من نوادر وروائع تلاوات الحفلات الخارجية للشيخ محمود علي البنا رحمه الله - سورة الشرح

قرآن المغرب من سورة الشورى، 17 رمضان 1438 -محمود صديق المنشاوي

الشيخ عبد الباسط عبد الضمد - من سورة الغاشية - مقام صبا

ما تيسر من سورة النور للقارئ الشيخ هاشم هيبة

الشيخ منصور الشامي الدمنهوري- آخر سورة التوبة وأول يونس- تلاوة إذاعية جميلة

تلاوة رائعة للشيخ محمد صديق المنشاوى 
a beautiful holy Qur'an recitation for sheikh Muhammed Al-Menshawy
http://quran.com/43/68

قراّن كريم.. الشيخ المنشاوى و ما تسير من سوره الزخرف

قراء القرآن الكبار أعادوا إنتاج القرآن مرة أخرى..
أو بالأحرى، استنطقوه بصور مختلفة، ربما تتوائم مع شخصياتهم وطباعهم وطريقة تفاعلهم وإحساسهم بالكلام الإلهي. وهذا عجيب.
كيف انطبع السمت الشخصي لكل قاريء فكسا النص الإلهي بحلل مختلفة؟ كيف وصل المعنى مختلفًا بدرجة من الدرجات من كل قاريء من المشايخ العظام؟
"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
-حين أسمعها من المنشاوي أحس تبتل أبي الأنبياء إبراهيم وهو يناجي ربه ويرجوه ويكل الأمر إليه خاشعًا راجيًا..وحين يقرأ الشيخ يضغط على كلمات "ربنا" وضمير الكاف في "بيتك".. خشوع المنشاوي نفى كل عناصر المشهد وأبقى على المناجاة الإلهية سيدة الموقف وقائد الآية. فلفظ الجلالة بحضوره صريحا أو كضمير بارز أو حتى مستتر هو نقطة ارتكازه في القراءة. هو يناجي فحسب..
-حين أسمعها من الشيخ مصطفى اسماعيل أحس الأمر كرنفاليا.. فالشيخ مبتهج بالنيابة عن سيدنا إبراهيم..لأنه عند "البيت المحرم" ولأن "أفئدة من الناس ستهوي" أي أنه سيكون حبٌ وغرام
.. ثم هناك رزق من الثمرات.. الشيخ مصطفى بهوج مبتهج يلهو ويلعب كأنه يرتل في الجنة.. هو سعيد فقط لأنه في الحضرة الإلهية يحكي شيئا ما خاصا بها.. هذه السعادة الغريبة تمتد حتى لتطال أحيانا آيات العذاب! أحيانا أحسه يقدر العذاب ويثمنه لأنه "صادر" عن جناب الله
-حين أسمعها من الحصري أحس جهاد أبي الأنبياء ومشقة الأمر الإلهي، وكأن الآية كلها لايبقى منها في الذاكرة غير قوله"بواد غير ذي زرع".. أحس الشقاء والمكابدة في سبيل الله، وأحس قوة الأمر الإلهي للخليل عليه السلام.. وأحس حيرته.. لكن الحصري لا ينطق بلسان العبد.. بل يقرأ النص من ناحية الرب.
الحصري صارم جاد، يتمثل الموقف الإلهي حين يقرأ القرآن، كأنه يرتله من فوق السماوات السبع بجوار العرش... ولا يتلقاه مثلنا من موقف الضعف وقلة الحيلة.
-حين أسمعها من الشيخ محمود علي البنا أحسه يحكي لنا فصلًا واحدًا ثابتا من حكاية الأرض مع السماء فهناك إبراهيم العبد..فعل كل ما فعله لأجل الرب..وخاض المشاق.. ودعا الله.. واستجاب الله له. وذلك دون أن نعرف حتى الجواب الإلهي على دعوة أبي الأنبياء..
البنا يقول لنا أن هذه القاعدة ثابتة.. ابذل لله يبذل الله لك.. هو يحكي معادلة منطقية بديهية في نظره ونظر صوته العظيم البديع. هو يحكي قصة بكل تفاصيلها وبالعظة الكامنة فيها.. كأن الأمر منته!
-حين أسمعها من الشيخ محمد رفعت، تنقسم الآية لشق بصوت العبد، بصوت إبراهيم الخليل وهو يستعطف الله حين يسرد معطيات الموقف بأنه أسكن من ذريته (أطفالي يارب!) بـ(واد غير ذي زرع) فهل تقبل يا إلهي لأطفالي أن يعاينوا الجدب والشقاء؟ ويارب إني أسكنتهم ليقيموا الصلاة؟ الصلاة لأجلك يارب؟ هذا مشهد استعطاف بين حبيبين أحدهما رب والآخر عبد..
وبعدما ينتهي الشيخ رفعت من سرد المناجاة الإبراهيمية، يدعو ويطلب من الله ب"قلب جامد" : أن تهوي أفئدة الناس إليهم وأن يرزقهم من الثمرات. ثم يجري تحول على مهل في صوت الشيخ رفعت فتحس أن دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو الوعد الإلهي الذي يقوله الحق عز وجل ويجيبه فيه.. أي أن إبراهيم يدعو بما أجابه الله أزلا! ويطلب بلسانه ما قرره الله بنفسه.. فلا تدري أيهما الداعي وأيهما المجيب! لقد فنت مشيئة إبراهيم في مشيئة الله، ولم نعد نعرف هل كان الوعد الإلهي أقدم من الدعوة أم أن الدعوة استنزلت من السماء هذا الوعد؟ّ!
وهذه معجزة في توصيل المعنى بكل هذا التركيب..
طابت أرض ضمت أجسادكم يا أهل القرآن العظام! وهيأ الله لنا من فتوح هذا الكتاب ما يهون علينا من الدنيا والآخرة أحوالهما وأهوالهما.

أحمد الدريني

ما تيسر من سورة النور للقارئ الشيخ هاشم هيبة

EL.Sheikh Hashem Heaba