"قطة سوداء لم تعرف الحب مطلقًا من قبل"
*****************************************
نص: ياسمين مدكور
https://goo.gl/akUexH
هندسة صوتية ,وأداء:زينب فرحات
https://goo.gl/ucOv2E
--------------------------------------------------
العزيز الغالي:

كنت أتمنى أن أهديك إحدى رسائلي، لكني قررت أن أحكي لك حكاية.

تبدأ القصة بقطة سوداء تعبر الشارع، يلاحقها دومًا الحظ السيء دون إرادة منها، ورغم ذلك تستطيع ببراعة أن تنجو من العربات السريعة في كل مرة تعبر فيها الشارع العريض.


منذ شهرين، كانت تسير القطة بقدم مكسور، ترفعه عن الأرض كي لا تتألم.

منذ عام و بين أربعة، كانت لي قدم مكسور، وكرامة محطمة، وحبيب لم يكن أهلًا للثقة، وعين مغلقة، قام باغتصابي في أكثر الأوقات ضعفًا، وحين بكيت، كان يكرر عليّ مرارًا أن الجنس وسيلة للمصالحة، وأنني بالطبع يجب أن أشعر بالرضا بدلًا من البكاء بعد التصريح بأنني “ماجتش عشان كده”

منذ عام وشهر، كانت لي صديقة تركت الحياة على حافة حبل مربوط. وحين ظننته أتى لنبكيها سويًا، كان يدفع بجسدي للأسفل كي أقبّل حذاءه قبل أن يأكلني للمرة الأخيرة، قبل أن أرى خيانتي رغم كل ما دفعته من حياتي، ومالي، وجسدي، وعمري من أجل كلمة رضا أو شعور بأنني دون نقص.

منذ يوم تعثرت في كلمات له في مكان ما، تمتمت في قلبي بعد الغضب، الحمد لله أن ماريه كما أراد أو مريم كما أردت، لن يكون لها أب قد اغتصب أمها، أهانها ثم اتهمها بالجنون. أنها لن يكون لها أب حين تُغلق أمامه السبل في تبرير الخيانة، سيحاول إقناع أمها أن جنيّة تحبه، وشفقة منها ستصدق أنه لا يكذب. 
***
رأيت القطة منذ شهر بالكاد تلامس الأرض، ولم تعبر الشارع إلا في أمان إشارة حمراء.

منذ ستة أشهر كنت أحبس دمعي أمام الحكاية، أحاول ألا أحكي النصف الآخر، حيث جلست أنتْ، في صف منتصف تستمع إلى تفاصيل لم أحكها بعد. لم أكن أعلم أن علي الجهة المقابلة من حكايتي يجلس من سيشاركني كل شيء، من لن أخجل معه من بكائي ولن يمنعني من أن أغضب، من سيقف إلى جواري وأهديه من كل شيء دون أن أشعر باضطرار أو خوف.

***
اليوم كانت تسير القطة على القدم المكسور بضع خطوات وترفعه بضع خطوات.

برغم كل قلق ينتابني وكل ذكرى سيئة يمكن أن تعكر صفو لحظة بيننا، وكل صمت لا أستطيع شرح ما وراؤه، أؤمن أن الأمر كله مسألة وقت، وأنك معي ب"كل الحب اللي في الدنيا" وكل اطمئنان تمنحه لي، يعرّفني كم أنني بالفعل لم أتلق الحب حقيقة مطلقًا من قبل.

***

لي قلب مُثقل فارفعه معي كي لا تسحقه سيارة سريعة دون قصد أو يركله أحد الأصدقاء دون أن يلتفت.

أنا الآن اتكيء على الأمان الذي تمنحه لي قبل الحب، والحرية قبل التفاهم، وكل شيء تمنيت أن أجده في أب لأولادي ورفيق عمري، قبل أن نشاهد عرضًا عن ختان الإناث أو نجلس في المطعم الصيني الذي لا يزوره أحد.

أعرف أن القطط ليست مفضلة لديك تمامًا، وأنني قررت كسلًا مني وانشغالًا عنها أن أستبدلها بنبات في بيتنا الجديد، لكنني أهديك اليوم قطة سوداء تستطيع عبور الشارع العريض دون خوف، ولم يعد حظها سيئًا بعد الآن، ولم تعد وحدها بعد الآن. والأهم أنها يمكنها أن تحكي قصة القدم المكسور والقلب المكسور دون خجل أو خوف أو أي شعور بالعار، وهي تعرف تمامًا أنكما فريقًا واحدًا وأنك دومًا على الجهة التي تقف بها دون شروط وقبل فهم، وب"كل الحب اللي في الدنيا
http://this-rope-is-long.tumblr.com/

قطة سوداء لم تعرف الحب مطلقًا من قبل

صوت الونس🎙️ زينب فرحات

قطة سوداء لم تعرف الحب مطلقًا من قبل

Zeinab Farahat