من رسائل مي زيادة إلى جبران خليل جبران

عن الحب الذي مضى/باسل خياط

وجهك

مُذكّرات الأرقش..
 "ثالوث علم النفس والحكمة والفلسفة"

- "تدور حول محورٍ أساسه الحبّ.
 يُغرم الأرقش حتّى الجنون، وهو شابّ أرجنتينيّ مثقّف من أصل لبنانيّ، بفتاة فائقة الجمال. إلّا أنّ الأرقش المغرم لا يلبث أن يكتشف في الحبّ ذينك القطبين الدهريّين المتناقضين اللذين يتنازعان النفس البشريّة، فإذا به مصلوب بينهما:
١- نحبّ فنسمو، ونشفّ روحًا حتّىٰ لنكاد نُلامس عرش الرحمن..
٢- نشتهي فنتكثّف جسدًا ونتكثّف حتّى نبلغ في توحّلنا حدّ الحيوان.."

- من هو الأرقش؟
- رجل غريب الأطوار، عَمِل خادمًا في مقهىٰ عربي في نيويورك، ميّزه صمته الذي أدهش كل من حوله، رحل فجأة كما أتىٰ فجأة، وترك خلفه مذكّراته..
- سُميّ بالأرقش.. لآثار الجُدريّ على وجهه، أما اسمه الحقيقي فلا يعرفه أحد.. :'))

- النص المسموع..

"- الاثنين..
"الناس قسمان متكلمون وساكتون..

أنا قسم الإنسانية الساكت، وما بقي فمتكلمون، أما البكم والرضع فلغاية ختمت الحكمة الأزليّة على أفواههم فلا يتكلمون، في حين أني ختمت على فمي بيدي، وقد أدركت حلاوة السكوت ولم يدرك المتكلمون مرارة الكلام، لذاك سكتّ والناس يتكلمون."

- الاربعاء..
 "أنا ناسكٌ بين الناس، والتنسُّك بين الناس أين من هولِه التنسك بين الوحوش، فأنت تستطيع أن تأمن جانب الوحش وأن تكسب أُلفتُه باللين والمحبة، وإن أخفقت وغضب الوحش عليك فهو لا يمزّق منك غير جسدك، أما الناس فيحسبون اللين والمحبة منك ضُعفا، ويتحاشون إلحاق أقل ضرر بجسدك الفاني خوفًا من قوانين سنُّوها، في حين يستحلّون جعل روحك الأبديّ مشاعًا للشارد والوارد، ولا قانون يصدهم ولا محكمة، لذلك تركت جسدي مشاعا لألسنتهم وسيّجت روحي بالسكوت.
رأوا آثار الجدري في وجهي فلقّبوني بالأرقش، أما روحي المُلتفّ بالسكوت، البعيد عن أبصارهم الكفيفة، فلم يجدوا له اسماً، لذلك يحسبونني مختل الشعور، ولكنني من وراء سكوتي أستطيع أن أُبصر ما في قلوبهم وأقرأ ما في أفكارهم، لأنني أحكم على أفكارهم لا بما ينطقون بل بما لا ينطقون. لذلك سكتّ والنّاس يتكلمون."

- الخميس.. 
"ما ذاك فكري..
لكم يؤلمني كلّما سمعت أحداً يتكلّم باجتهاد وحِدّة وإخلاص ثمّ يعود فيقول لسامعه أو لسامعيه: "ما ذاك فكري"
ولو أُحيل الأمر إليّ لوضعتُ في آخر كلّ كتاب سطّرته يدٌ بشريّة، ونقشتُ على كل تمثال نحته مثّال، وصورة مدّ خطوطها مصوّر، وخطاب فاه به خطيب، وقصيدة نظمها شاعر، ومقال حبّره كاتب، وعبارة نطق بها ناطق، هذه الكلمات الثلاث: "ما ذاك فكري" ولماذا؟ لأنّ بيان الناس من أيّ نوع كان، ومهما بلغ من الدّقة والرقّة، ما يزال أضيق من أن يتّسع لجميع مشاعرهم وأفكارهم. فهم أطفال يلثغون. وأنا وإن كنت أكتب هذه المذّكرات لنفسي لا للناس، سأضع في آخرها: "ما ذاك فكري"
- الصدق بالنيّات لا بالبيان. والنيّات يحجبها البيان. لذلك كان الناس في عذاب مستمرّ وقد اختلط عليهم صادقهم وكاذبهم. أم أنا -قسم الإنسانيّة الساكت- فكيف أكذب؟ إنّما تكذب النيّة الصالحة ببيانها الفاسد، وتكذب النيّة الفاسدة ببيانها الذي يقلّد الصدق.
- الكلام مزيج من الصدق والكذب. أمّا السكوت فصدق لا غشّ فيه لذاك سكتُّ، والناس يتكلّمون.

- الجمعة..
"من صدّق الكذوب فقد اقتصّ منه." :'))"

- انتهىٰ..

"لو كان لي السلطان المُطلق في الأرض لأمرت بيوم واحد على الأقل من كل سنة يكرّسه كل شعوب الأرض للسكوت والتأمل. لكن هناك أممًا مِحنَتها الثرثرة. فهذه أحتم عليها الصمت شهرًا كاملًا في كل عام". 

- قام بجمع النصوص -خارج النص المسموع- أنا.. 
 ر.م

"١٥ أكتوبر ٢٠٢٢"

البعض من "مذكرات الأرقش" - لميخائيل نعيمة

قِسمُ الإنسانيّة السَّاكِت - مُذكِّرات الأرقش | ميخائيل نعيمة.

نص وتسجيل / هشام أبو عساكر

الريحُ تصفّر في جيبي
كلما مرّ صوتُكِ مسرعا
وأخذ نقودي
وترك جيبي راخيًا فمه للريح
وذهبْ..
..
أخبريني
لماذا تستلقي شجرةٌ طويلة وشعرها كثّ
على ظهرها
في غابةٍ هانئة
مثلما يستلقي صوتُكِ
في منامِ رجلٍ غارقٍ
في سباتِه على متنِ طائرة؟
ولماذا على الغابةِ دائما
حين تبدّلُ وحشتها بالموسيقى
وهواءها بالغناء
أن تبذلَ جهدا إضافيا في مساعدةِ
شاعرٍ من الإفلاس
كلما مرّ صوتُكِ مسرعا؟
..
أنا لاشيء
لا أحد
محضُ طريقٍ نهائي
ووحيد
تستلقي على جسده
شجرةٌ طويلة وشعرها كثّ
في غابةٍ هانئة..
أنا لاشيء
لا أحد
فقد خسرتُ كل خطوةٍ
داست على جسدي
من دون أن تعلّمني شيئا
لكنني اكتسبتُ حكمةَ النار
وقسوةَ الحطّابين
وثباتَ عينِ القناص
على فريسته
وأستطيع أن أميّز رائحتك
هذه المرّة
دون أن تخدعني الأشجار بذلك..
..
أخبريني
لماذا على النّدم أن يسقط مع الثمار
كلما طرقتْ رأسُ فأسٍ ثملة
شجرةً طويلة وشعرها كثّ
تستلقي على طريقٍ نهائي ووحيد
في غابةٍ هانئة
أخبريني أيتها الرائحة العذبة
العالقة في معطف امرأة تستلقي
في شجرةٍ طويلة وشعرها كثّ
أخبريني فقط
لِمَ على الريح أن تترك مكانها؟
وتصفرّ في جيب شاعرٍ
ظلّ يحمل نقودا
كي يؤنسَ وحدةَ شجرةٍ طويلة وشعرها كثّ
ميتة على طريق نهائي ووحيد
في غابةٍ هانئة !

رائحةٌ عذبة لشجرةٍ طويلة بامرأتين

صوت: محمود ترابي
نص: محمود ترابي
موسيقى: حوار العود والكمان / أنور حريري (الكمان)، نزيه أبو الريش (العود)
رابط الموسيقى على يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=gLSoyIcevss

سأحاول أن أعيش
يحدثُ أحياناً أن تستيقظَ بمزاجٍ سيئ، ويرافقك سوء مزاجك طوال النهار، إلا أن الأمر مختلفٌ بالنسبة لي؛ لأنني أستيقظ هكذا كل صباح. وبالرغم من كل المحاولات لإصلاح ذلك، فهي إن لم تفشل، فلا تنجح إلا لمددٍ قصيرةٍ متفاوتة، فالكآبة لا تكفُّ عن التسلل إليّ. أعتقد أن الكآبة هي الأصل، والسعادة هي الاستثناء.

ولكن على كل حال فقد وهبني الله موهبة عظيمة في التمثيل، ومنحني من القدرة ما يكفي لإقناع كل أهل الأرض أنني أترنم طرباً وأُحلِّق فرحاً، أستطيع أن أضحك طوال الوقت، وأرسم الابتسامة على وجهي دائماً، متظاهراً بالسعادة وراحة النفس، رغم أنني في الحقيقةِ خلاف ذلك، وقلبي ممتلئٌ بالأسى على آخره.

لقد قررت أن أكتب، أن أفرِّغ قليلاً من الأمراض والهموم التي تنهشني كقطيع من الضباع الجائعة؛ لأنني لم أجد أحداً لألقي عليه بأحزاني وعذاباتي وهلوساتي، ومن يهتم أصلاً! ولذا فإن نديمي الوحيد الآن هي هذه الورقات.

اليوم شعرتُ بعمقِ وحدتي، وأشعرُ أن ما يسري في عروقي الآن أثناء كتابتي لهذه السطور، ليس إلا حِمماً بركانيةً ملتهبة. أنا في ألمٍ فظيع، متعبٌ جداً وقلبي يحترق. اتصلت بأفضل أصدقائي وأقربهم، صديقي "س" أملاً في لقائه، ولكنه كان منشغلاً بشيء ما، واقترَح أن نلتقي بعد الثالثة عصراً، فوافقتُ مع أنني أعرفُ أن ذلكَ لن يحصل، فمثلما هو مقررٌ اليوم، سأذهبُ عند الثالثةِ لحضورِ حفلٍ موسيقيٍ مع صديقتي المعذبة مثلي، وربما أكثر مني، السيدة "ق".

"ق" سيدةٌ طيبةٌ جداً، وواسعةٌ جداً. يُريحني الحديث معها، فكلانا على درجةٍ كبيرةٍ من التشابه. وبرغم فارق العمر الذي يقف بيننا إلا أننا من أقرب الأصدقاء. وأجدني أقول أمامها كل ما يخطر برأسي، دون أن أشعرَ بأنني مضطرٌ لأمارسَ عمليات "الفلترة" على الأفكارِ والكلماتِ التي تتدفقُ مني كسيلِ حممٍ بركانيةٍ جارف، أصبُ على وجهها حممي ولا أخاف عليها من الاحتراق، إنها تتسع لكل شيء.

لا أملك الكثير من المال اليوم، ولذلك لن أشتري تبغاً، بل سأحاول أن أترك التدخين. اللعنة! إنني أحاول منذ خمس سنوات، منذ أن بدأتُ التدخين وأنا أحاولُ أن أقلعَ عنه. اللعنة على التبغ والسجائر، اللعنة على كل الوجود وكل الناس وكل المدخنين وصانعي التبغ والزارعين والحاصدين ... اللعنة عليّ.

لقد آمنتُ دوماً أن هذا العالم ليس أكثرَ من مربعٍ كبيرٍ زواياه هي العناصر الأربع (النار – الماء – الهواء – التراب)، وكل ما عداها زائدٌ عليها أو فروعٌ لها. وأرانا نحنُ البشر نتخبط في كلِّ ملذاتِ هذا العالم دونَ أن نعرفَ كُنهها الحقيقي، فكل شيء زاوية من هذه الزوايا أو خليطٌ منها معاً؛ فلا جُرم إذن أن يختار واحدنا زاويته الخاصة معتبراً إياها كعنوان له، أو على الأقل أن يشعرَ بقربه من أيها، أو قرب أيها منه.

لقراءة باقي النص: https://mturabi.blogspot.com/2016/09/i-will-try-to-live.html

سأحاول أن أعيش - محمود ترابي

الغريب - زين مبارك

رسالة كارل ماركس لزوجته ، بصوت خالد عبدالعزيز - SVideo

حبي لكِ -- دانيال شور

رسائل مي زيادة و جبران خليل جبران. 
صوت: مجدولين؛ التي تُحبّ الحُب بين مي وجبران. 

.
من مي إلى جبران
(...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في
المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.
ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير.
كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.
الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.

... غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب
إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة في اسم واحد: جبران)
#الشعلة_الزرقاء 

https://soundcloud.com/iimusic1/fritz-kreisler-plays-songs-my-mother-taught-me-by-dvorak

من مي زيادة إلى جبران خليل

يومٌ جيد -– كيت روكوفسكي

الكلمات تصمتُ إذا لم نمسّها بشغف و ترتشفها الأسماع من بطون الكتب.

الغريب - زين مبارك

Motasem Halaigah