وأنا أيِضًا
لا أحمل في قلبي كُرهًا لأحد
يكفيني ما فيه من رصاص وتوابيت 

حزني هو حزني
أصدّقه وأواسيه
لا أكذّبه وأدّعيه

المرأة التي قلت لأول مرة لها أحبك
قالت وأنا أيضًا أحبني

والرجل الذي باعني رصيفًا للنوم
في الصباح وجدناه موسومًا على وجهه
لطخة حذاء

والطفل الذي انتشلناه من تحت انقاض قصف البارحة
وجدته اليوم يرضع الغيم ويغني هللويا

امشي نحوي ولو مرة يتيمة
هذه الكتف صدئة دون رأسك
هذه اليد مهجورة دون أصابعك
هذا  القلب تغزوه المناجل من دونك

ولكل الذين غادروني
أنا أيِضًا
أحمل قُبلة وخنجر 
قبلة على الخد وخنجرًا في ظهري.

قُبلة وخنجر لـ وائل محروس

IDENTITY of the SOUL -  هُوِيَّةُ الرّوحِ- تِيرِي فَيْجَنِ- مَحْمُودُ دَرْوِيش



في سالف العهد عاش شيخ غريب الأطوار
في جزيرة نائية جرداء.
لم يسىء الى أحد قط في حياته
سواء في البر أم في البحر
ومع ذلك كانت عيناه تتقدان غضباً أحيانا
إذا ما رأى العاصفةَ تهبُّ مقبلةً
فيرميه الناسُ حينذاك بالجنون
فلا يقترب من تيريه فيغين سوى قلة
لا تهابه.

رأيتُه مرة بعد ذلك ـ
مضطجعاً على رصيف المرفأ، ومعه صيدُه
كان شعره أبيضَ، لكنه كان يغني مبتهجاً
مفعماً بالحياة مثلَ صبي.
كان يداعبُ الصبايا حين يصادفهن
ويمزحُ مع الفتيان واحداً واحداً
ثم يلوحُ بقبعته البحرية قبل أن يقفز الى متن مركبه
وينشرَ شراعه، مبحراً في ضوء الشمس
نحو بيته كعُقابٍ هرم.

إنطلق تيريه بقاربه نحو الساحل
كالسهم يشق غمارَ الزبد والرذاذ.
لكن طاقمَ الزورق ظل يطارده
كانوا خمسةََ عشرَ رجلا في أعقابه.
إذّاك صاح تيريه عاليا عبر هدير الموج
متوجها الى الله في ساعة شدته:
"هناك بعيدا في الساحل
تقبع زوجتي في منزلنا الرازح في البؤس
متلهفة تنتظر مع طفلتي رغيفَ الخبز.

غمرت بالرعب وجهَ اللورد
ذكرى فعلته نصفُ المنسية.
تذكر الآن فقط ذاك الذي طلب منه الرأفة
راكعا على متن زورقه.
وهنا صرخَ تيريه فيغن: "كل مصيري كان بين يديك،
لكنك فرطتَ به باسم الشرف والمجد،
لحظة واحدة وأكون قد انتقمت منك!"
عندها ركع النبيلُ الإنكليزي على ركبتيه
أمام المرشد النرويجي البسيط.



هُوِيَّةُ الرّوحِ- تِيرِي فَيْجَنِ- مَحْمُودُ دَرْوِيشِ

"آدى أيّام العجب والموت
جات بسرعة زى غمضة عين
ليه ماقلتش زىّ لمح البصر
كنت باتقلّب على الجنبين
والكابوس من كل جنب يجيبني
زىّ أعمى يحسّ لمّا يجسّ
ألقى نفسي واللا اشوف نفسي
بالتفت من آخر الدنيا
الحمير بتجرجر العَربَات
السما اللى تحت منها حابات
عند كوبرى أبو العلا بتشتي
أنكمش فى جتّتى من البرد
لسّه حارجع طفل تحت المطر
وأنحنى ع الأرض وافضل عجوز
اتوهمت الخوف دهسنى الخطر
كل شيء إلا الخيانه يجوز
ألبس التوب اللى مش توبى
أعمل الممكن مع المستحيل
أمشى زي الخنفسة وألبَد
جنب حيطة فى رُكن ع السلّم
الحجر الاصفر بيتألّم
فيه أثر للعشرة مهما تهون
أقبل الظلم اللى في الأشياء
والليالي بخدّها المدهون
والحياة والناس وحتى في نفسي
واقرا في الجرنال كلام تاني
وانتقل في الماضى واستغرب
وابكى ع المستقبل الفاني
واحمل الضلمة على عينيّا
وانتبه من نومي واسمع نعي
الزميل جودة سعيد الديب"

أيام العجب والموت - فؤاد حدّاد

فؤاد حداد - مفتتح أيام العجب والموت

شوارع زمان

ليالي الأنس

«رسالة متطفل»
مرسل إليكِ من متطفل طيب جدًا. 
عزيزتي.. بحثتُ صباحًا في دفتري المخصص للمواجهات المهمة بيني وبين أفكاري، عن الرسالة التي شرعتُ أكتبها منذ أشهر عدة، حين كنتِ تنتظرين في محطة الحافلات الواقعة خارج نطاق حي بولاق الدكرور وهي على ما هي عليه من القذارة والمثال الأوضح على إهمال المسؤولية. ربما هذه معلومة تعرفينها جيدًا. لكن ما لا تعرفينه فيما يخص بحثي عن الرسالة، لقد استغرقت مني ساعة على الأقل، مما كلفني نسيان كوبيّ "النسكافيه" الخاصين بترميم صباحي ومساعدتي على تخطي أزيز المواصلات المتواصل. سيبدو الأمر لغزًا حين تصلك الآن.
 كتبتها لك ساعتها بقلم رصاص قصير جدًا لأني مهووس بفكرة المبراة وبتخيل رأس القلم حينما يصبح حليقًا ونظيفًا فأتحيَّن قصره المستمر إلى أن يتلاشى، لكنها -الرسالة- على الرغم من كل شيء، لم تصلك. لم تخرج من دفترها حتى. هذا لأنك مرّنت نفسك على الابتعاد بلا داعٍ وبلا مقدمات منذ اليوم الذي قررتُ فيه مصارحتك. عشرون يومًا يا غبية؟ تخيلي أن يقف عصفور كل صباح على حافة شرفتك ثم يتركها هاربًا إلى السماء فاردًا جناحيه كأنه يدربها على التمرد. هنا لا ينبغي عليّ أن أفرح بحريته على الإطلاق، لم يكن حرًا وربما لم يكن نزيهًا حين استدرك قيمة حريته لاحقًا، في هذا، تأخُّر أضر برهافتي الطيعة اللينة، لكنها رهافة قابلة للتماسك يومًا ما بلا شك. لقد وعدتُ نفسي بقليل من التدرج في مشاعري الآخذة في التبلور بشكل هيستيري في الآونة الأخيرة، ووازنت هذا التدرج بتصالح رهيب مع نفسي، وسيمكنك استكشاف ذلك التغير داخلي حينما تسنحي لنفسك بفرصة واحدة للتقرب مني جيدًا. وسيسوغ لك ذلك سبب افتتاني بوجهك المستدير، ربما هو يوصف بالاستدارة فقط الآن. ليست هناك مساحة حقًا على الورقة لتعتدي صفات وجهك الأخرى الجميلة على باقي الحديث.


بقلم : أحمد عبد العاطي
القصة من المجموعة القصصية: كاجو (الصادرة عن دار تبارك للنشر والتوزيع)
إلقاء: هشام الشربيني.

رسالة متطفل - لأحمد عبد العاطي | إلقاء: هشام الشربيني

عن السجون: بعيد عن الشمس

عن حبسة علاء المرة دي، عن الظروف في سجون طرة وعن علاقتنا بالداخلية

معلومات أكتر عن تجريدة سجن الاستقبال بطرة اللي اتكلمت عنها في التسجيل
بيان منظمات حقوقية
https://cihrs.org/ill-treatment-and-arbitrary-measures-trigger-new-hunger-strike-at-istiqbal-tora-prison/

نشرة مدى مصر 
https://www.facebook.com/mada.masr/posts/3662471580476618

خبر عن قتل مساجين وأفراد شرطة في سبتمبر بسجن العقرب 
https://www.cairo24.com/2020/09/23/%d9%85%d9%82%d8%aa%d9%84-4-%d9%85%d8%b3%d8%a7%d8%ac%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%88%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%86-%d8%b3%d8%ac%d9%86-%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d9%88%d8%a7/

بعيد عن الشمس

رسالة لعلاء في عيد ميلاده ال39 اللي بيقضيه، زي السنين اللي فاتت، بعيد عننا في السجن

بنحبك .. فخورين بك .. وحشتنا 
كل سنة وانت طيب 
#FreeAlaa

*الصورة المرفقة من أعمال ياسين

لعلاء في عيد ميلاده <3

ابتدأت تناجيني تركتني حائراً
وأتت تناديني غمرني الهيام
فحيطان الدار أبهرتني بشروق بياضها
وقضيب سجني تبعّد للأفق
فتفتحت لها والوقت قال أني مستعجل
 فتألقت بصراحة باهتتني
 فسراحُ ذاتي تبخر
و أذّنت قضبان سجني
 فدفعتها فتدَفعت الأدمع
مكتوب مكتوب مكتوب
مكتوب على الجبين
مكتوب مكتوب مكتوب
لازم تشوفه العين
و انا مكتوبي ما مليان كان بالأيدين
فطرقت الباب بعد ماحلّمتني
  عندما كلّمتني 
و سألت قلبي الأليم المتلاشي
 قد وهبت لها كل ما أملكُ شيئا تافهاً 
عندها وتفاهة الأشياء في القلع
مكتوب .. مكتوب .. مكتوب 
 على الجبين 
 و انا مكتوبي ما مليان كان بالأيدين 
فتبصّرت بعيداً والصباح راجع يشرق
 وتأملت كثيرا وفاتحت ظلام الليالي
 ياظلام هل أنت عالمُ؟
يا ظلام هل أنت داري؟  
فأجابني الظلام قال أسأل الغد
مكتوب
مكتوب
مكتوب على الجبين
و انا مكتوبي ما مليان كان بالأيدين

MEKTOUB MAKTOUB

MAKTOUB       مكتوب_ رضا ديكي

تخطيط لسهرة  - شعر أمين حداد -إلقاء سامية چاهين

قراءة لعدد من فصول الكتاب الجميل "حرز مكمكم" القراءو والكتابة داخل السجن (دار صفصافة ٢٠١٩). للكاتب أحمد ناجي، بصوت فادي عوض.

فصول من كتاب "حرز مكمكم" أحمد ناجي

وان روحت أنا ناسي ما تنسانيش هي

ليالي الأنس

إنچي