اللهُ آتاهُ آياتٍ قَدْ اشْتَهَرَتْ.. فِى يَوْمِ مَوْلِدِهِ مِنْها الْوَرَى انْبَهَرَتْ.. جَنَّاتُ عَدْنٍ مَعَ الْكَوْنَيْنِ قَدْ زَهَرَتْ… وَالشُّهْبُ لِلْجِنِّ بِالإحْراقِ كَمْ قَهَرَتْ.. وَالأَرْضُ مِنْ رِجْسِها لَمَّا أتَى طَهُرَتْ
دَعْنِى وَوَصْفِىَ آياتٍ لَهُ ظَهَرَتْ.. ظُهُورَ نَارِ الْقِرَى لَيْلًا عَلَى عَلَمِ

اللهُ حَسْبُ الَّذِى بِاللهِ يَعْتَصِمُ.. وَلِلْمَدِيحِ لِخَيْرِ الرُّسْلِ يَلْتَزِمُ.. وَهُوَ الَّذِى مَدْحُهُ تَعْلُو بِهِ الْهِمَمُ.. وَقَالَهُ الرُّسْلُ وَالأمْلاكُ والأُمَمُ.. وَكُلَّمَا زِدْتُ زادَ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
فَالدُّرُ يَزْدادُ حُسْنًا وَهُوَ مُنْتَظِمٌ.. وَلَيْسَ يَنْقُصُ قَدْرًا غَيْرَ مُنْتَظِمِ

اللهُ أعْطَاهُ فِى الدَّارَيْنِ مَا سَأَلَ.. وَزَادَهُ رِفْعَةً لَمَّا إلَيْهِ عَلَا.. فَهُوَ الَّذِى عَطَّلَ الْأَدْيَانَ وَالْمِلَلَ.. وَقَامَ للهِ حَتَّى أَوْضَحَ السُّبُلَ.. هُوَ الَّذِى مَدْحُهُ فِى الذِّكْرِ قَدْ نَزَلَ
فَما تَطَاوُلُ آمَالِ الْمَدِيحِ إلَى.. مَا فِيهِ مِنْ كَرَمِ الْأَخْلاقِ وَالشِّيَمِ

اللهُ فِى عِلْمِهِ أَشْيَا مُؤَبَّدَةٌ.. تَجْرَى إلَى الْخَلْقِ لَكِنْ هِى مُؤَجَّلَةٌ.. كَذَاكَ آيَاتُهُ بِالْحَقِّ مُحْكَمَةٌ.. وَبِالْهُدَى وَالتُّقَى وَالْخَيْرِ مُعْلِمَةُ.. وَبِالْمَدِيحِ لِخَيْرِ الرُّسْلِ مُعْلِنَةٌ
آياتُ حَقٍّ مِنَ الرَّحْمَٰن مُحْدَثَةٌ.. قَدِيمَةٌ صِفَةُ الْمَوْصُوفِ بِالْقِدَمِ

اللهُ أنْزَلَهَا بِالْحَقِّ تُنْذِرُنَا.. وَعَنْ طَرِيقِ الْهَوَى وَالْغَىِّ تَزْجُرُنَا.. وَإنْ أتَانَا عَدُوٌّ فَهِىَ تَنْصُرُنا.. وَبِالْهُدَى وَالتُّقَى وَالزُّهْدِ تَأْمُرُنَا.. عَلَى لِسَانِ نَبِىٍّ جَا يُبَشِّرُنَا
لَمْ تَقْتَرِنْ بِزَمَانٍ وَهِىَ تُخْبِرُنَا.. عَنِ الْمَعَادِ وَعَنْ عَادٍ وَعَنْ إرَمِ

اللهُ حافِظُها مِنْ كُلِّ مُغْمَزَةٍ.. يَعيشُ قارئُها فِى ألْفِ مَعْزَزَةٍ.. أعْظِمْ بِآىٍ مِنَ النيرانِ مُحْرِزَةٍ.. عَلَى الصِّراطِ لتاليها مُجوزة.. لم يلقَ كَيْدًا ولا يُرْمَى بِمَكْيَدَةٍ
دامَتْ لَدَيْنا فَفَاقَتْ كُلَّ مُعْجِزَةٍ.. مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جَاءَتْ ولَمْ تَدُمِ

اللهُ أبْرَزَها مِنْ عِلْمِ غَيْهَبِهِ.. لَها ضِياءٌ يَراهُ كُلُّ مُنْتَبِهٍ.. يا سَعْدَ مَنْ كانَ يَدْعُو فِى تَطَلُّبِهِ.. بِهَا إلَى اللهِ فِى مَأْمُولِ مَطْلَبِهِ.. لِأَنَّهَا قَدْ أَزَالَتْ كُلَّ مُشْتَبَهٍ
مُحَكَّماتٌ فَما تُبْقِينَ مِنْ شُبَهٍ.. لِذِى شِقَاقٍ وَما تَبْغينَ مِنْ حِكَمٍ

اللهُ أظهرها للعُجْمِ والعَرَبِ.. كالشَّمْسِ نورًا وكالأقْمارِ والشُّهُبِ.. مِنْها اكْتَسَبْنا عُلومَ الدِّينِ والأدَبِ.. ثُمَّ اغْتَرفْنا الَّذِى نَرْجُوهُ مِنْ طَلَبٍ.. وحَقُّهَا قَسَمًا مَا فُهْتَ بِالْكَذِبِ
ما حُورِبَتْ قَطُّ إلَّا عَادَ مِنْ حَرَبٍ.. أَعْدَى الْأَعَادِى إلَيْهَا مُلْقِىَ السَّلَمِ

اللهُ أَمْطَرَنَا مِنْ وَبْلِ عَارِضِهَا.. عِلْمًا وَحِلْمًا وَتَطْهِيرًا بِفَائِضِهَا.. فَمَا رَأَيْنَا الْهُدَى إلَّا بَوَامِضِهَا.. فَقُلْ لِمَنْ قَدْ تَغَالَى فِى تَنَاقُضِهَا.. يُصْغِى إلَى سِرِّها الْخَافِى وَغَامِضِهَا
رَدَّتْ بَلَاغَتُهَا دَعْوَى مُعَارِضِهَا.. رَدَّ الْغَيُورِ يَدُ الْجَانِى عَنِ الْحُرُمِ

اللهُ نَزَّلَهَا بِالْخَيْرِ وَالرَّشَدِ.. عَلَى تَقِىٍّ نَقِىٍّ خَيْرِ مُعْتَمِدٍ.. فَبَانَ مِنْهَا الْهُدَى فِى كُلَّ مُعْتَقِدٍ.. وَبَاءَ بِالسُّقَمِ شَانِيهَا وَبِالرَّمَدِ.. آياتُ صِدْقٍ تُنَجِّى كَلَّ مُرْتَشِدٍ
لَهَا مَعَانٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ فِى مَدَدٍ.. وَفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِى الْحُسْنِ وَالْقِيَمِ

اللهُ قَدَّرَ أَنْ تَعَلُو كَوَاكِبُهَا.. لِلْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ تَجْلُو سَحَائِبُهَا.. كَأَنَّهَا جَنَّةٌ تُجْرَى سَواكِبُهَا.. لِلْمُتَّقين وَيَأْتِيهِمْ أَطَايِبُهَا.. نَعَمْ وَتُجْلِى لَهُمْ فِيهَا كَوَاعِبُهَا
فَمَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى عَجَائِبُهَا.. وَلَا تُسامُ عَلىَ الْإكْثَارِ بَالسَّأَمِ

اللهُ مِنْ فَضْلِهِ الْقُرْآنَ أَنْزَلَهُ.. إلَى نَبِىٍّ لِكُلِّ الْفَضْلِ أَهَّلَهُ.. يَا سَعْدَ مَنْ فِى ظَلامِ اللَّيْلِ رَتَّلَهُ.. فِيهِ مَوَاعِظُ تَالِيهَا يَحِقُّ لَهُ.. جَنَّاتُ عَدْنٍ إذَا مَا الدَّمْعُ أَسْبَلَهُ
قَرَّتْ بِهَا عَيْنُ قَارِيهَا فَقُلْتُ لَهُ.. لَقَدْ ظَفِرْتَ بَحَبْلِ اللهِ فَاعْتَصِمِ

الشيخ عبد العظيم العطوانى - الجزء الثالث من تسبيع البردة - الأبيات من 88 إلى 136

وَمَنْ تَكُنْ بِرَسُولِ اللهِ نُصْرَتُهُ
إِنْ تَلْقَهُ الأُسْدُ فِي آجَامِهَا تَجِمِ

فلسطين كلها عربية حرة من النهر للبحر 🇵🇸