حتى في الكلمات يتأثر المرء من الرفيق العذب أكثر من العميق الحكيم. ومن قال أن جزالة الرجال تقاوم رقة النساء. أرجوك أيتها الأنسة المعلومة ناديا أن تردي على رسائلي دائماً وتضعي كل المعوقات أمام الأستاذ أنس كي لا يرد عليّ. فقد مللت آراءه على كل عظمتها مع احتفاظي لعشقي لشخوصه القصصية بالغة الروعة. لكني بحاجة مُلحة لصوت أنثوي أخترعه عبر سطورك. 

أرجو في الرسالة القادمة أن تخبريني عن لون عينيك ولو أني اتخيلهما بلون العسل، ولون بشرتك ولو أني أراها الان تعكس في عيني شحوب السنابل الذهبية، وأناملك ولو أني أحسها تعزف علي أبجدية الكومبيوتر لغة مختلفة للحياة، وشعرك -لا أدري- لماذا أتصوره جدائل خجلي تُداري نفسها بمظهر نحاسي. أليست نحاسيةّ تلك الجدائل؟ لماذا أشعر أن وجهك وليمة من العسل والقمح أُعدت في طبق من نحاس.

أريد أن أعرفك أكثر من بين السطور. من أول اختراع للحرف من الكلمة الأولى في بداية كل قصة. أريد حين أراك، لا تأخذني الدهشة. أريد لدهشتي أن تنفجر بين كلماتك. أريدها أن تتبعثر مع شظايا حروفك.

سأصدقك في كل الأحوال ، كما صدقت كل ما كتبه الأدباء، لم يسبق لي أن شربت القهوة مع فولتير، ولم اصادف تشيخوف على متن سفينته، ولم اتبادل أطراف الألم مع دوستويفسكي ع لى مفترق طريق منسي، ولم القي تحية الصباح على ماركيز في صدفة قدرية. لكني صدقتهم جميعا. صدقت كلماتهم. فلماذا لا اصدقك أنتِ؟ وانا اراك ترفلين برداء من الكلمات يضج بالأنوثة؟


رسائل نادية والصديق المجهول نور | الفصول الأربعة: عشاق المقعد الرمادي

أكون هناك معظم الوقت: 
https://t.me/akhrraffo2

إلي أصدقائي الذين لم أقابلهم ولن أعرفهم، إلي من تآلفت روحي مع أرواحهم.. سماعًا طيبًا!


رسائل نادية والصديق المجهول نور | الفصول الأربعة: عشاق المقعد الرمادي

أحمد م. عبدالعظيم