مزيج الزمن الجميل

حوار مع الباحثة بريجيت هيرمانز حول الهجرة وأثرها على التعبير الفني والأدبي لدى الفنانين المهاجرين.

تتناول هذه الحلقة انفصال الفن عن بيئته الأصلية نتيجة الهجرة وأثر هذا الانفصال المتبادل بينهما، والتداعيات المترافقة على الفنان والمجتمع.
تبدأ الحلقة بقراءة تحليلية لتغيرات التناول الأدبي بعد الثورة السورية، واختلافاته بين الداخل والخارج، وآثار الحرية الجديدة والخبرات المتلاحقة على التعبير الأدبي والفني. ثم نحاور بريجيت هيرمانز، الباحثة في مركز حقوق الإنسان في جامعة غنت، حيث تدرس كيف يمكن للفنون أن تساهم في إحقاق العدالة في سوريا. نناقش معها آثار الهجرة على الثراء الثقافي والفني في أوروبا، وتغير نظرة المجتمع الغربي للمُنتَج العربي المهاجر كنافذة للاطلاع على ما يجري بصرف النظر عن القيمة الفنية، كما نعرج على موضوع التمويل المخصص لإجراءات الاندماج واللجوء. ونختتم الحلقة بإجراء مقاربات مع تجارب أوروبية نجمت عن كوارث سابقة كالحرب العالمية.

"رف خلفي" لأحمد قطليش هي إحدى سلسلات بودكاست مدونات، نتعرف من خلالها إلى كُتّاب وشعراء من نصوصهم لا من سيرهم، ونتساءل معهم حول موضوعات الانفصال.

هذه الحلقة من مشروع «مدوّنات» هي من إنتاج المورد الثقافي والمجلس الثقافي البريطاني. محتوى هذا البودكاست لا يعبّر بالضرورة عن رؤية أو أفكار أيّ من المؤسستين.‎

هذا المصنف متاح وفقا لشروط الترخيص العام للمشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 3.0 غير موطَّنة (CC BY-NC-ND 3.0)

The Mudawanat project is co-produced by Culture Resource and the British Council. The content of this podcast does not necessarily express the views or ideas of either organization.

This work is published under the terms of the Creative Commons licence - Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported (CC BY-NC-ND 3.0)

رف خلفي | الهجرة وانفصالات العمل الفني

تجاعيدٌ قليلةٌ فقط من وهج الشمس
ماءُ البحرِ سيزيلها 
مسيرةُ غضبٍ في مُقلةِ عينيكِ
اهتزازٌ حزينٌ مضطرِبٌ في قاعِ قلبِك
سَماعُ نبأٌ عن شهيدٍ جديد سيُزيلُ كل هذا
ستبتسمي وتشرِقُ آفاقُ وجهَكِ
قولي لهم: جسدي هنا هو البلاد
والبلادُ تخرِجُ الحبَّ والحربَ والجنون
تعشقُ رومانسيّة الحربِ
تُحِبُّها حدّ الجنون
وقبل أن انسى، والبلادُ تُخرِجُ الحُزنَ
أيْ نعم، في نهايةِ الأمرِ سيمضي ويذهب
وينشقُّ عن البلادِ انشِقاقاً مُطلقاً جذريّاً
وستتصاعدُ أنفاسُ البلادِ للأعالي
لكن أثرُه سيكونُ عظيماً قويّاً
 كالصخورِ المُتحجِّرة من صلابةِ النُّوَبُ
الحزنُ سيمضي، كدأب الحميع
الجميع سيمضي ويمضي، لكنّ..
البلادَ لن تمضي ما دامت أنفاسها لم تمضي
أنفاسُها مُضيئة قمرانِ متلاصقانِ في عَتمةِ اللّيل
أواخرُ انعكاساتُ الشمسِ تتوغّلُها في الجذورِ
     وتتصدَّح
وتُسكِرُها دون خمرٍ
أنا ما مضيتُ ما دمتَ باقٍ
انا هنا وأنت هناك
تتوسّطنا المسافات اللعينة
انا هنا وأنت هناك
والزمان المُبْهمُ ثالثُنا
نغرقُ فيه حتى يملأُ اصداغَنا
نتنفّسُ هواءَ عالَمه ونحاولُ التأقلُم مع جاذبيته 
لكنّ دون جدوى 
فنُضطرُّ لمُجابهتِه
جوهرُه يتغلغلُ داخل كياننا بأكمله 
وصولاً إلى جدرانِ أحشائِنا المُتصدّعة 
بالحزن الذي لم يمضي بعد.
 لين.

"إنسان1: «ملامح»"

ريشةٌ تتهاوى
تتبعثرُ أو تتعثّر
كأنَّ خُطاها غيرَ المرئيةِ؛ 
تتراءى لعين الإنسان كخُطى واقعية 
مُخلِّفةً الأثر لكلِّ خطوةٍ 
مدببةِ الحوافِّ المنبعجة

أيها النَّاظرون إلى السماء
حدِّقوا جيدًا، وسترونها خاويةَ الجوفِ
سترونها نقطةَ دمعٍ واحدةٍ
من روحٍ انقضى أجلُها
وارتدَت حُلّة السماء الزرقاء
ستُشفي قلوبًا، وتكسرُ خواطر.. 

ريشةٌ واحدةٌ
لونُها رصاصيٌّ مُزرَق؛ تكسرُ حدَّ الإنسان
رونقُها الخارجيُّ كبراءةِ العمر الأولى
تسأل عن الهدْيِ؛ لأنها أُرهقَتْ من الضياع
وسحقَتْها قِبل ذلك خطواتُ أقدامِ البشر الثكلى
كلما هوَتْ على الأرضِ سحيقةً كسيرة 
داخل عيونها شيءٌ مجهول لكنّه مألوف

كانت وحيدةً هشّةَ الأضلُعِ.. 
رافقها طوّال الوقتِ الصمتُ
حتى النسيم تجرحه ريشةٌ
كأنَّ حزنَها ذات عدوى 
 
عبورُها يُثْقِل الصمتَ المحيطَ
يُجهِدُه كوسيلةٍ للانتقام
يُريد أن يرتاحَ/ 
كيف له الرَّاحةُ بينما يُخيّم على قلوبِ كثيرين؟ 
كأنه أصبح من صُلْبِهم، 
وأصبحت الريشةُ خاليةً من الملامح واللون
لا ملمس لها..
في الأصلِ؛ كانت آدميٌّ حقير يُعنّفُ النساء
تاب للسماءِ، وركعَ لأقدامِ آلهةِ النساء
في ظلامٍ تحوَّلَ، 
وفي قلبه بصيصُ نورٍ أو شُعاع 


انقضى زمنٌ متكاسِلٌ 
مُثقَلٌ بالأحداث 
نسيَ العابرون، واتضح أنَّ الريشةَ 
تعود لجناح ملاكٍ أزرق 
بعد تَحوُّلٍ عسيرٍ على الاستيعاب ومُماثَلَةِ المنطق

أيها الناظرون إلى الجحيمِ/ 
النجومُ تحترقُ في الأعالي 
ستتحوّلون دون استئذانٍ من قوانين الطبيعة
فالذين بلا قلوبٍ رقيقة 
حين تنظر الريشةُ إليهم بِحُبٍ؛ 
 يصيرون أجنحة.


_لين الطويل.

"إنسان 2: «ريشة و آدميّ»"

روحُها تتخلَّق
تخرجُ من عُنْقِ زجاجةٍ مُؤنّث 
رائحةُ التكوين الطازِجِ تتأبَّطُ سجيّتَها
هاجسُ الغرابةِ يعتريها، ووحشةُ الآدميّ
ليست توقُّعات، ولا أدنى من ذلك..

كَفَّ المنطقُ المُتعقِّلُ عمّا يحدثُ خارجًا 
ويلاه؛ فلن أُنهِ تعدُّدًا لِما يُجزِّئُ هذي الدماغ،
ولا يتوقفُ غضبٌ أسودٌ عن الحفرِ
أرجو ثورة/ نارًا أو حق.. 
وأريد كما أرجو برتقالًا أتذوقه بسلام
أتدارسُ بيد أنّي امرأةٌ
فالحرية دون علمٍ ظلُّها.. 

تبحث عن أجسادٍ تغضبُ 
كالبراكين الحارقة الحمراء
لتمتزجَ بالأرواحِ الأجسادُ
فربما يتطهّرُ عالمٌ شيطانيّ
وقت انبثاقه من بدايةٍ
مطلعها ومنتهاها كيانٌ بشريّ


أوّاه! تحترقُ الدواخل
وجهُ اليوم حطبٌ يربّي حِمَمَ الغضب 
أواه! الدواخلُ أعاصيرٌ حزينة؛ 
وتبكي هذي الأعاصير بهدأةٍ تُجسّدُ غضبًا 
لتنتفضَ الأجسادُ/ تركضُ أو تنتشر.. 
ويكفي النهوضُ كما الانتشار..

أتضرع لآلهة الشمس؛
باحثًا عن عبادةِ شمسٍ
وسط مأساة تتحوّطُ واقعًا تداعى، 
وتآكلت أحشاءه.. كيف أفعل ذلك؟ 


خلسةً؛ سأسرق اللحظات من الزمن 
لأجدِّدَ وعدي للنجاة بها؛
إن كانت الأشياءُ مهمّشة،
والدموع تُكمِلُ خطَّ جفافها
إنَّ كُنّا رموزًا أو أبناءً لحنظلة.. 
يا من بحضنِ الفجرِ تبكي؛ 
كلُّ الأشياءِ ستُزهِر..  

_لين الطويل.

"إنسان3: «انتزاعُ التكوين»"

نص: إيمان جبل
هندسة صوتية وأداء: زينب فرحات
__________________________
أنا أيضًا لدي من الغضب 
مايكفي لتعليق عدوي/ وصديقي الخائن
على باب المدينة
ولكني أُخْلِص للحياة
حد تخطي كل مايمكنه أن يشغلني عنها
 الحياة المواجهة 
 والحياة العيش
 والحياة الوِجهَة
 ‏
 ‏إذاً.. هل ستكون قيمتك أغلى من وهجها 
 ‏كي أهدر ساعة منها بساحة قتالك؟
في الحقيقة..
لم أملك أبدًا ثمن الحرب 
وإن تحصلت عليه
لن أجازف بمحاولة وحيدة للقصاص 
لن نخوض الآن في تفنيد
مفهوم الشجاعة من الجبن
ولكني سأتمشى أمامك
فوق جسور الموت الرحيم
حتى آخر العمر
كي لا أورث الكراهية
كي تكون الحياة علامتي الوحيدة
حتى من عين الموت سأنتزع واحدة 
تحت مسمى"حياة نادرة لم تسعها الحياة"
وأوزعها على أبناء حزانى
وددت لو أكون أمهم جميعًا 
وهذا لا يعني أني لا أملك طريقة خاصة
في تصفية حسابات الألم القديم 
أعرف جيدًا كيف أصفيك مني تماما
دون أثر لثقب إبرة في تركيبتك المحنطة
حتى لتجتاز حياتك
في تفسيخ مخاوفك وابتلاعها 
دون أن تدرك أنك فرطت
زمنك كله بين أصابعي
التي أوحت لك بالحرب
وهي مشغولة بزراعة جنة السلام
لم يكن سهلًا ما أنا فيه
كي أصنع بقعة دافئة في عالم من الرخام
لأعاود تخضيب حواري الطمأنينة 
في عيونهم 
عين الحبيب، عين الأخ
عين الأرض الأم 
وعين الأرض الابن 
الطمأنينة المخادعة
التي لم يعرف خشونتها غيري!
لا أعرف كيف أفسر لك الأمر
ولكن..
نَفَسِي أطول من أبعاد مدينتك 
حتى إنني أواصل البعث  
في كل يوم أعايش فيه
الفَقْد قبل أن أفقد وبعد أن أموت 
وأثناء تقطيع الروح في تعاريج الجسد 
الذي يمارس حياة الموت
وحياة الخوف
وحياة الألم.
.

"إنسان 2: «ريشة و آدميّ»"

.نهار

Related tracks