نصغي إلى فاديا* ونتعرّف لقصّة اختطاف أخيها وابن اختها وزوج اختها، البعيدين عن العين والمحفورين في القلب.
تم تغيير اسم فاديا الحقيقي حفاظًا على سلامتها. 

تقديم الفنّانة يارا صبري. إنتاج «صوت» بالتعاون مع مؤسسة «هنرش بل»، مكتب بيروت. شكر خاص للموسيقي كرم صليبي.

سلسلة بودكاست «بعيد عن العين» توثّق أصوات سوريّات يطالبن بمعرفة مصير أحبابهن الذين فُقِدوا أو غُيّبوا في سوريا قسرًا.

لمتابعة هنرش بل:
http://www.lb.boell.org
https://twitter.com/boell_meo 
https://www.facebook.com/lb.boell 
https://www.instagram.com/boell.meo 
https://www.youtube.com/channel/UCYXZ4kELtA0sQOpPqIGPvNQ 

لمتابعة صوت:
sowt.com
https://twitter.com/sowt 
https://www.instagram.com/sowtpodcasts 
https://www.facebook.com/SowtPodcasts   
 https://www.youtube.com/channel/UC4Q8zyPZlrW6yqH08N6umWQ

بعيد عن العين: شبّاك الأمل

محبوب قلبك - رشيد النجار

Zaid Hilal - Ya Khabar (Official)

سيكبر أطفالهم _ رهف اسطنبلي

وجع ثورة

"نداء - نداء - نداء" 
إعداد وتقديم: رند خضير، ومونتاج وإخراج صوتي: محمود الخواجا
المقطوعات الموسيقية المستخدمة متاحة بموجب "رخصة المشاع الإبداعي"، وهي 
حسب الترتيب:
-       Small Hours - Chad Chrouch
-       Dakota - Unheard Music Concepts
-       Cold War Echo - Kai Engel
-       Cloud Burst - Kai Engel
-       Di Breun - Blue Dot Sessions
-       Trailrunner - Blue Dot Sessions
-       Lovers Hollow - Blue Dot Sessions
-       Picnic March - Blue Dot Sessions
-       Clouds - Alan Piljak

نداء.. نداء.. نداء - المدونّة الصوتية- طبع في القدس

چلچامش (الحلقة الأولى)

چلچامش (الحلقة الثانية)

يُكتبُ التاريخُ بحروفٍ سريعة، تَذكُرُ الزمانَ والمكانَ والحدثَ وأرقاماً. كلُّ شيءٍ يصيرُ رقمًا بلا قيمة، رقمًا بلا ذكرىً، وبلا تاريخ.
لن يسألَ أحدٌ الرّقمَ كيف عاش؟ وكيف مات؟ بل ستُرتّبُ الأرقامُ وراءَ بعضها في سطرٍ من كتابٍ كبير، كأنّما وُضعت لتُنسى في صفحات التاريخ.
وحدها الأرقامُ، هي القادرةُ على توثيقِ الحكايةِ، مَن لها الحقُّ في إعادةِ كتابةِ التاريخِ، تاريخًا يحترمُ الراحلين منها والأحياءَ الخائفين.
يكتبُ خائفٌ عن خائف، وخائفٌ عن راحل، لتروى القصصُ في الكتبِ كيفما يجبُ، قصصٌ ترتجفُ.

في هذه الحكايةِ ستردُ أرقامٌ كثيرةٌ، لكنّها حكايةُ علي، كُتبت بعد اثني عشر عامًا، دونَ أنْ ينتقصَ منها ألمٌ أو خوف، لأنَّ الذكرى التي نحملها تكبرُ معنا بكلِّ ما فيها.
صباحَ السابعِ والعشرين من ديسمبر لعام ألفين وثمانية، حينها كنتُ طالبًا في المدرسة الاعدادية، ذهبتُ إلى المدرسة مشيًا كالعادة، مُثقلًا ببقايا الخوفِ من الحربِ الأهلية، الدوامُ مسائيٌّ وقد تبقّى ساعةٌ للجرسِ، وجدتُ زملائي الخمسةَ ينتظرونني في ساحةٍ رمليةٍ صغيرة تبعدُ عن المدرسةِ أمتارًا قليلة، أخرج زميلي علي الكُرةَ التي كان يدسُّها في حقيبته،  كان معروفٌ عن علي بأنّه ينسى واجباته وكتبَه، ولكنّي لا أذكرُ مرةً بأنّه قد نسيَ الكُرةَ.
وفجأةً، وتحديداً عند السّاعة الحاديةِ عشر وسبعٍ وعشرين دقيقة، وقعَ الانفجارُ الأوّل، وكعادتنا كأطفالٍ تربّينا على صوت الانفجار، لم نعره انتباهًا، حتّى أنّي أذكرُ بأنَّا صرنا نرقصُ بالكرةِ بعده، ونصرخُ ونصفّر، دقيقةٌ واحدة، ثمّ انهالت أصواتُ الانفجاراتِ من كُلّ حدبٍ وصوب.
تجمّعنا حولَ بعضنا، خائفين، ضجيجُ بكاءٍ وصراخٍ جاء من ناحيةِ المدرسة، فُتحَ بابُ المدرسةِ على مصراعيه، وصارَ الطلبةُ يهرولون يهربون، امتزج صوت القصفِ بصوتِ البكاء، وامتلأت ساحةُ الرّمل بالأطفال المذعورين، وغطّت سماءنا سحابةُ غبارٍ كثيفة، كان صوتُ الدمار أعلى من صوت الخوفِ فينا.

أكثرُ من مئةِ طفلٍ يحملون حقائبهم المدرسية، يتجمعون في ساحةٍ رمليّة، تُغطّيها سحابةٌ من دخانٍ أسود، صرتُ أبحثُ عن عليّ، أين علي؟ ها هي الكرةُ، 
وعلي لا يترك كرته وحدَها، إذن أين ذهب؟ صرتُ أصرخ: علي علي.
كان عليّ وقتها يحتمي بحائط ويبكي بجانبه، ومعه الكثير من الأطفال، ذهبتُ عندهم، وصرتُ أبكي معهم، وأصواتُ القصفِ لم تزل مدويةً، تفجّرُ الرعب فينا، جلبةٌ وصراخٌ
حتى جاءت الضربةُ التي فرّقتنا، فقد قُصف مبنىً حكومي قريب من المدرسة، وعلت صوتُ الشظايا، والشبابيك المتكسّرة، والأعمدة المُنهارة، وملأَ الغبارُ المكانَ، وصارت الساحةُ الرمليّة تلك كومةً من الحجارة المتطايرة التي أصابت العديد من الأطفال، وكان آخرُ ما أذكره من ذلك اليوم هو أنّ أبي قد جاء وأخذني من المدرسةِ التي سارع من لم يُصب من الطلبةِ للاختباءِ فيها.

لم يمت علي في ذلك اليوم، لكنّه مات لاحقًا في يومٍ آخر من أيّام الحرب، استشهد وهو يلعبُ الكُرةَ أمام بيته بعد قصفِ سيارةٍ كانت تمرُّ من هناك.
وبقيتُ أنا الخائفُ أكتبُ عنّي، وعن علي الذي رحل، مات علي وقد كان يحلمُ بأن يصيرَ لاعبَ كرة قدمٍ مُحترف، وبعدَ الحرب وضعنا إكليلاً من الوردِ مكانه في الفصلِ، هكذا هي الأرقامُ في غزّةَ، نوعان، خائفٌ وشهيد.

الرقم علي |حسن مطر

اول قصة حبٌ لي- صابرين الحاج احمد

وحدك (محمود درويش) ،بإلقاء سامي شقورة.

چلچامش (الحلقة الأولى)

Sora_Abualrob