صوت وترجمة وموسيقا: أحمد قطليش
ساعد في الترجمة د ليليا كوتشبي

منهكٌ أنا، وأنت على حالك يقظة.
الريح تعوي وتئن
الريح تأرجح الغابة وأكواخها
لا شجرة شجرة
إنما تأرجح الأشجار.. كل أشجار الصنوبر معًا
تحملها في المساقة التي لا يُنتهى إليها
كما تُجسد الأشرعة في قعور المراكب

ليس تهورًا كل هذا
ولا من الغضب الأعمى
إنما أن أضنى في العثور على الكلمات التي
الكلمات التي يمكن أن تكون تهويدة نومك

تهويدة ريح - بوريس باسترناك/Boris Pasternak

النص:
أُحبٌكْ

"العاشرة و النصف في أحد صباحات يونيو
من مقر العمل و انشغالي “أحبك” ..
يعلو صوت بائع الأشياء العتيقة
لديه كرسي بثلاثة أرجل الرابعة كسرها الزمن،
و كرسي آخرٌ بظهرٍ مكسورٍ و ما زال يقف على أرجله
طاولة بوجه مخدوش يعلوها قلبٌ رسم بسهم ذو حرفين
سرير حديدي ذو فراش ابيضٍ جديد ،و لكن أكله الصدأ
هي أشياء تعني لي الكثير، لكنها في نظر أصحابها أشياء عتيقة للبيع
كثيرة هي الاشياء العتيقة في جعبتي، لكنها ليست للبيع
فأنا أحبها و أٌحبك
عتيقةٌ هي الاغنية التي حملنا شعورها معاً
بألحانها و كلماتها 
عندما غنيّتها لي و قُلت لي "أحبك"
عتيقة هي الآية التي حاوطتك بها و صِرت اكررها لك كل ليلة 
عتيقة هي الساعة التي أشارت عقاربها إلى وقت حبنا و جمعتنا الحياة وقتها صدفة
عتيقة هي ليلة الأول من نوفمبر فهي الليلة الأولى في ذاكرتي و ذاكرتكُ
عتيقة هي رائحة عطرك العالقة في عقلي مهما غبت 
و مهما حصل لكنك لا أنت ترحلُ فأنساك
ولا أنت تأتي فأجدُك
 و تبقى عتيقة هي الدموع في عيوني عندما ذهبت 
و قلت لي "سأبقى أحبك"."

--- 
النص مقتبس و معدل على كتابة عليا سليمان
https://alia-soul.tumblr.com/post/656707647932891137/%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%88-%D9%84%D9%83%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B9
__ 
موسيقى: 
- if you go away 
- ما تتركني هيك 
- ne quitte pas

أُحبٌكْ

أَعلى من الأغوار كانت حكمتي
إذ قلتُ للشيطان: لا . لا تَمْتَحِنِّي!
لا تَضَعْني في الثُّنَائيّات، واتركني
كما أَنا زاهدًا برواية العهد القديم
وصاعدًا نحو السماء، هُنَاكَ مملكتي
خُذِ التاريخَ، يا ابنَ أَبي، خُذِ
التاريخَ... واُصنَعْ بالغرائز ما تريدُ!

إن كان هذا الحُلم لا يكفي - من جدارية محمود درويش

نشر هذا النص في موقع حكمة بترجمة : نورة الخطيب . هنا رابط الموضوع :http://hekmah.org/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9%92%D8%AA%D9%90%D9%84%D8%A7%D8%A1%D8%8C-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%90%D8%AD%D9%92%D8%AF%D8%A9%D8%8C-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8F%D8%B2%D9%84%D9%8E%D8%A9-%D8%B9%D9%86/

الإختلاء والوحدة والعزلة عند حنة أرندت

صوت أحمد قطليش

 ثلاثة مشاعر .. بسيطة لكنها غامرة بقوة، تحكمت في حياتي: اللهفة للحب، البحث عن المعرفة، والشفقة التي لا تطاق لمعاناة البشر.
هذه المشاعر، مثل العواصف العظيمة، عصفت بي هنا وهناك، في مسار صعب المراس، على محيط عميق من الكرب، يصل إلى حافة اليأس البعيدة.
سعيت للحب، أولًا، لأنه يأتي بالبهجة الشديدة – والبهجة شيء عظيم لدرجة أنني مستعد أن أضحى بباقي عمري من أجل ساعات قليلة من هذه السعادة!. سعيت إليه، ثانيًا، لأنه يخفف الوحدة – هذه الوحدة الشنيعة التي تجعل الوعي المرتعش للشخص ينظر من على حافة العالم إلى الجحيم البارد المبهم الخالي من الحياة. سعيت إليه، أخيرًا، لأنه بالتوحد مع الحب رأيت، بصورة صوفية، الرؤية المتنبئة للجنة التي تخيلها القديسين والشعراء. هذا ما كنت أسعى إليه وبرغم أنه ربما يبدو جيدًا جدًا بالنسبة لحياة بشرية، هذا هو ما وجدته، أخيرًا.
بشغف مساوٍ سعيتُ إلى المعرفة. تمنيت أن أفهم قلوب البشر. تمنيت أن أعرف لماذا تلمع النجوم. وحاولت أن أدرك القوة الفيثاغورية التي تسيطر فيها الأرقام على تدفق الأشياء. قليل من هذا، وليس الكثير، استطعت أن أحققه. الحب والمعرفة، بحسب ما كانا ممكنين، قاداني إلى أعلى في السماء.
و الشفقة دائمًا ما أعادتني ثانية إلى الأرض. أصداء أصوات البكاء من الألم تتردد في قلبي. الأطفال في المجاعات، الضحايا الذين يعذبون بواسطة الظالمين، العجائز العاجزين الذين يعتبرهم أولادهم عبئًا مكروهًا، والعالم الكامل من الوحدة، والفقر، والألم، كل هذا يسخر مما يجب أن تكون عليه الحياة البشرية. أنا أتوق إلى تخفيف الشر، و أحاول، لكني لا أستطيع ،لوحدي. هذه هي حياتي. وأراها تستحق أن تُعاش.

برتراند راسل - ما الذي عشت من أجله؟

بصوت: الفنانة ريم تلحمي  
موسيقى: منير بشير
نص: سلطان القيسي 
إشراف فني ومكساج: أحمد قطليش 
تم التسجيل في فرنسا بإشراف الفنان منعم عدوان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
غودو... وبائع النبي

مشهد 1:

كلٌ هنا ما زال ينتظرُ: 
لغتي المريضةُ بالمجاز 
دموعُ أمي 
حشرجاتُ أبي 
لفيفٌ من ضحايا الحرب 
أغنيةٌ تخاف رصاصَ حارسِ خوفِها
كلٌّ هنا ما زال ينتظرُ
سيجيء "غودو" ثمّ يعتذرُ.
سيجيءُ يرفعُ ليلَنا عن ليلِنا
ويضيؤنا بشتائه 
سيسلُّ ماضينا المؤرِّقَ من قصائدنا 
سيقتل موتَنا الممتدَ من أقصى النشيد 
إلى جبال القلب، يَربِتُ فوق رأس الحلم أيضًا
ثم يعتذرُ.
قد باع "مالكٌ بنُ زعرَ"  نبيَّ كنعان الجميل..
ودارت الدنيا..
إذن دولٌ هي الأيام:
عاد كما تعود عقارب الساعات
قبّل رأس يوسفَ نادمًا 
وحنى له رأسَ القصيدة تائبًا
فأجاره القمرُ...

مشهد :2

كلٌ هنا ما زال ينتظرُ..
الأرض ترمي شالها فوق الجراح
تضيء دربَ قصيدةٍ ورديةٍ.

مشهد 3:

في الكافِتيريا قال أولهم:
على باب المدينةِ تدفع الدبابةُ الأخرى..
أجاب صديقُه:
هو الاحتلال الداخليُّ، سقوطُنا..
أرأيتَ للقسّ الذي باع الكنيسة بالصليبْ؟
أرأيت للشيخ الذي باع الأذان بالابتهالْ؟
دعْ الاحتلالْ
يَجُبِ الشوارع كلّها 
إن القضيةَ علَّقت شرف المقاتل في المداخل وانتهتْ
والثالث المجنون قالْ:
أنا مؤمن بالوردِ.
قالَ: سأهزم الموت المملّ، قذائفَ الفسفور..
بالورد الجميلْ،
بالحب بالوجع الطويلْ،
سأميلْ..
كالشمعة البيضاء، كاللحن الأصيلْ
لتشذّ عني الريحُ ثانيةً وتمنحني الطيورُ المعدنيّة عمرَها.
العاديات إذن توارت خلفَ سقطتنا هنا 
والوقت كالظل الخجولْ
والوقت منكسرُ...

مشهد 4:

ستبيعنا أمي وتبحث عن أبٍ ليطيع عاطفة المكانْ
وأبي تجاهل موتنا ومضى لمحظية الزمانْ
لكنّ هذا الوقت شيطانٌ جبانْ
سيمرّ مرّ الخائفين يلمُّ وكسةَ وجهه 
ويدور دورتَهُ الأخيرةَ 
ثم يستترُ..
ويجيء "غودو" يصلح الدينَ الحديثَ
ويرفعُ الكلمات نحو مصيرها..
ويرمم الماضي ويعتذرُ

مشهد 5:

عبثيةٌ تربو على كتفيَّ دون توجّسٍ
كلُّ المسارح تستجير بخطوتي..
وأنا أراوحُ بينها والجرحُ أوسعُ من حقيقتنا 
وكلُّ الليلِ هذا واقفٌ ضدّي كذئبٍ أسودٍ..
واسمي وحيدٌ مثل قلبي..
والرياحُ تخضّني والغيم يرمحُ في الصحاري ثمّ لا مطرُ..

فعِمي صباحًا يا حقيقةُ مثلما شئت:
البنادقُ... والخنادقُ
والزنابقُ... والحدائقُ
والحرائقُ... والمشانقُ
كلها لي...
بينما "غودو" يحرّرُ نفسَهُ من نفسِهِ 
في الحانة القصوى هنالك يشربُ "الشامبانيا".
هو لن يجيءَ إلى مضاربنا إذن إلا إذا نفدتْ جيوبُهْ.
سيجيءُ حتمًا كي يبيعَ الأنبياءَ جميعَهم
ويعود "للديسكو" يجرُّ وراءهُ أحلامَنا.
هو صرصرٌ.. موتٌ فلا يُبقي ولا يذرُ 
سيجيء "غودو" ينفثُ الدُخَّانَ في وجه الحقيقةِ
ثم نعتذرُ...



سلطان القيسي _ بائع النبيّ

- صوت أحمد قطليش -
نص :سيرغي يسينين 

ألا تزالين حية يا عجوزي ؟ 
حي أنا سلام عليك وسلام 
ليغمر دارك 
ذلك الضوء المسائي البديع 
يكتبون لي انك تذوبين شوقا 
كما أصبحت تقلقين علي كثيرا 
وانك غالبا ما تخرجين الى الطريق 
بفستان مهتريء من طراز قديم 
في عتمة الليل الزرقاء 
غالبا ما تتخيلين : كأن أحدا ما في عركة خمارة 
قد غرز في قلبي سكينا فينيقية 
لا بأس يا أمي! اطمئني 
هذا هذيان مؤلم لا غير 
فأنا لست بسكير مدمن 
كي أموت قبل أن أراك 
مازلت لطيفا كما عهدتني 
احلم فقط بشأن واحد 
أن اهرب بسرعة من الحزن المضطرب 
وأعود الى بيتنا منخفض السقف 
سأعود عندما تتفتح أغصان 
حديقتنا البيضاء في الربيع 
شرط أن لا توقظيني عند الفجر 
ذقت من الحياة حرمانا وتعبا مبكرا للغاية 
أنت وحدك عوني وسعادتي 
أنت وحدك ذلك الضوء المسائي البديع 


رسالة إلى أمي - سيرغي يسينين / Sergej Esenin

- صوت أحمد قطليش -
نص الضوي محمد الضوي -
منذ سنواتٍ بعيدة
ابتلعتُ فراشةً وأنا أغنّي
فراشةً طارت إلى حنجرتي، كما تفعل الفراشات باتجاه النار
ليس صوتي جميلا، ولا أعرف ما الذي جذبها
حاولت لفظَها كما فعلَ الحوت بيونس، 
زرعت لها على سور نافذتي يقطينًا، 
وسرّبتُ لها الدعاءَ المناسبَ
لكنها لم تخرج..
الآن تقف الفراشات على أنفي 
وعلى رأسي و يدي وكتفيَّ فجأةً ..
لستُ جديرًا بمحبتهم، 
ولا نورانيًّا بما يدفعهم للوقوف على جسدي مطمئنين.. 
إنهم يزورون أُخَتَهُم التي تسكنُ وحيدةً في الداخل..
أنا شاهد قبرها، أنا قبرُ فراشةٍ 
مرّت ذاتَ غناءٍ من هنا، وأغرتها حنجرتي بسُكْنَاي.. 
سارتْ إلى داخلي، ولم تخشَ الوَحدة
إنها تناديهم فيُلَبُّونَ النداءَ: 
يا كلَّ فراشةٍ تمرُّ من هنا، إنني في الداخلِ، وحيدةً أسكنُ، 
وقُربُكم يؤنسني، يا أخواتي إذا غنّى هذا الرجلُ فأسرعوا إلى حنجرته، 
إنها مزمار صالح للسُكنى، 
إن لم تستطيعوا، فامكثوا قليلا بالقرب مِنَّا؛ فأنا وهو وحيدان 
 وحيدانِ جدا ..!

"Ascending the Vale" Kevin MacLeod (incompetech.com)
Licensed under Creative Commons: By Attribution 3.0 License
http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/

مقبرة الفراشات - الضوي محمد الضوي

رسالة أمل دنقل

لقد قمتُ بإستخدام بعض المقاطع من أغانٍ لريم بنا .. مع حفظ الحقوق لها بالتأكيد.

سلطان القيسي _ بائع النبيّ

Sultan Al-Qaisi

Related tracks