إني بملء سواد ليليَ
أعتذرْ
ولأجلكم ولأجلِ من قد مروا من قبل عليْ
أنا أعتذرْ
حِملي عَليكم مُثقِلٌ أدري بهِ
يا أيها الماضون بين تمائمي
وكلاميَ المسطور إذ لم ينكسر
أنا أعتذر...
ولأجل طفل بات يؤنسه الأملْ
وعلى قصاصته التي قد خطَّها:
"في قادم الأيام يأتيني الهنا
حتى أُبدد كل أوهام الثقل"
يا طفل
قد ثَقُلَ الألم
وازداد من فوقي الوهم
وانهالت الأيام من فوقي تشطُّ الصدرَ من سربٍ
وتمضي تأكلُ الأحلام حلمًا تلو حلم
يا طفلُ، لم أقدر على وجعي
أتيتكَ أعتذر...
ولأجل شابٍ، يحتوي الوجع الممزِّق في الحشا
مثل الأغاني الموحشة
في ظاهرٍ كانت عليه من الوسامة ما يكون من الترنم مذهلًا
لكنه رغم امتلاء شبابه، ذاقَ المشيب
وملامح الخذلان في أجفانه، كانت كبيتِ العنكبوت
لمحٌ كئيب
لمحٌ يخاف الناس منه ولا يُرى الا كمسخٍ موحشًا
أنا أعتذر
أنا أعتذر فالبؤس في هذي الحياة، يسير لحنًا مستمر
لحنًا يغرد بانهزامٍ وانهزامٍ وانهزام
لحنًا اضاع الطرق فانقطع الوتر
ليعود يكمل ما ابتدأ
ماللبداية من نهاية يا تُرى أين المفر...
ولأجل حبٍ
خانني أو خنته، لا أدري
لكن ما ابتغى قلبي عبيرا
واشتهى بالروضِ زهر
إلا وفي لوحِ المشيئة قد أتى مثل أمنياتي الضائعة
ما حزته...
هذا الهيامُ وما تردى حالُنا
إلا وآنسنا الهيامَ جليسًا
والأن ننشد حالَنا ما حالَنا
وبكانا قلبٌ صار منه تعيسًا
والأن يا رمش الغزال
وكحل ليلاتي الثقال
ما كانت الدنيا تنادينا
حيث أنا قد ولدنا ضائعين
ونموت من بعد الغرام كما أتينا، ضائعين...
لم نملك الأقدار حظًا
أو حتى بالحب الطويل إذا تمرَّد وقتُنا المضني نحظى
هكذا عشنا الهوى وهما بوهم
بالصدر حُمّلنا الألم
حتى ترنم نشوة قد بثها نزف النغم
يا حلوة بالحزن جملت الدموع
فصار في خديكِ نهرا من خشوع
أو تُرى دربًا طويلًا كالليالي المعتمة
قد اطفئت فيك الشموع
أنا أعتذر...
ما زالت الدنيا تلاعبنا هوى 
مثل الدمى
ما زلت اسألها ببحات الأسى
"ماذا سيأتي بعد لطفًا يا حياة"
أو دون لطف..
"ماذا سيأتي بعد تبًا يا حياة"
أحرقتِ أوراقي التي خبأتها حتى أعيدها رابحة
وبيادقي وفوارسي ماتوا فعجلي بالنجاة
أو الخلاص
والأن قد مر عام بعد عام
والأمنيات جميعها
أن أستريح إلى الأبد
أن أستريح وأن أنام.

...أمين

هل تُرى (قصيدة  لذكرى الميلاد عام ٢٠٢١)

أُدير فوضى حياتي بفوضى خيالي

هل تُرى (قصيدة لذكرى الميلاد عام ٢٠٢١)

سيزيف