ضحكتُكِ بلادٌ من الورودِ والأغنياتِ، والطفلات بفساتينَ حمراءَ وبيضاء، ضحكتك تلخصُّني، وتلمُّ الحكاياتِ والصباحات والمساءات الطويلة، لحبيبك، الذي يرتِّبُ علاقاتِه مع الأشياء بخوف النهار من الليل وتردُّدِ الأغنياتِ الراجفات، ويرتِّلُ اسمَكِ مع كلِّ بداية، الذي لا يرى يوماً بدونك، والذي لا ينامُ على وسادته الغيميةِ إلا ويقول بصوتٍ من حياة: أحبُّكِ، وأنتِ الجميلة، وبلادي الأولى والأخيرة، وأنتِ حقيبتي التي أخرجُ بها كلَّ يوم، وموتي الحيوي، وبدايتي قبلَ النهايةِ بساعتين، وهبوب ُالخيالِ في أرضِ الحقيقة، أنتِ الخيال واللاحقيقة.


ضحكتُكِ تفريغُ الناياتِ أفكارَها، وسردُ الرواةِ تفاسيرَهم للحياة، وسببٌ كافٍ للقبائلِ كلِّها لأن تعيش، ولقبولِ الكونِ الحياة على الأرض، ولغربلةِ البشريةِ إلى مراحلها، ولانكسار الأملِ ليتحوّلَ إلى شيءٍ أكبرَ منه بكثير، الأملُ صغيرٌ، وأنتِ أكبر، أنتِ أكبر. 


ضحكتُكِ بدايةُ صهيلِ الأفراح في يومٍ لم تمرُّ قبلَه حياة، ضحكتُكِ ذوبانُ المدى في وردة ٍوحيدة، وارتياحُ المدنِ في كفَّيك ِعلى كتفيكِ، وانتهاءُ كتمانِ المسافات، ضحكتُكِ خيبةٌ للشعراء.


ضحكتك وصولُ حضاراتٍ إلى أعلى ثقافاتها، من يسمعها يصعد في السماء ويجلس بجانب الشمس، ليقنع الطبيعة بملاكيتها، وليطلبَ من الملائكة أن ترعى الحب وتمنع الطبيعةَ من الاندثار، ضحكتك ترجعني كطفلٍ يغارُ على هداياه، ويُعجَبُ بأفكاره الأولى، وأنتِ هديةُ السماء، وقمرٌ يجلس على الطاولة بمعجزة يديك.


 وعن يدك، عن يدكِ التي تخلق طبيعة ممتدة إليَّ بمعجزاتها، وتأتي بمخاض الحقائق من جوفي، وباندهاشاتي السريعةِ كفعل الألوان كلها، فأنا أحبها، وأحبكِ، وأحبكِ ليس كحبي للناس، أحب الناسَ، وأحبكِ، كفرقٍ بين الولادة والموت.


ضحكتك لن تنتهي، وإن سكتت، فليست الحياة تنتهي بسهولة الموت، وليس مِن خُلُقِ الموت أن ينهيَ الوردةَ قبل أن تنضج، وليس من طبيعة القلوب أن تنسى فعلَ الإحياء وأسبابه، وإن روحاً داخلي تتلقى الضحكاتِ كنقشةٍ على حجر، كلوحةِ طفل أولى، فالطفلُ لا ينسى لوحتَه الأولى أبداً، وأنا أحبكِ.


ضحكتك لا تبدأ، فقد بدأت قبل أن أتعرّفَ على الموسيقى، ربما جاءت لإقناع الأكوان أن تتفجر، ولتبدأ الحياة بشكل منطقي، ولا يمكن التأكيد أبداً، مَن جاء أولاً: ضحكتك أم الحياة؟ 


وإن تهتُ يوماً، وأضعتُ نفسي، بحثت عنكِ فوجدتني عندك جميلاً وكبيراً، وأنا أحبكِ.


ضحكتك جميلةٌ، لأنها هي، أو أكثر من ذلك، مما لا يُدْرَك.


ضحكتك إبطالٌ لمعاني الحكايات، وجنونٌ للأئمة والنبلاء، وإنذاراتٌ للبدء قبل الرحيل، وضحكتك ليلٌ للحالمين، وخيلٌ تسيرُ من أجل السلام، وضحكتك غيمة تمسح المسافات، وخيمةٌ تُظِلُّ العابرين، وضحكتك نصٌ كهذا قد هلك من كثرة العطف، نص ٌقد هلك من كثرة العطف، فهجم عليه النقاد، 

لكنِّي أصفُكِِ، وأنا أُحِبُّكِ.

#love
#حب #شعر
#موسيقى
#Music
#مريم_نعمة



ضِحكَتُكِ - نَص: إبراهيم مَطر || أداء صوتي: مَريم نِعمة.

حوار مع الكاتب والمترجم أحمد يماني حول اللغة وتشعباتها.

تتناول هذه الحلقة مسألة الانفصال عن اللغة بتشعب معانيها، من لغة الدوائر الاجتماعية الصغيرة إلى اللغة الأم واللغات الأجنبية وتفاعل هذه التغيرات مع الترحال. نجري في هذه الحلقة حواراً مع الكاتب والمترجم المصري أحمد يماني، المقيم في إسبانيا، ونتناول في الحوار موضوعات اللغة والترجمة وهجرة المعنى، ونناقش محاور عدة بدءاً بالانفصال عن المكان وما يرافقه من تغيرات شخصية بتغير اللغة، سواء كانت لغة أجنبية أم لهجة مختلفة، مروراً بأثر اللغة المرتبطة بالمجتمع والسياسة على ترجمة الشعر واختلاف المفارقات الثقافية والنفسية. كما نتحدث في الحلقة عن اللغة الأجنبية كلغة وسيطة والشخصية الفردية في اللغة الأم. ونعرج في نهاية الحلقة على قصور اللغة العربية في الاستخدامات الحديثة والحياة اليومية.
يتخلل الحوار قراءة مقاطع من كتاب "الوداع في مثلث صغير" للضيف.


"رف خلفي" لأحمد قطليش هي إحدى سلسلات بودكاست مدونات، نتعرف من خلالها إلى كُتّاب وشعراء من نصوصهم لا من سيرهم، ونتساءل معهم حول موضوعات الانفصال.

هذه الحلقة من مشروع «مدوّنات» هي من إنتاج المورد الثقافي والمجلس الثقافي البريطاني. محتوى هذا البودكاست لا يعبّر بالضرورة عن رؤية أو أفكار أيّ من المؤسستين.‎

هذا المصنف متاح وفقا لشروط الترخيص العام للمشاع الإبداعي نَسب المُصنَّف - غير تجاري - منع الاشتقاق 3.0 غير موطَّنة (CC BY-NC-ND 3.0)

The Mudawanat project is co-produced by Culture Resource and the British Council. The content of this podcast does not necessarily express the views or ideas of either organization.

This work is published under the terms of the Creative Commons licence - Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported (CC BY-NC-ND 3.0)

رف خلفي | اللغة والانفصال

الشاعر ماهر رجا
صوت أحمد قطليش
شوك القلق

إنني عادة ارتجف
أرتجف في الصباح إذا ما أفقت
وقد اخرج الكون أطياره في سلال الرماد.
أرتجف ،
لو فتحت النوافذ ذات شتاء
فصار الرذاذ الطفيف خيولا
تموت على حافة النافذة
أرتجف .. إن مشيت قليلا
أرتجف .. إن بقيت وحيدا كقارب صيد
أرتجف .. .إن كتبت
وإن مر بي
في شرود الخواطر قبر صغير
تعلق قلبي يوما على نقشه
ثم اقسمَ ألا يعود معي
أرتجف كلما
أقبل الليل وفاتحني
بالهواجس والذكريات
وكان السكون البليد يقلم أظفاره
جالسا في الدفاتر
في الركن
فوق المقاعد
تحت البساط
أرتجف ..عندما ،
بين حشد من الناس أشعر أني وحيد
وأن الفضاء الفسيح يضيق علي
وكم ارتجف
إن ذكرتكِ
كم أرتجف
إن نسيتك ِ
هذا أنا
عادة ارتجف
عادة أدرك أن جهنم
حتى جهنم
لن تخرج البرد من قامتي
عادة، يطلع من خط كفي
سحاب الأرق
لن أعيش طويلا
وحين أموت
سنبت فوق ضريحي
شوك القلق.


شوك القلق_ ماهر رجا

اقتباس من رسائل غسان كنفاني بصوت سلمى أنور

قطوف مما قرأت- من رسائل غسان كنفاني

- صوت أحمد قطليش-
- نص عفراء بيزوك-
شو بيخطر عبالك وأنت ساكت أغلب الوقت..!
وبعدين.. بتقول جملة واحدة قصيرة بتخليني أنا أرجع أسكت..!
الصمت مو قصة صغيرة.. الصمت تجربة كبيرة طلعت من مخاض ضجيج حياتي كبير.. يعني بالمختصر الصمت دليل عقلك وقلبك وأنت عم تغزل طريق خلاصك.. 
بس أكتر شي بيستفزني أنو أغلب الأحيان ما بقدر قول كل شي دفعة واحدة بس تجي قريحة الحكي.. بكون مقررة قول.. وبس جرب أكتب.. ببطل قول..
ـــ الفراشات التي ترقص للنهر.. بقصد الغواية.. تعرف تماماً أن النهر سبيل الغرق. 
ونحنا غرقنا من زمان.. بس مو بالنهر.. غرقنا بمستنقع قذر من كل الأفكار والمعتقدات وحتى الحريات والثورات والديكتاتوريات والأنظمة والأحزاب والمعارضة والمؤيدة.. وكل من لف لف هذه المصطلحات.. 
أكيد الحرية مو مستنقع.. بس بتصير مستنقع وقت بتصير دكانة.. مووووو!
وهيك كل شي.. 
الشي الوحيد اللي ما ممكن يتحول لدكانة بكل هالحياة.. هو الحب..
لك أي أي.. الحب هو قوس نجاتنا.. والمعتقد الوحيد اللي محافظ على وجوده بكل أبهته.. 
بس ليك.. أنا عم احكي هون عن الحب الحقيقي.. مو الحب البلا بلا بلا بلابلا.. 
الحب.. تبع زمان.. وقت كنا نمشي بالطريق وواحد يغمزلنا بعينو.. نضل شهر عم نرجف كلما تذكرنا هالغمزة.. لك نحلم بهالغمزة متل شي ممر كل شجر وورد هو طريق الجنة.. 
وما رح قلك عن حب تبع اليوم البلا بلا بلا بلا بلا.. 
الحب.. الشي الوحيد اللي عم يتقلص بيننا كلنا.. لأنو هو الوحيد الحقيقي.. 
والحب.. هو الوحيد اللي مخلاني ناطرة وصابرة واسمع موسيقى وغني وارقص واكتب حب.. لولاه كنت متت من زمان.. أي.. أنو شو بيخلي البني آدم متحمل كل هالحمولات اللي ع كتافه لولا شي حلو وناعم ورقيق عم يتسند عليه ليكفي شوية وقت من عمره.. 
وهلأ خلينا نرجع لصمتنا.. صمتنا اللي بيقول كل شي عنا... اللي بيحكي حكاياتنا.. صمتنا اللي بيغزل حرير أفكارنا ومواويل تعبنا.. صمتنا اللي بيحفر فينا الكتير من الحكمة.. والحق.. 
بتحب ترقص..!
أنا بحب أرقص.. كلما زادت حمولة الصمت.. وحمولة الصرخة اللي ما بدها تطلع لسى..
بس أكيد رح تطلع هالصرخة شي يوم... على شكل غنية كلها ورد وحب.. وحياة.. 
وهيك بس.. هالأد..


عفراء بيزوك- ترقص؟

غابة البنت - نص وتسجيل ارتجالي - أحمد قطليش

قصة حب مجوسية - عبد الرحمن منيف

الأغنيات في الخلفية:
https://soundcloud.com/dhahri-oussama/ak1jlpuxh5fe
https://soundcloud.com/habiba-adel/rp9mvs6qblpo
https://soundcloud.com/majedkhalid1/nuwsnvvs5njc
https://soundcloud.com/ashraf-medhat/wdrbo3zaqmv7
https://soundcloud.com/islamtalal-sunbasikah/mpc72bg92iz
***
النص:

رسالة مرتجلة الى الآنسة سين:

صباح الخير يا حلوة. كيف حالك؟ أتمنى أنك بخير. أنا أستمع بشغف وانبساط شديدين الى كل الذي تشاركينه على حسابك في ساوند كلاود. والحق أقول لك. لقد ذعرت من الحلاوة. وشعرت للمرة الاولى منذ فترة طويلة جدا كما لو أنني مأخوذ بتلابيبي!

كنت أستمع للأغنية تلو الأخرى وأنا أتسائل من أي زمن طلعتِ لي؟ وكيف بحق الفردوس الأعلى مُنحت هذا الذوق في الموسيقى؟ ومن كفر الشيخ كمان؟!! يا الهي. لست معتادا أن تمنحني هذه المدينة أية ذرة من الجمال. الحق أقول لك لم يكن هذا هو النوع الذي أحبه في الموسيقى دائما* كنت منغمسا طيلة السنوات السابقة في الموسيقى الغربية. الكلاسيك بالتحديد. أسهر مع بيتهوفن وباخ عادة. والأغنية العربية الكلاسيكية الوحيدة التي خرجت بها من طفولتي كانت أنت عمري للمرحومة أم كلثوم وما كان ذلك الا لأن الكهرباء كانت تنقطع في قريتنا بالساعات والأيام. وكانت هي الأغنية الوحيدة التي يملكها أخي على هاتفه الدمعة. هل تذكرين الدمعة؟ المهم. كانت تشتغل الأغنية اضطرارا لتمرير ساعات العتمة المملة. وعندما يعود التيار. تذهب ام كلثوم وعمرها وأيامها اللي راحوا الى أي مكان.

لا أريد أن أخيفك. لا أراك حبيبة محتملة وليست لدي أي نية في أن أكتب عنا بعد سنوات فأقول: تبادلنا الموسيقى، ثم كل شيء. على العكس تماما. قد أكتب: تبادلنا الموسيقى. نقطة. انتهت الجملة. لن أقع في غرامك أبدا. ولن أفسد هذه الصداقة أبدا، لأجل قصة حب مكررة ومعتادة ومحفوظة.

أحب أن أفكر فيك كجارة مستقبلية محتملة. ربما تقطنين الطابق العلوي. ويتناهي الي صوتُ مذياعك الخشبي العتيق وأنا أشرب الشاي في البلكونة ساعة العصاري. محدقا بكسل ولا مبالاة في المدينة التي تشتعل بالأسفل، سارحا مع صوت الست. الذي يأتيني من مذياعك. متسائلا، من أين يأتي هذا الصوت ياربي؟
قد تكونين سيدة سبيعينية لطيفة. ربما أفتح لك باب المصعد مرة مبتسما. وقد نلتقي صدفة في السوق فأحمل لك كيس البرتقال الى البيت. ربما تحلفين عليّ بالدخول واحتساء كأس من الشاي. سأكسر حاجز الأدب وأطلب فنجانا من القهوة. تحضرين –والابتسامة عريضة على وجهك- السبرتاية والكنكة وبرطمان البُن الى الصالة. وأنا سأرفع صوت المذياع -ريثما تعدين القهوة- وأقول لك: ميادة الحناوي دي صوتها من الجنة. ستوافقينني بكل تأكيد. وساعتها نبدأ نتكلم عن أغنياتنا المفضلة. 

لن نلعن الزمن وشباب هذه الأيام. لن نحنّ الى الماضي ولا الى الأموات. لن أحكي لك أني أحببت نساءا كثيرات وتزوجت مرة ومرتين وثلاث ولكني لم أنجب. ولن تحكي لي عن الرجل الذي مات والأولاد الذين تشردوا في بلاد الله بحثا عن لقمة العيش. سنستمتع بكل مافينا من شيخوخة بالقهوة والأغاني فقط. كأي عجوزين يعرفان جيدا أن اللحظة لن تتكرر. وان ما يفصلهم عن الموت لا يعدو أن يكون، ربما، اضطرابا في الكوليسترول! لن نغلق الباب. مع أننا لو أغلقنا فلن يعبأ أحد من سكان البناية برجل وامرأة تجاوزا السبعين وربما أصابهما الخرف.

لكننا سنكون في ذهول عن كل ذلك. سنتكلم فقط عن الأغاني. أقول لك أنني أحب الفقرة الصباحية من يومي بسبب أغنياتك التي تأتيني حتى غرفتي. ستسألينني عن مطربيني المفضلين. سأقول ميادة الحناوي ووردة وأسمهان وفايزة أحمد وسيد درويش وعبد الوهاب وطِلِب، وطبعا الشيخ امام. والست نجاة علي وهي تقول: فاكراك ومش هنساك، مهما الزمان قساك، ولا نسيت حبي؟ ثم سأفتح عيني على اتساعهما وأقول: رياض السنباطي صوته عظيم يا ست. كنت فاكره ملحن بس طلع بيغني كمان. سمعتيله أشواق؟ 

وهكذا -عزيزتي الآنسة سين- الى ما لا نهاية. سنتبادل الأغاني، الأغاني وحسب.

نص وصوت أحمد جلال - رسالة مرتجلة الى الآنسة س

النص من كتاب "كائن يمرح في العدم" لفيصل الحبيني:

"كان يروعني كثيرًا، أن أرسّخ حياتي كلها، لهدف واحد. أن أختار شيئًا واحدًا، من كل هذه الخيارات اللا نهائية التي تحيط بي. أن أصرف عمري في تحصيل، ما يبدو لي، أشهى ثمراتي. ولكن كيف لي أن أضمن ذلك حقًا؟ ماذا لو كان الطريق الذي أنهيته، لم يكن طريقي؟ وماذا لو كان ما ظننته جبلًا، لم يكن إلا هضبةً حقيرة؟ وماذا لو كان النور البعيد الذي تُقْت إليه، لم يكن سوى جحيم مشتعل؟ وماذا لو اكتشفت كل هذه الحقائق المفجعة، بعد فوات الأوان؟

خشيتُ ساعتها، ألا أكون في النهاية، سوى رجل حلم بكل شيء، ولم يفعل شيئًا. خشيت ألا يكون ركضي العنيف هذا، سوى قفز بليد في مكاني. فسألت نفسي، هل عليّ فعلًا أن أمضي في طريقي محمّلًا بعبء ثقيل كهذا؟ ألا يوجد سبيلٌ آخر للمضي في الحياة، غير الرجاء، والأمل بتغيُّر الحال؟

لا أريد أن يقلقني، كلما صحوت فجرًا، كم سأحصد في هذا اليوم، وكم سأبيع، وكيف سأصرف ما كسبت. وعوضًا عن ذلك أريد أن أتأمل الشروق بقلب حر، لا يقلقه توقع، أو يغريه رجاء، أو يقيده أمل. لا أريد أن أشحت المضي، باختلاق الرغبات. أكره أن أقضي حياتي لاهثًا، أعدو خلف حُلم، يسكن خلف القفار والوعار. وأن أتسلح بالهمة، وأدفع عمري وجهدي، كمقابل للوصول. ولأيّ شيء؟ فما إن أرتقي قمة الهضبة، حتى أراني أتوق لأعالي الجبال. ولا تلبث الرغبة فيّ بأن تتحقق، حتى تلد من أحشائها آلاف الرغبات، ولست أستطيب صرف عمري، لحالة إن تحققت، لن تبهجني إلا ساعة زمن، قبل أن يبتلعها الاعتياد.

وهذا ما يقف وراء إرادتي في التخلص من كل احتياج ناقص. وتلهفي لأن أكون حرًا، لا عبدًا لغايتي. وحتى إن وصلت، كما يفعل الكثيرون، وتحقق الحلم الكبير، فليس لذلك أن يرفع من شأن نفسي، إن كان ذاك هو مطمحي. فالذي يستنقص نفسه، ولا يرى قيمتها إلا بانتظار شيء عظيم، سيظل أبد الدهر ناقصًا، يتوق لشيء بعيد."

كائن يمرح في العدم - فيصل الحبيني

أغار من قلبي

music: Letting Go.
link: https://soundcloud.com/user-242212713/letting-go
النص:
لا شيء يمكنه أن يحول أفكاري عنك، كأنك الشجرة وأنا فرعك، فرعك الذي يرتعب من فكرة الحطّاب.
أحبك كما لو كان حبك هو شغلتي في الدنيا، هو طعامي، وأملي وهو المصيدة الكبيرة لكلاب مخاوفي الضالة.
عزيزتي، أنت أجمل من أزرق البحر وأخضر السهول، أنت رقة صافية، كيان يستحيل إدراكه بالحواس العادية وإذا أدركه الواحد لا يعود هو هو، تختلف عليه الأشياء وتصنع نظامًا أخر، نظامًا منغومًا. يصبح العالم كله متصل ببعضه ونحن في مركزة نرى أن كل الطرق مألوفة ونعرف أن انتفاء الخطر هو أن أحبك وتحبينني. 
وليس الحب سوى أن أفكر فيك وسط نيران غربتي فيهدأ سعيرها، وليس الحب سوى وسيلتي الأجمل لبذل الدموع في مكانها الصحيح. 
أبكي لأنني أحبك ولأنك جميلة إلى هذا الحد، جميلة إلى الحد الذي يقشعر بدني، من جلاله، من رقته، ومن ألفته اللامتناهية. 
عزيزتي، ثمة يوم ما سيكون فيه بيت لنا، بيت يشبه ابتسامتك التي تشرق منها الشمس كل يوم، بيت سنملأه باللوحات والصور الفوتوغرافية وقصائد الشعر على الجدران. سأكتب عنك كل يوم وسنلتقط الصور لبعضنا كل يوم. سأحب أن أحتفظ بكل إيماءة لك، كل ايماءة هي عطف كبير منك على ذاك العالم القاسي.
وفي شرفة البيت تهدينني قبلة أحيا بها ساعات الليل وأعرف أن الموت لن يأخذني منك في نومي، لأن شفتيك هنا ويدك هنا تنام على صدري وتعطيني الحياة لأحيا. 
عزيزتي، في غيابنا نحن الاثنين عن بعضنا تفرغ الدنيا، نتيه في وحشة الغياب ونضرب في أرض خوائها يعطي بكاءنا صداه القاس. نمشي طويلا، أنادي وتنادين، ونعرف بحدس  مكتسب من كل مرة كنا فيها كيانًا واحدًا أن الغياب رغم وحشته لا يفترس الأحبة لكنه يجعلهم أكثر مراسًا لعمر طويل مملوء بُحب لا ينتهي.
وفي الغياب أمر في يومي مرور الجمادات، بلا حس أزرع نفسي في كل نهار كنبته تعيش على ذكرى الماء ووعد بالسقاية ذات يوم، أعادي الشمس والظلال ونسمة الهواء، لأنهم، ولأنني بدونك. وكل الأشياء، بدونك ، لا جدوى لها. 
عزيزتي، لم أكن أنا أنا إلا بحبك ولن أكون أنا إلا به، فكوني بقربي، واسكني الروح والحشا، لأنني بدونك كخلاء يعذبه كيانه الخاوي من الونس.
أحبك

ياسر غريب - رسائل

الموسيقى ألغت احتمال أن تكون الحياة غلطة 
نيتشه -

@agreadz
@el2a3da

نص وصوت أحمد جلال - رسالة مرتجلة الى الآنسة س

Ahmed Galal