مرثية الخروج

الشاعر: السيد حسن غازي
الأداء: أحمد صبحي

 - - - - - - - - - - - - - -

أ
اخرج إلى أغرودة أخرى
رماحًا
أو سهاما
اكتم عذابك
كلما التاعت على شوق انتظار للندى ريحانة
عمد كتابك
كلما سقط الجدار على الشعار
ضرج حرابك
بالذي أوصى حنين النهر للموج المهاجر
تدخل البيت الحراما
بردية السر اجمعي ولهي من الاسفار
لم يفلت سعاري من إوار العشق
كي تنضو حبائلَها الغزالة
صحوةً تهوي على النسيان
لؤلؤةً تطل على صياح الفجر في الوديان
أنت حملت هذا العشقَ
ممتطئا به متن الجنون
كأن سهم الله لم يقرأ تضاريس الجراح
كأن هذا العمر متسع يهيؤ للمنون

ب
بلد بلا أهل
بيت بلا عنوان
فإلى متى تحيا
في دمعة الاوطان



هي نوبة الترحال والتضييع
إليك ترحالي
ومن ميلادك المحفوف بالأزهار زلزالي
ألقى الظلام عليّ بردته
فما قد عدت أعرف من يحالفني
وأججني بصهد العشق
يا الله
إني أنا الفرد البهاء
أنا البهاء الفرد
أصعق بالرحيل ولا أموت
وأجتوي بالعشق
يفجأني العذاب ولا أبوح
ولا أمد يدا لحيّ
فردا أراكِ
ولا سواكِ هوىً
يرتل سورة الدمع البهي
فردا أراكِ
ولا سواكِ أسًى
يسافر في احتراق البائسين
وأنا المبادر
وأنا المغامر
وأنا المطالب للجميع
بما يليق من الرغيف إلى النبيذ
بما يليق بشمس حرية


ت
تبقين يؤلمك التذكر في لياليكِ العصية
أو يهلك الترتيل سائبتي
صواعقك الشهية
في صيحة الورد الخفية
صرخة الألم النبيل
ويك اكتبي جسدي على فرشٍ
من الزيفِ العليل
فأُرَى منازلة المحال
أُرَى هبوبا قاتلا
وأرى جموحا أطلق العصيانُ ثورتَه
وأرقه التوغل بين أوجاع الحقيقة والسراب
فإلام تعقبني المهالك
والممالك
والحراب

لا صحبَ
في الصحبِ الذينَ تفرقوا
او فرقوا لحمي
أغني
لسبة الأفعى الولوج إلى السماء
وأموت موتا
لا يُفَسّر
لا يُقَدّر
لا يسارعُ نحوه الزعماء


إني قاطفي مني
لأرجعني إليّ
أتراه يعلم فائتي
أن الذي ينداح من صوت المآذن
ينتقي دربا إلى الأمراء
قبل الراية الغراء
قبل الجند
قبل الشعب
لسوف يقتلك المروق وأنت تدخل
في الغياب
يا حبيبي المستفز بعشقه العفوي
هم يقتلونك كلما أعلنت أنك لا تريد
سوى انتمائك للخروج من الغياب

أ
إني لأعجب كيف ذاك الصدر
يحمل نافرين
صبحا من الأنداء
والسيف الذي قتل الحسين

م
من أين تبدأ
من رذاذ الحلم تبدأ
من فناء العمر تبدأ
من مكابدة الوصول إلى الخيول الجامحة
فاقرأ عليك الفاتحة
من أين تبدأ
من زواج القهر
بالصدر الذي يتكتم الأسرار
تبدأ؟
من صهيل جياد ميلاد البطولة
من صراخ الجرح تبدأ؟
من هتاف الدمع تبدأ
من صلاة العندليب
ومن سهاد الانبياء!
ولا تريد لك القصيدة
أن تكف عن الولوج إلى البكاء

أوكلما سكنت طيوري وكرها
أوكلما رشقت قرنفلتي بعيد سمائها
أتوسد العشق الضلالة
والوعود الكاذبة
جسدا تخاطفه مناقير الطيور الذاهبة
أترى انكساري
أم ترى وجعي المقدس
وانشطاري
يستبيح نداوة الرؤيا
فيجرحني الغناء
لأنت أحلى ما تجلى من بهاء
لأنت أحلى ما تجلى من بهاء

- - - - - - -- - - - - - - - - -

السيد غازي - مرثية الخروج

بحكمة كاتب ناثر ،  فيلسوف ! مفكر داعية واعظ معروف  ، شغوف متلهف في الدرجات العلى ملهوف  ، مصابر صابر بهمة بطل مثابر

السيد غازي - مرثية الخروج

Ahmed Sobhy