بالسّرّ إن باحوا..

مرثية ابي ذؤيب الهذلي

أَيا لَكِ نَظرَةً أَودَت بِقَلبي وَغادَرَ سَهمُها قَلبي جَريحا

اغنية الله ما لنا مولىََ سواه من حفلة القاهرة بمسرح النيل 18/4/2015

ابن عربي - الله ما لنا مولىََ سواه

ناجى .. أتتذكر ؟ كنت ترسم لوحة ذات مرة ، ووقفت على رأسك . رأيتك ترتكب خطأ إملائيا فى الحوار !! فقلت لك غلط وأنت ببساطتك المعهودة رحت تشطبه وتعيد كتابته من جديد . أتتذكر ؟ 
لم يكن يهمك ” سيبويه” كان كل همك أن تنقل الجرح بحرارته وصدقه كان حلوا كل ما ترسمه وتكتبه حتى الغلط الإملائى كان أجمل من الصح !
القارئة :انوار عمر 


من رسالة زوجة ناجى العلى .. لناجى

النص:

تغيَّرَ فيَّ الكثيرُ أجلْ
شابَ شَعري
الخطايا أقلُّ
وأما الخُطى فهيَ أقصر !!
قهوتي في المساءِ أخفُّ
وشايَي من دونِ سُكَّر !
أميلُ إلى الأغنياتِ البسيطةِ 
أكثرَ من أي يوم مضى
وأسيرُ على مهلٍ
وورائي عواءُ ذئابٍ وعشرونَ خنجر
أفكِّرُ في كلِّ ما مرَّ لكن
أُطيلُ تأمُّلَ ما ظلَّ أكثر !
وتكفي ثلاث دقائقَ حتى أنامَ وأصحو
وخمسُ دقائقَ كي أتذكَّر 
مروري على الأرضِ مثل الفراشةِ
حُلماً تجلَّى وحُلماً تَكسَّر
ويفتنني قمرٌ مطمئنٌ لعشّاقهِ
وسحابٌ فقيرُ إذا مرَّ أمطر
خسرتُ كثيراً لأكسبَ نفسي
ظلالي مملوءةٌ بالمياه
وقلبي لما يزل، بعُد، أخضر

أداء الصوت: زينب سليم

هندسة الصوت: إسلام عادل جابر

رُواة | تغير فيّ الكثيرُ - إبراهيم نصر الله

بصوت الراوي: عبد الرحمن عبيد
مراقبة لغوية: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

منشورات | ويبقى الحب - محمد فتفت

عزيزتي..
في أي فصل من فصول هذه القصة ستتلقين هذه الرسالة تلقي القارئ... لأ أعرف!
ربما في الفصل الأخير الذي أمُل أن يكون ذو نهاية سعيدة
أظنك ستكونين وقتها في بيت صغير، على قمة جبلية ما.
تعمره الموسيقى والكتب، تزدان جدرانه بلوحات من صنع يديك 
تعلقين طوقاٍ من الزهور على بابك الخشبي الذي لا يُطرق أبداً.
تصففين شعرك الأشيب، لا تنفكين عن حل ضفائره و إعادة تضفيرها كل دقيقة كما اعتدت منذ صباك.
تمتلكين مكتباً رغم ضيق بيتك، تصطف عليه الدُمى ذاتها التي تشهد كتابة هذه الرسالة.
لازلت تعلقين فوقه خارطة العالم ...
لا أدري هل تتوقف العلامات التي تضعينها على بلاد زرتها عند مدينة لوانج برابانج جنوب شرقي اّسيا، بعد تلك الحادثة المشئومة، أم أن خريطتك وقتها ستكون قد امتلأت بالعلامات.
كل يوم تطالعين صورك يوم كنت تجوبين العالم بحقيبة على ظهرك تبلغ ثلث وزنك. 
تخرجين كل يوم ترقبين الأطفال يلعبون، تصور لك ذاكرتك التفصيلية مشاهد طفولتك بحذافيرها، بأحداثها، وأشخاصها، وألوانها، ومشاعرها، حتى تتجسد أمامك هولوجراماً تمدين يديك إليه لولا أن يتهمك الناس بالخرف.
لا تزال تسكنك الحكايات، ما حكيتها وما لم تحكها، كلهن يتزاحمن بداخلك.
لا تزالين تكتبين الرسائل الطوال، رسائل لا يقرؤها إلاك. 
تعدين لنفسك حساء العدس رغم رعشة يديكي التي أصابتك منذ الثلاثينات من عمرك، لا أدري حتام استطعت الإمساك بالفرشاة بعدها.
لا تسأمين تكرار سماع تسجيلاتك الصوتية، تنامين بطمأنينة على صوتك كما كنت تنامين في طفواتك على حكايات أبيك التي كان يرتجلها كل ليلة مستوحيأ إياها من أحداث يومك.
لا تكفين عن استحضار حواراتك مع أحبابك، تودعين هداياهم وكتاباتهم سلة من الخوص، يفوح منها عطرك المفضل.
رغم اّلام مفاصلك، لازلت ترقصين التانجو ببراعة أمام مراّتك الطولية، وحدك، تتناغم حركاتك مع اللاأحد تمامأ كفنان البانتومايم الذي يٌتقن الإمساك باللاشيء. 
وحدك كما رأيت أن تكوني دوماً، وحدك كما قطعت كل هذا الطريق.
عزيزتي..
أتمنى أن تصل هذه الرسالة عندما لا تكونين هناك

عزيزتي ..

كل الذين رأت أعينهم فينا جمالاً كافياً لم نصدقهم
لأننا في مكانٍ ما عميق صدقنا العين الوحيدة التي رأتنا ناقصين
كل الموازين التي كانت لتمنحنا معياراً عادلاً وشعوراً حقيقياً بالاستحقاق لم نصدقها
لأننا في مكان ما عميق صدّقنا فقط الموازين التي تبخسنا حقيقتنا الكامنة
كل المرايا التي أظهرت فينا حُسناً مجانياً تهبه السماء مباركةً لعبور المخاض الأول لم نصدقها
لأننا في مكان ما عميق صدقنا المرايا الخادعات اللواتي قزّمننا
كل الذين قبلونا رغم الرتوق في أثوابنا والخواء في جيوب عمرنا المثقوب لم نصدقهم
لأننا في مكان ما عميق صدقنا الذين كوّمونا جنب الطريق لأننا لسنا جيدين كفايةً
كل الأبواب الرحيبة التي فُتحت لنا أمناً و ملاذاً أخافتنا فلم نقربها
لأننا في مكان ما عميق صدّقنا أن تُغلق دوننا الأبواب
كل القيمة الغنية التي مُنحناها يوم نُفخت فينا الروح الفاتنة الأولى لم نصدقها
لأننا في مكان ما عميق صدقنا الشياطين التي تعدنا الفقر .. شياطيننا نحن النائمة فينا

إذا كنّا بشكلٍ ما حصيلة سابق الحب والكره .. نتاج سابق القبول والرفض ..
ما الذي بحقّ الإله جمّدنا عند الزوايا الموحشة؟ وحيدين خارج البوابات ..
من أين يأتينا -رغم الشبابيك الموصدة- هذا البرد الخفيف؟
من أين تتسلّل - رغم صخب الصحبة - هذه الوحدة و شعورٌ هادئٌ بالغياب 
كالمسافر الذي لا يُفتقد؟

نص ل سلسيبيل أبوزيد 

أداء صوتي : إسراء البردان 

مونتاج: أمنية شفيق

في مكانٍ ما" ل سلسبيل أبو زيد"

عام جديد أيتها الحرب .. ألم يأن لك أن تنقضي ؟
ماذا تريدين من قائد بلا جيش، رفع الرايات و سلم الحصون و القلاع ؟!
هلا اقتدته في سلام إلى حيث لا كر و لا فر و لا مغنم و لا مغرم ولا حلٌ و لا سفر و لا بعدٌ و لا قرب ولا شيء ولا معنى.
هلا فككت عنه القيد فليس يبغى الهرب !
فكي قيده فلو أن له ملجأ لما احتمى بالهزيمة !
و ترفقي به، فقد نلت منه منالك.
ذريني يا حرب في الأسر منسية وادخري قواكِ لغيري فلست أقاوم!
نالي ما شئت من سنين عمري فلست أقبضها كي لا تتفلت !
بدلي ملامحي كيف شئت، واسلبي مني ما أردت..
ذريني يا حرب فلم يعد لي أي مطمع ..
لدي ما يكفي من ذكريات أحيا بها ما تبقى ..
لدي من الحكايات ما يكفي لأقصه عليَّ كل ليلة.
ولا زالت يُمناي العليلة قادرة على رسمي قبل أن تنهكني المعارك ..
ادخري جهدك يا حرب، فلست أملك سةى لون على ورق !

في ذكرى ميلادي.. عام جديد أيتها الحرب

"اصلحي هشاشة نفسك.. تخيري الأثر الغائر.. تمسكي بنور قلبك"

بالسّرّ إن باحوا..

White ☁︎