ما لم تقله زرقاء اليمامة - الشاعر محمد عبدالباري

"أبو فراس الحمداني مع قصائد فيء، في قصيدة تحت عنوان "أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد
شاركونا آرائكم واقتراحاتكم لحلقات وقصائد فيء عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي 👇🏻📻
linktr.ee/Fay2Podcast



أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ
جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ
إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ
عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ
هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت
مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ
بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ
وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ
لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ
هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ
لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت
كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ
أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ
وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً
وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ
وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها
عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ
يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ
أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ
هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ
يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ

أبو فراس الحمداني - أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد - فيءٌ من شِعر

ألقى محمد عبدالباري قصيدة تقرير الوحشة من ديوان لم يعد أزرقًا في لقائه مع دلال البارودي برعاية صالون أدب: 

 * شكر خاص للوليد  على اختياره الخلفية الموسيقية * 
(حساب الوليد على ساوندكلاود: alwaleed-mm)

وجهَها 
يا نازف الفضة 
في ليلةٍ مجروحةٍ بالأنجمِ

إنني بعدك بحثُ الظلِ عن نفسِه
بين حدودِ المعتمِ

صوتَها
يا سربَ موسيقى 
على أفقٍ منفلتٍ في النغمِ

إنني بعدك صمتٌ مبهمٌ يتعالى من ضريحٍ مبهمِ

قلبَها
يا كلَّ ما شجّعني
كي إلى أخطرِ موتٍ أنتمي

إنني بعدكَ قلبٌ خزفٌ هاربٌ من حجرٍ مرتطمِ

بالكرستال 
تشظى كلُّه كلُّه في وجهيَ المنقسمِ

بانشقاقي رايةً سوداءَ في رافضٍ
بيضاءَ في مستسلمِ

بهدوئي بانفعالي
بالأسى الباكي
وحتى بالأسى المبتسمِ

وبإطلالي على النسيانِ
من شرفةٍ في متحفٍ للألمِ 

كم وكم حاولتُ من فقدي لها
من شجا فقدي لها أن أحتمي

بالعمى ثرت على أطيافها 
وعلى أصدائها بالصممِ

وتشاغلتُ
لكي أفلت من دوراني بعدها
في السأمِ

وعلى كل فمي حرّمتها 
غير أني خانني فيها فمي

حالمًا بالضفةِ الأخرى
وكم يحلمُ الفارغُ بالمزدحمِ

أشتهي لو ظلّها فيّ
كما تشتهي الحفرةُ ظلَّ السُّلمِ

أشتهيها
لمسةَ موغلةً في حرير الرغبةِ المنسجمِ

حُلُمًا حرًا من التأويل
إن أفسد التأويل 
معنى الحُلمِ

سيرةَ ذاتيةً 
تمتدُ من قلبيَ الطفلِ 
لقلبي الهرمِ

وردةً تعبدُ من حريةٍ نفسها
قُربَ 
سياجٍ محكمِ

وهواءً ملحميًا
باسمه تتوالى خفقاتُ العلمِ

يا دمي
لستُ أساويك سوى بالتي لا اسمَ لها إلا دامي

هي ما أفتتحُ الآن به 
فقرتي في مهرجانِ الندمِ

لم تكن إلا سماءً أُنزلتْ
لمصابٍ برهابِ القممِ

مصدر المقطع:
https://www.youtube.com/watch?v=-9GRyJBLKO8

تقرير الوحشة - محمد عبدالباري

بهذا الهزيع النهائي يا واسع الليل خذني إلى الضيق

أنا مرهق و أجرجر خلفي البقية من ظلي المرهق

أراني و لا امس يهبط عني، أراني و لا غد بي يرتقي 

فماضي خلفي تراجع مغفرتين أمام الدم المهرق

و مستقبلي شارع مغلق قد يؤدي إلى شارع مغلق 

هنا الآن إذ يتكثف فيا دخان من الهاجس المقلق 

و إذ يتفشى المكرر في الفذ و المتصحر في المورق

أمر على رائعٍ منكِ يا لمرور العيون على الرونق

مصيريةٌ أنتِ كالموت و هو يشد العميق إلى الأعمق

و شفافة أنت كالفرق بين المضيء من النار و المحرق

مبكرةٌ كالندى، حرةٌ كامتداد السماوات في الأزرق 

و غامضة كنوايا الهواء، و بيضاء مثل ذنوب التقي 

طليعيةٌ كالقصيدة، شاردةٌ كالشراع على الزورق

و نادرةٌ كطمأنينةٍ على حافة الخطر المحدق

فهل يا شقية ثَمَّ مدى فيكِ يكفي ليحضن مني الشقي

تعالي إلى أحمر عابرٍ كم تعبنا من الأحمر المطلق

لنا أن نمر خفافا علينا، مرور الفراشة بالزنبق

و في بعضنا أن ننام، كما قد تنام الحقيبة في الفندق

تشف الغريزة في الحب، مرحى لمُنْحَدرٍ شف في مرتقي

دعي عنك قلبي، قلبي من يوم ما اكتظ بالرمل لم يخفق

خذي جسدي لأقاصي الظلام الشهي و من فوقه أشرقي 

خذيني إليكِ إلى جسدٍ يتمرد كالشوق في الشيق

إلى جسد يتجبر لكن يواسي، يورّط لكن يقي 

إلى جسد كاندلاع حليب نقيٍ خلال زجاج نقي

أنا الآن يذهب لوني من غامقٍ في التشهي إلى أغمق

و شعب من الرعشات يسافر من قدمي إلى مفرقي

أظنك مثلي تكادين في الحار من موجك الآن أن تغرقي 

و مثلي تدخن فيك مسامك من هائل الرغبة المطبق

و تركض تحت قميصك سبع مياهٍ تفتش عن مستق

ففضي أمامي أختامها و فوقي شلالها دفّقي 

أنا أنت شرق و غرب، لينصهر المغرب الآن في المشرق

تعالي لنخرج عن حافتينا، و في هوة بيننا نلتقي 

لنبدأ ما بيننا من حوارٍ بأن أعرق الآن، أن تعرقي 

و أن ننتقي من بخوري، إلى أن يفوح مع المُنتَقى المُنتقي

و أن نتصاعد من شبقين جريحين فينا إلى شبق 

سأحتل منك الحرير المطاوع، لمي حريرك أو فرّقي 

سأحتله فبقية ما في نوايي لا شيء منها بقي !

تعالي إلى أحمر عابر - محمد عبدالباري

البرده - محمد عبدالباري

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر - من روائع أبي فراس الحمداني 
أداء : فهد المشعل

ذاهباً كالبرق - محمد عبد الباري

Rose

Related tracks