أنا لستُ لي

محمود درويش  مَنْ أنا ... بعدَ ليلِ الغريبة ؟

حياتنا عبءٌ على ليل المُؤرّخ: (( كُلّما 

أخفيتُهم طلعوا عليَّ من الغياب))...

حياتنا عبء على الرسام: ((أَرسُمُهُمْ,

فأصبح واحداً منهم, ويحجبني الضباب)).

حياتنا عبء على الجنرال: (( كيف يسيل

من شَبَحٍ دم؟))           وحياتنا

هي أن نكون كما نريد . نريد أَن

نحيا قليلاً ’ لا لشيء... بل لِنَحْتَرمَ

القيامَةَ بعد هذا الموت.    واقتبسوا,

بلا قَصْدٍ كلامَ الفيلسوف:(( اُلموت

لا يعني لنا شيئاً. نكونُ فلا يكونُ.

اُلموت لا يعني لنا شيئاً. يكونُ فلا

نكونُ))

ورتّبوا أَحلامُهُمْ

بطريقةٍ أخرى . وناموا واقفين !


محمود درويش/ لم يسألوا : ماذا وراء الموت

إلى الله أرفع عيني أرفع قلبي وكفّي يا رب حزناً حزنتُ وأرهقني اليُتم وأهلكت النار زرعي وضرعي
.. بكاءً بكيتُ ويّممت وجهي إلى نور عرشك
يا رب .. جارت عليّ الشعوب وسُدّت أمامي الدروب
تضرعت , صلّيت بُحّ دعائي وشَحت ين...ابيع مائي
تمادى ندائي أضاءت شموعي فسامح بكائي وكفكف دموعي ظلامي شديد
وليلي ثقيل طويل فأنعم عليّ بنور السماء وجدّد ضيائي وسّدد خطاي سدّد خطاي
لأعبر منفاي يا رب واغفر إغفر خطاياي
واقبل رجائي شقاء شقيْتُ وثوبي تهرّأ برد الكابة قاسٍ
وحرّ التخلّي شديد مقيت شقاءً شقيق ويطردني الجُند عن باب بيتي
وأرجو حياتي بموتي وناري تشبّ بزيتي وصمتي يزلزل صمتي
ويهدم سّمْتي ولم يبقى صمْتٌ سواك ولم يبقى صوت سواك
فيا رب بارك براكين روحي واسعف جروحي ومجِّد بوقتك ما ظلّ من بعض وقتي
إلهي وما من إله سواك مراعيَ ضاقت بعشب السموم اللئيمة
ماتت خِرافي على ساعدي 
وبئري أهالوا عليها الصخور
ولي تينةٌ أتلفوها 
وزيتونة جرّفوها 
ولي نخلة وبّخوها 
ودالية عنّفوها 
وليمونة قصّفوها
ونعناعة جفّفوها عقاباً فكيف تفوح بحزني وضعفي وكيف تبوح بخوفي عليها وخوفي
إلهي وما من إله سواك أراك بقلبي وروحي أراك وأنت تراني أسيراً حبيس الشِراك
بلاد أبي أصبحت مقبرة منازل من آمنوا مُقفرة بساتين من آمنوا مُسحره مدارسهم ُمنكرة
وأحزانهم عتمة ممطرة إلهي إلهي وما من إله سواك سألت رضاك طلبت
رضاك تضرّعت صليت هَبني رضاك وسلّط على القاذفات وسلّط على
الراجمات جناح الهلاك ونزّل علينا جناح الملاك إلهي, إلهي أمِن مغفرة؟ ألا مغفرة؟ ولا مغفرة؟
إلهي عذابي طويل وقاس ومؤسف وأنت غفور رحيم ومنصف
إلهي أنا متأسف أنا متأسف إلهي , إلهي أنا متأسف أنا متأسف أنا متأسف


سميح القاسم - أنا متأسف

عندي لأجل فراقكم آلام
فعلامَ أعذل فيكم وألام
ويذيب روحي نوح كل حمامة
فكأنما نوح الحمام حمام
من كان مثلي للأحبة فاقدا
لا تعذلوه فالكلام كلام
إن كنت مثلي للأحبة فاقدا
أو في فؤادك لوعة وغرام
قف في ديار الظاعنين ونادها
يا دار ما فعلت بك الأيام
يا دار أين الساكنون وأين ذياك البها
وذلك الإعظام
يا دار مذ أفلت نجومك عمنا
والله من بعد الضياء ظلام
يا دار أين زمان ربعك مونقا
وشعارك الإجلال والإكرام
يا ليت شعري كيف حال أحبتي
وبأي أرض خيموا وأقاموا
يا غائبين وفي الفؤاد لبعدكم
نار لها بين الضلوع ضرام
لا كتبكم تأتي ولا أخباركم تروى
ولا تدنيكم الأحلام
ما لي أنيس سوى بيت قاله صب
رمته من الفراق سهام
والله ما اخترت الفراق وإنما 
حكمت عليّ بذلك الأيام

لا كتبكم تأتي ولا أخباركم تروى

تيريز سليمان - لو رحل صوتي

رحلة دون كيشوت الأخيرة - ممدوح عدوان

** الطّبيعة حلوة، بس الوحدة صعبة.

طولكرم بلدة على تلّة، بسيطة من جهة زي أي بلدة ريفية ومُعقدّة من جهة ثانية، مدينة بتنضُج بسرعة من طُفولتها الرّيفية، محيّرة بين الطّفولة اللي بتطلع منها وهُموم ومسؤوليات النُّضج اللي بتدخل فيه، تمامًا زي الإنسان لمّا يدخل مرحلة التّحوّل من الطفولة للنُّضج بسُرعة، النُّضج ولادة ثانية، الولادة بتحمل معها أوجاعها مع فرق هون الإنسان نفسه بيمارس ولادة نفسه، لازم يموت فيه اشي حتى ينولد فيه اشي جديد، أوجاع وصراعات وبحث عن الشّخصية الموزّعة بين الماضي والحاضر وصورة المستقبل، طبعًا بتتعقّد المشاكل لمّا بيكون الإنسان ذكي ومعرفته أكبر من حاجته وأكبر حتّى من ظروفه، هون ممكن لفترة يبطّل يميّز بالضّبط بين الواقع وبين الوهم، وحتّى بين الحلم اللي بينطلق من الواقع وبين الوهم اللي بيكون بديل عن الواقع، هون الأفكار بتتعالى عن الواقع وبتحاول إنها تشكله ضمن قوالبها المُسبقة، بس الواقع بيقاوم وبالأخير بيفرض شروطه.

-- يعني نستسلم للواقع ؟!

** لا أبدًا, أبدًا,  بس لازم نفهم شروطه, ونتفاعل معها حتّى نغيّر ونتغيّر.

-- شو هو الواقع, وشو هو الوهم ؟! 

** الواقع إنّك متأزّم فعلًا ، وأنا متأزّم, وغيرنا كثير متأزّمين، بس المش واقع إنّه أزمتنا هي أزمة أبطال سارتر اللي بتحكي عنهم كثير, هذا وهم, الواقع إنّه قضيتنا قضية وطن مسلوب ومجتمع بعاني من التّخلّف، اللي مش واقع إنّه قضيتنا هي قضية الإنسان المطحون في المدينة الصناعية القاسية، كل اشي بنحلم فيه،كل اشي بنطمح إله، أهدافنا، لازم تمُر من هناك، لازم نتخطّى الحدود، مش لازم ندير ظهرنا عنها، مش لازم ننساها، وحتّى لو حاولنا، رايحين نلاقيه دايمًا قُدّامنا، هذا واقع.

الواقع إنّك ناقم على نفسك، وعلى مُخيّمك، الواقع إنّك بدّك تطلع منه بسرعة، لوحدك أو مع عيلتك، لوين ؟! لأشياء تنسّيك تمامًا المُخيّم وإنّك في يوم عشت فيه، عشان هيك بتحب تتصوّر كُل النّاس أشرار، خُصوم، أعداء، تآمروا عليك شخصيًا، وانت البطل المظلوم اللي عليه يواجه الدّنيا كلها برضه لوحده، الواقع إنّك ما حبّيتها فعلًا، انت حبّيت المستوى الاجتماعي اللي بتمثله.

بتحبها بالمكاتيب؟! هاي هي المراهقة اللي بعدك ما تخلّصت منها تمامًا، بعدين يعني شو كُنت تأمل من هالعلاقة؟! إنّك تتجوّزها هسا؟! هذا ممكن؟! ولّا تخطبها هسا مشان تتجوزها بعد عشر سنين؟! حتّى لو كان هذا ممكن، تحدّيك لأهلها كيف كان ممكن يخدم هذا الهدف ؟! ما فكّرتش بكل هالاشيا؟!

فكرة الحُب هي اللي كانت تهمّك، وحدة تحبّك، تعطيك شهادة إنك بتستحق الحُب، لشخصك، لمواهبك، رغم المخيم.ّ
....

الرِّيفي إذا ما أفسدتوش الكُتُب بيظَل مُخلص للحقيقة البسيطة المُباشرة مهما كانت عميقة، التّعقيد مكياج، ادّعاء، انتفاخ ثقافي كذّاب، بيدُل إنّه الشّخص بيحمل هَم صورته كمُثقف أكثر من هَمّه الثّقافي نفسه، هون الشّكل بيسبق الوظيفة.

الواقع والوَهم / الشّكل والوظيفة - مقطع من مسلسل التغريبة الفلسطينية

سقط الحصان- بشار زرقان

مزيج- لروح حاتم علي

أربعون يوماً على الرحيل ...
ترجل حاتم علي عن صهوة الإبداع لكن روحه لا تزال تحوم حولنا بمشاهده التي رسمها لنا بفكره و كاميرته ...!

رحلة دون كيشوت الأخيرة - ممدوح عدوان

Yusuf Mousa