لو كنت وفرت البكا اللي نزفته فـ غيابك
لو كنت وفرت الألم من طَرق إيدي علي بابك
لو كنت وفرت الوقت اللي ضاع فـ عتابك
لو كنت وفرت الأمل و بدأت اجتنابك
لو كنت وفرت حيرتي و فهمت أسبابك
لو كنت شفت الحقيقة والقصد و المعني 
لو كنت أخمدت الحريقة و الشهد واللعنة 
لو كنت ألاقي طريقة للزُهد فـِ وداعنا 
لو كنت وافقت المشيئة و الوعد وطِباعنا 
مش كان زماني بكتب عن أي شئ تاني 
عن شئ مهم علي الأقل.. أو فيه أمل منه
أو حتي شئ سطحي.. مفيش أذي منه
عن قول حكيم وعبقري.. أو فعل إنساني
مش كان زماني بجري فـ اتجاه راحتي مش فـ اتجاه أحزاني:"؟؟؟

مش بعرف احكي، تسمع مزيكا:"؟

كلمات الشاعر الراحل حسين حمزة
غناء السوبرانو ديما أورشو
بيانو: غزوان زركلي

أنا من همّ الحصادين
من المعول من حد المنجل
من بيدر عاصر تاريخ القمح وبعدو بيعطي غلال
من العنقود العم تحضن حباته سلال
من الكرم الواقف ناطور ومتل المارد
واقف شاهد نسر 
و جنحه مغطي الشمس
مفيي زهور الوادي بفيّو وزندو واعد..

أنا من هون - ديما أورشو

رسالة من ضمن مراسلات جوركي تشيخوف الرسالة الحالية في مطلع كانون الثاني 1900
الموسيقى للروسي
Sergei Vassilievitch Rachmaninov
Piano Concerto No. 3


من رسائل مكسيم جوركي لأنطون تشيخوف

لا تُعطِنا يا حُبُّ فيضَك كُلّه
واترك لنا هذي القلوب المُتعبة
إيّاكَ أن تُصغي إلى الشعراءِ
إن مدحوا نِصالكَ في القصيد
أنت تعرفُ مثلنا، أنّ القصائد كاذبة
لا تشحذي يا شمسُ أسلحةَ الحواس
بعدَ هُنيهةٍ ستودّعينَ دموعنا
"أنا غائبة"

لا تُعطِنا يا حُبُّ شيئاً من صفاتك
بردَ الأصابعِ في ليالي آب
حمّى الشفاهِ بثلج كانون الطويل
بسمةً حمقاء ترسمها الوجوه وحيدةً
إن مسّها طيفُ الحبيب
حيرةً لا تهتدي أبدا.. وكأنها إبليس
"أحتاجُ صلصالاً لأسجُدَ
كيفَ أسجدُ للترابِ"
خلوةً في الحقل كي نرعى المساء
ونقطّع البتلاتِ أجوبةً.. بالنفي والإيجاب كالأطفال
كلنا أطفالُ يا شيخَ المشاعر
لا تعطنا شيئاً سألتكَ بالإله
لماذا أرسلتَ الإشارةَ ريشةً من تِبر
ووكزتَ قلبي بالعصا
قُلتَ: انتظر
لا بدّ أن يصلَ البعيد
لا تعدني يا شقيّ بأي شيء
دعني هكذا نبعاً سخيا ليس يدري بعد مترٍ من شفاهه، ماذا يُفعلُ بالمياه؟
وتعالَ إن خارت قواك
معتذراً إليّ وهارباً من ثلجِ أشجار الشتاء
ادخل هنا، فالبيتُ بيتُك
مكانك الكرسي قرب المدفأة
أتحتسي القهوة؟
أم تفضّلُ -يا عجوز- زنجبيلاً بالعسل؟
تعالَ شحّاذاً فقيراً
مثلنا.. وانظر إلينا هكذا
فقراء إلا من دموع في الصلاة
وجوهنا حنطيّةٌ وأكفّنا خشنت من فرط ما قبضت على عنق الحياة "نريدُ رغيفنا اليوميّ، ههنا والآن"
قلوبنا بيضاء رغم ذنوبنا
تعالَ شحّاذا فقيرا
إياكَ أن تأتي فتيّا أو أميرا
لا تليقُ بيوتنا بوسامتك
لا تليق قلوبنا بطهارتك
عمرنا شجرٌ تكسّر في السنين
وأنت براعمٌ لم تدرِ صورتها
أنتَ يوسفنا الجميل المشتهى
ونحنُ أنقاض الأصابع في الصحون
قطعتنا نظرات العيون
أنت يوسفنا الأسير
ونحن جدران السجون، ووحشة الجُبّ الفقير
حين مرّوا مسافرين
واستبدلوا بالماء وجهك يا أمير..

لا تأتنا يا حُبّ فوق الخيل فوق الليل
منتعلا قلوب العاشقين
تغرينا وتغوي ما تبقى من جنون في خفايا الملح في جسدٍ مسجّى فوق أوجاع النهار
تعال محتاجا شريدا
ضمّنا وبلا دماء
أحبّنا وبلا قُبل
واعطف علينا هكذا وكأننا أخوان قد رضعا سويا
لا تغرس عيونك في عيون وجوهنا
لا تفتّش يا شقيّ.. عمّا يعذّب قلبنا
وغضّ طرفكَ إن شممتَ روائح الريحان في قلب المحب
لا تعطه رأياً
لا تعظه ولا تره
دعه ههنا يبكي كنبع الماء
يعطي العذْبَ لا يدري بأن البحر
حتف النهر..

لا تعطنا يا حبّ فيضك أو صفاتك
واترك لنا هذي القلوب التائبة
لا تشحذي يا شمسُ أسلحة الحواس
حتى وإن كان المناخ ملائما للرقص
وحين تخرج من ضيافتنا
إذا جاء الربيع
لوّح لنا
لوّح لنا
لوّح لنا
ولا تصدّق كفّنا في الريح
ونحن نصرخُ لن تعودَ ولن نعود
ربّما هي كاذبة..

سائر ودود

لا تولد قبيحاً - رجاء عليش 1

محيي فراج