حملتُكَ يا فُراتـــــــيَ بينَ جنبينِ

و نزعُ الرّوحِ يرنو فوقَ جسرينِ

و ديري من وتينِ القلبِ أرويها و أحضُنها إذا نامتْ بجفنينِ

أقصُّ لها رؤى العُشّاقِ من شغفي

و أشكو الوجدَ من أنّاتِ ليلينِ

كأنّي في سماءِ الحُزنِ زوبعةٌ

تدورُ بمهجتي قهراً بعصفينِ

فأمضي مُشرعاً قلبي إلى نهري فيغمرني و يشطرني لنصفينِ

و يسكبني بكأسِ الصبِّ خمـــرتهُ

و يرشفني و آهاتي كنجمينِ

و بدرُ الليلِ رُقــراقاً يُسـامرني

على نبضاتِ شرياني بعـزفينِ

فمثلي لم تزلْ تخبو حكاياهُ

لى وجعٍ دنا شبراً , فشبرينِ

و سرّي عَزَّ في الأسحارِ مهربهُ

إذا أبقــاهُ عشقٌ بينَ يوحينِ

و أصحابٌ تلاشوا فـي مناكبهـأ و مشرقهم تمرّغَ بين غربينِ

فمنْ يقفو بهـــذا العشقِ ترتيلي

ومـا شعري و روحي ثانيَ اثنينِ

ألا يــا نهرُ غنّي لي مـــواويلاً

على جمرٍ تسعّرَ بينَ شطّينِ

وخلِّ (الزّلَّ) يحنو فوقَ ناصيتي

وهاتِ الماءَ يعبقني بروجينِ

لعلّي إذ صفوتُ بذكرِ حبّهمُ

منَ الأعماقِ أمـلأني بفيضينِ

فلا يُشفي غليلَ جوايّ إلّا همْ

بمــــا يحملهُ ولهانٌ بعينينِ

فخبّرهم عنِ الأحلامِ ازرعها

بجرفٍ في الحشا داعٍ بكفّينِ

وأسرارٍ غَفَتْ بالحورِ ناظرةً

إلى بوحٍ لطيفٍ قابَ قوسينِ

فلا جُرّعتَ في فَقْدِ الهــوى كأساً

لعمركَ لم تزلْ حَيْناً على حَيْنِ

تُناديني قوافي الشّعرِ نازفةً

فأُمطــرها برجفِ البعدِ نظمينِ

فلو عانقتَ في مسراكَ نجـواهمْ

ألا يا نهرُ فلتفضحْ لظى البينِ


صُنِعَ بِكُلِ حُّبٍ ..

مزج | دير الزور 🤎

الصوتيات المستعملة أُخذت من :

-وثائقي الأسير وليد دقة (منارات من الداخل)
-بودكاست في الظل مع سناء سلامة 
-ندوة لزوجة الأسير الشهيد سناء سلامة على قناة عرب ٤٨
-مقابلة للأسير الشهيد وليد دقة مع قناة الراية
-رسائل من الأسير لولو رأفت 
-سناء سلامة في مهرجان أطفال النطف المحررة عام ٢٠٢١ تسجيل قناة Jmedia 
-مقابلة تلفزيون فلسطين مع سناء سلامة يوم ولادة ميلاد وليد دقة

وليد دقّة | ما أكبر الفكرة

فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية
El-Funoun Palestinian Popular Dance Troupe
Zajel - زاجل

عالدوم - Woman's Dance

فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية-دلعونا

قصيدة غزّة 

هي من هُنا..
من دمعنا
عاديةٌ كبلادنا؛
وليسَ يُشبهها أحدْ.. 

نامتْ على شفةِ المياه
ونامَ هاشمُ في اسمها حتى الأبدْ.. 

السّورُ جرّفَ خصرها الشرقيّ
من جهةِ الحنين
وكبَّلَ العنقَ الصغيرةَ بالزّرَدْ.. 

والبحرُ طوّقَ خصرها الغربيّ من جهة الغياب
وغلّقَ الأبوابَ في وجهِ الرحيل
مدَّ موجاً للنبيّةِ كي يقُدَّ قميصها
أهدادها رغبتهُ.. ردّتهُ ريبتها
حيرى.. كأيّ مدينةٍ جلست أمام البحر
تُريدُ زُرقتهُ.. وتخافُ غُربتهُ..
تختارُ دمعتها
أصغتْ كعاشقةٍ لما تتلو الرياحُ عن البعيد
واكتفتْ من زُرقةِ البحرِ الكبيرِ
بما تُخلّفهُ المياهُ من الزبدْ.. 

عاديّةٌ كبلادنا؛
وليسَ يُشبهها أحدْ.. 

عاديّةٌ كبلادنا؛
لكنَّ فيها على الدوامْ
ما يُميّزها
فلهجتها؛ زواجُ الشامْ
من أرض الكنانة
لكلّ مفردةٍ بلادٌ قد أتتْ منها
وألف حقلٍ ضائعٍ في نغمةِ اللهجات 

"من لخّصَ الشامَ الكبيرةَ كُلّها في جملةٍ بيضاء
تغفو في كلامِ الناسِ موّالاً عن التعب الطويل
وتحرسُ دمعةَ البُسطاء؟
من أرشدَ النيلَ العظيمَ إلى العبارةِ
كي يمدَّ يديهِ ماءً أسمراً في نبرةِ الأسماء؟" 

"حائرٌ
أنا حائرٌ.. في زحمةِ الأصوات"
-يقول العاشقُ الشاميُّ للسمراء-
"تحدّثي كي أُرشدَ الكلمات نحو سهولها الأولى
كغِزلانٍ شردنَ من الأغاني ولم يَعُدْن
فتجمّعتْ أصواتُهنّ هنا حنيناً للبلدْ..
وتحدّثي كي أَنسُبَ اللهجاتِ أكثرَ
كي أُعيدَ إلى القُرى أسماءها" 

أكُلّما رتّلتُ قُرآناً عن الإسراء
أو أسدلتُ قافيةً على الذكرى
ذابَ دمعيَ في المدى!؟
أوكلّما ناديتُ باسمكِ كاملاً
-أعلى من الأسماء-
لم يُردّدْهُ الصدى؟
ماذا جنيت؟
ماذا جنيتُ لكي أحبّكِ مرّتين
وتضيعَ أشواقي سُدى؟
فتحدّثي
أو قولي اسميَ مرّةً زرقاء في عمري الرديء
كي ينبتَ الحنّونُ من كتفيّ
وينامَ قلبي في الندى.. 

عندما غنيّتِ للضوء المسافر في الغروب
أملاً يلوّحُ بالغياب على اتساع البحر
تضمّخ الدربُ القصيرُ بوردةِ العشّاق
مدّوا الأصابع والخواتم 

وعندما غنيتِ للفردوسِ من خلف الحصار
وعددتِ أسماء القرى ووزنتِ غلّاتِ المواسم
تجمّع البلدُ المبعثر في المراثي والمآتم 

وأنا رأيت
رأيتكِ في طريق الحلمِ
أغنيةً عن البحر الكبير
يمتدّ غرباً ما استطاع
ويزورُ غزّة بالرياحِ وبالدموع
ويُقبّلُ القدمينِ منكِ إن خطوتِ على الرمال
أأنتِ غزةُ إن أرادت أن تكونَ إلهةً سمراء؟
خصرها وهمٌ وكفّاها سهول؟
أأنتِ غزةُ إن أحسّت بالأنوثةِ فجأةً
فارتدت وجه المدينة؟ ثمّ قامت من شوارعها نبيّة؟
اسمها مطرٌ ونهداها حقول؟
هل أنتِ إمرأةٌ وعاشقةٌ سكبتِ سُلافَ وردكِ للمُحبّ المشتهى؟
أم أنّ فصلاً ما من التلمود أشهرَ سيفه 
وأصاب عائلةً بلا أسماء في درب النجاة إلى البعيد؟
أأنتِ مدينةٌ منذورةٌ للحرب مُذ وُلدتْ يغالبها الزوالُ على اسمها؟
أم أنكِ الأُمّ الرؤوم للملائكة الصغار
-يودّعون الأرض فور هبوطهم من جرحكِ الخصب الكريم- وتنسى دوماً أنت تموت؟
من أنتِ قولي
من أيّ أغنيةٍ لجأتِ إلى فؤادي
من أيّ حلم..
من أيّ حقلٍ في المدى
نبتت أصابعكِ النديّة في يديّ؟
من أيّ وردٍ في البعيد سكبتِ قلبكِ في دمي
وجنيتِ قُبلتنا الوحيدة في المنام؟

رأيتُ حزنكِ في ضبابِ الحلم 
وشممتُ كفّكِ فوقَ لون البرتقال
من علّم الكفّ الصغيرة أن تنام مع البيادرِ ليلةً من حُبّ،
كي تنجبَ الشجرَ الكريم من العدم؟
تيناً ورمّاناً وزيت
من لقنَ البنتَ الصغيرة حلمها؟
أمّا وأطفالاً وبيت
ومن ذا الذي؟
من ذا الذي سرقَ السكينة؟
من أنبت الأزهار فوقكِ إذ غفوتِ كالغزالةِ تحت أنقاض المدينة؟ 

رأيتكِ في طريق الحلمِ
أغنيةً عن البحر الكبير
يمتدّ غرباً ما استطاع
ويزورُ غزّة بالرياحِ وبالدموع 

كيفَ صارَ البحرُ إمرأة العزيز
تمنّى -منذُ أن كنتِ- العناق المستحيل
فتكسّرت رغباته من قبل أن يصل القميص
وكيفَ أصبحتِ النبيَّ بلا رؤى؟
هل رأيتِ في المنامِ كواكباً سجدتْ لوجهك؟
هل قصصتِ ما رأيتِ للذئاب؟
وهل قضيتِ العمرَ في بئر الحصار؟
لأنّ من باعوكِ -بالثمنِ الرخيص- إخوةٌ من لحمِ روحك؟
وعندما جئتِ بأصدق ما تلونه السماء من الدماء
ورفعتِها في وجه من أصغوا إلى الأصداء في الجُبِّ القريب
ما صدقوا أبداً جراحكِ:
"لن نكون فريسةَ الكذبِ الملوّن مرّتين
سنصدّق الذئب البريء
ونكذّب الشهداء
وعيونُ يعقوب الحكيم
لن تُكحّل بالبياض
فلستِ يوسُفَنا الجميل
إذ لا كواكب في منامك
ولا كتاب على شفاهكِ،
كي نصدّق موتك العلنيّ في وضحِ النهار" 

ما صدّقوا أبداً دماءك
ألقَوكِ في جبٍّ صغير
رفعوا الجدار على الجدار
واستداروا نحو إسرائيل كي تخلو لهم 

وحده البحرُ الكبير
صار إمرأة العزيز
إذ رآكِ يوسفاً باعوه بالثمن الرخيص
وراح يحلم بالعناق المستحيل
فتكسّرت رغباته الزرقاء
من قبل أن يصل القميص..

سائر ودود

قصيدة غزّة

لحن يزفّ أعراس المطر، يجمد الزمن في ذكرى بين ثنايا فجرٍ وارف، يصوغ لغة من لونه تصف الأماني والأحلام، حيث "لسنا نحتاج للزينة، يكفي أن نرتدي أنفسنا في خفتها"، خفّة صيّرت قاماتنا أشجارًا وأطيارا، نطلّ مثل معنىً ليس يحتاج الكلام.

أشجار وأطيار نرتديها

جيتارتان
تتبادلان موشحاً
وتقطعان
بحرير يأسهما
رخام غيابنا
عن بابنا,
وترقصان السنديان

جيتارتان ...

أبدية زرقاء تحملنا,
وتسقط غيمتان
في البحر قربك,
ثم تصعد موجتان
فوق السلالم, تلحسان خطاك
فوق, وتضرمان
ملح الشواطئ في دمي
وتهاجران
إلى غيوم الأرجوان!

جيتارتان ...

الماء يبكي, والحصى, والزعفران
والريح تبكي:
"لم يعد غدنا لنا ..."
والظل يبكي خلف هستيريا حصانٍ
مسه وتر، وضاق به المدى
بين المدى والهاوية,
فاختار قوس العنفوان

جيتارتان ...

أغنية بيضاء للسمراء,
ينكسر الزمان
ليمر هودجها على جيشين:
مصري, وحثي
ويرتفع الدخان
دخان زينتها الملون
فوق أنقاض المكان...

جيتارتان ...

لا شيء يأخذ منك أندلس الزمان
ولا سمرقند الزمان
إلا خطى النهوند
تلك غزالة سبقت جنازتها
وطارت في مهب الأقحوان
يا حب! يا مرضى المريض
كفى, كفى!
لا تنس قبرك مرة أخرى
على فرسي،
ستذبحنا هنا جيتارتين

جيتارتين ...
جيتارتين ...

جِيتَارَتَان | محمود درويش

Bab'Aziz - Woman In A Mosque - Ya Allah

“هو خليت الدنيا من المعلمين تيدوروا الناس عابن مخيم يدخلوه دورهم؟ احنا طاعون، احنا حشرة، احنا وسخة!”.
“الدنيا كلها برات المخيم. العالم كله تآمر علينا ورمانا للخيمة، عشان هيك صار كله حقنا. اللي ملوش بيت، كل البيوت حقه. اللي ملوش حق كل الدنيا حقه. بدل ما تقعد تحت عمود خيمتك اخلعه واطلع فيه. خود حقك فيه بالمنيحة والعاطلة، تقليش بصير وبصيرش، إذا إسرائيل قامت، كل شي بصير!”

احنا طاعون، احنا حشرة، احنا وسخة- من التغريبة الفلسطينية

ÒãÜÇäí

Ketro Al Tabalin - كتروا الطبالين

اني اخترتك يا وطني حبا" وطواعية 
اني اخترتك يا وطني سرا"وعلانية 
اني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني 
ما دمت ستذكرني 
يا وطني الرائع يا وطني 
يا وطني الرائع يا وطني 
دائم الخضرة يا قلبي وان بان بعيني الأسى 
دائم الثورة يا قلبي وان صارت صباحاتي مسا 
دائم الخضرة يا قلبي وان بان بعيني الأسى 
دائم الثورة يا قلبي وان صارت صباحاتي مسا 
جئت في زمن الجزر جئت في عز التعب 
رشاش عنف وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب ..
اني اخترتك يا وطني حبا" وطواعية 
اني اخترتك يا وطني سرا"وعلانية 
اني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني 
ما دمت ستذكرني 
يا وطني الرائع يا وطني 
يا وطني الرائع يا وطني 
وان بان بعيني الأسى 
وان صارت صباحاتي مسا 
دائم الخضرة يا قلبي وان بان بعيني الأسى 
دائم الثورة يا قلبي وان صارت صباحاتي مسا 
جئت في زمن الجزر جئت في عز التعب 
رشاش عنف وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب وغضب ..

اني اخترتك يا وطني - حمزه نمره

Nomad lyricist and techologist. Very obsessed with reviving classic poetry and using music as a time machine where distant epochs intertwine.

جِيتَارَتَان | محمود درويش

RaiNaWi