وكن من الشاكرين - الحلقة الثانية

يَقولُ اللهُ تعالَى فِي سورةِ النجم: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23)}.
	    لَقد نزَلت هذه الآيات البينات في معرض الحديث عن الأَصنام التي صنعها كفار قريش بأَيديهم، ثم أَعطُوهَا أَسماء بعَينِهَا، ثم أَغدقوا عليها صفات المهابة والتعظيم، ثم عبدوها مع الله.
    وهي ظَاهِرةٌ مُتكَّرِّرةٌ في التاريخ الإِنساني كلَّما انحرفَت البشريةُ عن دين اللهِ، فهذَا هود علَيه السلام وهو يخاطب قَومه عاد، وكما جاء في سورة الأَعراف: {قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71)}، وَهَا هُوَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلاَم وَهْوَ يُخَاطِبُ صَاحِبَيْ السِّجْنِ، وكَمَا جَاءَ فِي سُورَةِ يُوسُف: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)}.
    والنَّاظرُ في واقِعِ البشَرِيَّة المُعاصر، يجد بوضوحٍ كثرة وَتنَوعَ هذه المسميات، وهي مسميات ما أَنزل الله بها من سلطَان، يعطيها الناس من الخصائص والصفات ما ينازع اللهَ العظِيم في حكمه وَسلطَانه.
 ومن أَمْثلَة هذه المسميات الشائعَة فِي هذا الزمان: (الحرية) -(الوطَنِية) (القومية)-(الديمقراطية)-(المجتمَع المدَني) وغيرها، يعظِّمها النّاس مع اللهِ أَو من دونه، ويُقيمون عليها تصوراتهم ومفاهيمهم، وأخلاقَهم وسلوكهم، وعلَاقاتهم .واِرتباطَاتهم ونِظام حياتهم.

إن هي إلا أسماء سميتموها - الحلقة الأولى

إن هي إلا أسماء سميتموها - الحلقة الثانية

نجاتك يوم الهول الأكبر في اتباع شرع ربك في كل جزئيات حياتك...
فهل أعددت نفسك لهذا اليوم؟
هل واجهت نفسك بحقيقتها؟
هل كشفت نفسَك أمام نفسِك قبل أن تُكشَف أمام الخلائق أجمعين؟

أين المفر

من هُم الصادعون بالحق؟ – الحلقة الاولى

بسم الله الرحمن الرحيم

التعريف بجماعة الصادعون بالحق

الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد .
نحن جماعة مسلمة تدعوا الناس إلى الدعوة التي جاء بها الإنبياء جميعاً-عليهم السلام- وإمامهم محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهي [ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ].
هذه العبودية التي تنقذ الناس من الخضوع لغير الله رب العالمين،فتحقق للإنسان كرامته. وإنّ هذا الحق الذي تضمنه كتاب الله وهدي محمد- صلى اللهُ عليه وسلّم-ليأخذ بأيدي النّاس إلى الخير والرشاد وفق منهج رباني واقعي يرفق بهم ويراعي قدراتهم ولا يكلفهم فوق طاقتهم.
إن الداء العضال الذي تعاني منه البشرية اليوم واستشرى في جسدها (في مشارق الأرض مغاربها وكلفها شقاء ومذلة ومهانة وحيرة) ناشئ من نكوصها عن العبودية لله وحده بلا شريك وقبولها الخضوع لغير سلطان الله رب العالمين. فمن البديهي لكي تُشفى البشرية من هذا الداء أن تكون الدينونة في كل جوانب الحياة لله وحده بلا منازع، والتوجه له وحده بلا شريك، والاستقامة على منهج رسوله محمد صلى الله عليه وسلّم.
ولكوننا نحب الخير من قلوبنا لكل الناس، ونشفق عليهم من شقاء الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة،وحرصاً منّا على النهوض بواجب الدعوة والبلاغ، وخوفنا من عاقبة كتمان العلم والبينات، كان لزاماً علينا أن نصدع بهذا الحق ونقدم هذا النور لنضيء للناس الطريق ونأخذ بأيدهم برفق ولا نتنكب الخطى،ونحن محبون لهم لانريد منهم جزاءاً ولا شكوراً.

القرآن يتساءل | الحلقة (29) | قضية الحياة والموت (5/5)

جماعة الصادعون بالحق

Related tracks