تجاعيدٌ قليلةٌ فقط من وهج الشمس
ماءُ البحرِ سيزيلها 
مسيرةُ غضبٍ في مُقلةِ عينيكِ
اهتزازٌ حزينٌ مضطرِبٌ في قاعِ قلبِك
سَماعُ نبأٌ عن شهيدٍ جديد سيُزيلُ كل هذا
ستبتسمي وتشرِقُ آفاقُ وجهَكِ
قولي لهم: جسدي هنا هو البلاد
والبلادُ تخرِجُ الحبَّ والحربَ والجنون
تعشقُ رومانسيّة الحربِ
تُحِبُّها حدّ الجنون
وقبل أن انسى، والبلادُ تُخرِجُ الحُزنَ
أيْ نعم، في نهايةِ الأمرِ سيمضي ويذهب
وينشقُّ عن البلادِ انشِقاقاً مُطلقاً جذريّاً
وستتصاعدُ أنفاسُ البلادِ للأعالي
لكن أثرُه سيكونُ عظيماً قويّاً
 كالصخورِ المُتحجِّرة من صلابةِ النُّوَبُ
الحزنُ سيمضي، كدأب الحميع
الجميع سيمضي ويمضي، لكنّ..
البلادَ لن تمضي ما دامت أنفاسها لم تمضي
أنفاسُها مُضيئة قمرانِ متلاصقانِ في عَتمةِ اللّيل
أواخرُ انعكاساتُ الشمسِ تتوغّلُها في الجذورِ
     وتتصدَّح
وتُسكِرُها دون خمرٍ
أنا ما مضيتُ ما دمتَ باقٍ
انا هنا وأنت هناك
تتوسّطنا المسافات اللعينة
انا هنا وأنت هناك
والزمان المُبْهمُ ثالثُنا
نغرقُ فيه حتى يملأُ اصداغَنا
نتنفّسُ هواءَ عالَمه ونحاولُ التأقلُم مع جاذبيته 
لكنّ دون جدوى 
فنُضطرُّ لمُجابهتِه
جوهرُه يتغلغلُ داخل كياننا بأكمله 
وصولاً إلى جدرانِ أحشائِنا المُتصدّعة 
بالحزن الذي لم يمضي بعد.
 لين.

"إنسان1: «ملامح»"

"نفتتح سلسلة «رسائل إلى سميرة» من بودكاست «شرايط» التي اخترنا فيها رسائلَ كتبها ياسين الحاج صالح لزوجتهِ سميرة الخليل، المخطوفة في دوما منذ عام 2013، يحاول فيها أن يشرح لها ما جرى في غيابها، مع نفسه وسورية والعالم. نُشرت نصوص الرسائل عبر موقع «الجمهورية»:
https://sow.tl/3HZ5AMb "

سلسلة «رسائل إلى سميرة»: مقطع تشويقي

إلى وسام الطويل ، مدينة من المجانين .

غابة البنت - نص وتسجيل ارتجالي - أحمد قطليش

- صوت أحمد قطليش وعمر الجفال - 
نص عمر الجفال من كتاب الحياة بنقالة متهالكة
جرّبتَ يوماً أن تفتحَ البابَ وتغلقُهُ
تفتحُهُ وتغلقُهُ، فقط، لتصطنعَ شخصاً!.

تدعو كلَّ الضجيجِ في الليل –الصَّخَبُ ضيفٌ فرَّ
الكونُ قاحلٌ،
وأنتَ، مرتبكٌ على سريرٍ يغوصُ في بِحارِ وحدتِك.

تُعِدُّ الخضارَ على رُخامِ انتظارِك
تصبُّ كأسَي نبيذٍ 
تقذفُ فستقاً نحوَ السَّماء 
قميصُ كتّانٍ لِلَّيلِ، وحذاءٌ نظيفٌ من جَرْيِ الصباح،
تفتحُ البابَ، تدقُّ عنقَ الجرسِ بإصبعِك
تُرحِّبُ بكلِّ الصَّمت
ضيفٌ ثقيلٌ عليكَ، لا يشربُ من نَبيذِكَ، ولا يفتحُ أزرارَ قميصِك.


(شيّعت قرية في نينوى يسكنها الإيزديون نحو 15 شاباً. لم يكن تشييعاً مهيباً. مرَّ بصمت بارد أحرق أيدي «سربست» وهو يحمل تابوت صديقه. 
تطارد هؤلاء لعنة الأسماء. غيروا أسماءهم لتتماشى مع الطائفية، يتحوّل اسم «داني» إلى «علي» و«دلوفان» إلى «عثمان». فقدت بغداد أولئك في لحظات مجنونة باتت لا تفرق فيها بين الضحيّة والجلاد).

جنون المدينة الغول هذه يزيدنا جنوناً.
أركب السيارة وأنا أحمل الأكياس السوداء، وكأني انتصرت على ليلة كئيبة أخرى.

تدقُّ الجرس
تُرَحِّبُ بِكلِّ الخوف
تَهربُ مرتعباً في زاويةٍ، بينما تحملُ بيدكَ مسدَّس طرده. 
تَفُضُّ الجلسة،
لن تنامَ مجدَّداً،
لن تنتظرَ ضيفاً
تُطيِّرُ خيالاتِك،
تغطُّ في شيءٍ غريب.

عمر الجفال - الحياة بنقالة متهالكة

ألا يا أيُّها السّاقي أدر كأساً وناولها

- صوت أحمد قطليش -
عقيل علي - ذاكرةٌ للحجر - من ديوان طائر آخر يتوارى

عقيل علي - ذاكرةٌ للحجر

- صوت أحمد قطليش - 
حسين بن حمزة
بسكاكين المطبخ التي حملناها بين أمتعتنا
قطعنا حبات الفاكهة
التي قدمها لنا مُضيفونا في المنفى
وفي الأدراج القديمة للكامبات التي آوتنا
احتفظنا بها 
مشحوذةً 
ولامعة
كي ننكأ بها ندوبنا القديمة كلما يبست
التقطنا صور سيلفي عاجلة 
بثياب لا تزال مرطّبة بالبحر الذي ابتلع أقرباء لنا
بدأنا نرطنُ بلغاتٍ جديدة
شيَّرنا على حساباتنا الفيسبوكية 
صوراً أخاذة للطبيعة
متمرغين على أعشابها 
كثيرانٍ سعيدة
ولكننا بالسكاكين ذاتها التي خبأناها
مشحوذة 
وناصعة 
في الأدراج
رحنا نسدّد الطعنات لبعضنا البعض
كما كنا نفعل في مساقط الرؤوس.

حسين بن حمزة - سكاكين مشحوذة ولامعة

مزج - حب لم يكتمل

النصّ: #ميثم_راضي #العراق
الأغنية: إني منيح / #مشروع_ليلى / #حامد_سنو
اللوحة: Brotherly ART
--------
النص:
أنا مجرد ( لا ) صغيرة .. ترتدي ملابسها مثل أي ( نعم ) وتعيش داخل مدينة ( نعم )
تتكلم كأنها ( نعم ) .. وتضحك أيضاً مثل ( نعم )
وحتى عندما مات أبي .. وتبللت بالدموع
كان يبدو أنني سأجف كـ ( نعم )
في المدرسة كانوا يجلسونني في المصاطب الأولى بإعتباري ( نعم )
وفي العمل .. أنا الان موظف قديم في شعبة ( نعم )
ملامحي تجعل من يراني يعتقد أنني ( نعم )
وحتى لو أتصلت بي : ستعتقد بسبب صوتي فقط 
أنه ثمة ( نعم ) على الطرف الاخر من المكالمة
ولقد تزوجت من ( نعم ) جميلة : تحبني وأحبها
وأنجبت منها ولداً وبنت 
نقوم بتربيتهما ليصبحا ( نعمين ) مميزين
أهلي وأقاربي دلو من طلاء ( نعم )
أصبغ نفسي بهم .. حتى لا أضيع
أصدقائي ( نعم ) أسفنجية كبيرة ..
كلما دفعتني الوحدة : سقطت عليهم
الليل هنا ( نعم ) .. والنهار ( نعم ) ..
الله ( نعم ) والشيطان ( نعم )
والموت ( نعم ) .. والحياة ( نعم ) .. والزمان ( نعم )
والماضي ( نعم ) والقادم ( نعم ) ..
المكان ( نعم ) .. والمغادرة ( نعم ) ..
كل شيء هنا ( نعم ) ..
حتى أنا كنتُ ( نعم ) سابقة ..
مجرد ( نعم ) زجاجية صغيرة .. لكنها أنكسرت أخيراً وتناثرت شظاياها على شكل ( لا )
مجرد ( لا ) صغيرة ..
تحلم أنه عندما يدوسها العالم : ستسبب له ألماً ما

"إنسان1: «ملامح»"

.نهار