من حق الجميع أن يقبل الحياة من فمها الجميل

واُقبلكِ فأطمئن،، واُقبلكِ واخاف، واُقبلكِ ولا أشعر بشيء

من حقِّ السائقِ أن يَلُمَّ الأجرةَ
‎ومن حقِّ البستانيِّ أن يقتلعَ النجيلَةَ من حديقتِهِ
‎من حقِّ الناسِ أن يأكلوا، ويضحكوا، ويقبِّلوا حبيباتِهِم، ويتَمَشَّوْا في الشارعِ، ويعودوا لبيوتِهِم، ويناموا في أَسِرَّتِهِم، قبلَ أن يسحَبَهم منها كلابُ الليلِ ذوُو الجواكتِ السوداءِ
‎من حقِّ الحيواناتِ أن تفزَعَ، والشجرِ أن يحترقَ، والبنادقِ أن تصدأَ
‎ومن حقِّ السوسِ أن يأكلَ ضِرسَيْنِ على الأقلِّ من كُلِّ فمٍ حتى لا يصابَ بالبطالةِ
‎ومن حقِّكِ أن تخافِي دكاتِرَةَ الأسنانِ
‎ومن حقِّهِم أن يعبثوا بفمِكِ الجميلِ
‎ومن حقِّ المسكناتِ أن تَهْرَأَ معدتي
‎ومن حقِّي أن أقبّلَكِ وأضحَكَ، وأقبّلَكِ وأبكِيَ، وأقبّلَك وأنامَ، وأقبّلكِ وأشربَ الويسكي، وأقبّلَكِ وأكتبَ الشعرَ، وأقبّلَكِ وألعنَ الشعرَ، وأقبّلَكِ وأقتبسَ من فيليب روث، وأقبّلَكِ وأقتبسَ نفسي، وأقبّلَكِ وأفقأَ عيونَ الحرسِ، وأقبّلَكِ بعينينِ مفقوءَتَيْنِ، وأقبّلَك فأطمئِنُّ، وأقبّلَكِ فأخافُ، وأقبّلَك ولا أشعرُ بشيءٍ
‎من حقِّ السائقِ والبستانيِّ والنجيلةِ المقلوعةِ والناسِ والحَبيباتِ والشوارعِ والبيوتِ والأسرّةِ والحيواناتِ والأشجارِ والبنادقِ والسوسِ والأضراسِ ودكاترةِ الأسنانِ والمسكناتِ وجدارِ المعدةِ أن يقبِّلوا الحياةَ من فمِها الجميلِ قبلَ أن يَخِيطَهُ كلابُ الليلِ، كلابُ الليلِ ذَوُو الجواكتِ السوداءِ

ملصقات خلف البارتندر - أحمد سلامة الرشيدي

أوشن فونغ - على الأرض نحن عظماء لبرهة On Earth We're Briefly Gorgeous: Ocean Vuong
ترجمة وصوت أحمد قطليش

ماما.. عزيزيتي،

دعيني أبدأ مرةً أخرى

أكتب لك لأن الوقت متأخر، لأن الساعة الآن  9:52 مساءً من يوم الثلاثاء ولا بد أنك الآن تمشين إلى المنزل بعد إنهاء ورديتك.
أنا لست معك لأنني في الحرب، هذه إحدى الطرق للقول أننا في فبراير ما يعني رغبة الرئيس في ترحيل أصدقائي.. ليس من السهل تفسير ذلك.

أحاول للمرة الأولى منذ وقت طويل أن أؤمن بالجنة، أن أؤمن بمكان يجمعنا، كلنا بعد أن ينهدم كل شيء.

يقال أن كل ندفة ثلج هي واحدة لا تشبه سواها، لكن الثلج الذي يغمرنا جميعًا في العاصفة واحد. أخبرني صديق في النروج عن رسامٍ خرج في العاصفة يبحث درجة يريدها من اللون الأخضر. لكنه لم يعد.

 أنا أكتب لك لا لأنني من رحل، ولكن لأنني الذي سيعود بيدين فارغتين.

 لقد سألتني ذات مرة عما يعنيه أن أكون كاتبًا. إليك لماذا

 سبعة من أصدقائي ماتوا.  أربعة من الجرعات الزائدة.  خمسة، إذا عددت كزافييه الذي قلب سيارته النسيان بجرعة سيئة من الفنتانيل

 لم أعد أحتفل بعيد ميلادي… خدي معي الطريق الطويل إلى البيت..
يقولون أنه لا شيء يدوم للأبد، إنه خوفهم أن تدوم الأشياء حتى بعد أن ينتهي حبهم لها.
ألا تزالين هنا؟ هل تمشي؟
يقولون .. يقولون أن لا شيء يدوم للأبد، وأنا أكتب لك بصوت كائنات مهددة بالانقراض.

في الحقيقة أنا خائفٌ من أن يتمكنوا منا، قبل أن يتمكنوا من فهنا.

أوشن فونغ - على الأرض نحن عظماء لبرهة On Earth We're Briefly Gorgeous: Ocean Vuong

- صوت أحمد قطليش - 
- كافكا على الشاطئ - هاروكي موراكامي.
القدر أحياناً كعاصفة رملية صغيرة لا تنفك تغير اتجاهاتها. و أنت تغير اتجاهاتك، لكنها تلاحقك. تراوغها مرة بعد أخرى، لكنها تتكيف و تتبعك. تلعب معها هكذا مراراً، كرقصة مشؤومة مع الموت في الفجر.
لماذا؟ لأن هذه العاصفة ليست شيئاً يهب فجأة من بعيد، ليست شيئاً لا يمت لك بصلة، إنها أنت. إنها شيء ما في داخلك. و كل ما عليك فعله هو ان تستسلم لها. أدخل إليها مباشرة. أغمض عينيك، و سد أذنيك حتى لا تتسلل الرمال إليهما، و سر في العاصفة، خطوة بعد خطوة. ليس من شمس هناك، و لا قمر، و لا اتجاهات، و لا إحساس بالزمن. فقط دوامة من الرمال البيضاء الناعمة تصعد إلى السماء كعظام مطحونة، هذه هي العاصفة التي عليك أن تتخيلها.
......
و عليك أن تنجو من وسط تلك العاصفة الباطشة الميتافيزيقية الرمزية، بغض النظر عن مدى ميتافيزيقيتها أو رمزيتها. الخطأ ممنوع: ستقطع العاصفة اللحم كآلاف الأنصال. و سينزف الناس هناك، و ستنزف أنت أيضاً، ستنزفون جميعاً دماً أحمر حاراً. و ستتلقف أنت هذا الدم بيديك، دمك، و دم الآخرين.
و لحظة انتهاء العاصفة، لن تتذكر كيف نجوت منها، لن تتذكر كيف تدبرت أمرك لتنجو، و لن تدرك هل انتهت العاصفة أم لا. ستكون متيقناً من أمر واحد فقط: حين تخرج من العاصفة، لن تكون الشخص نفسه الذي دخلها، و لهذا السبب وحده، كانت العاصفة.


من كافكا على الشاطئ - هاروكي موراكامي

- صوت أحمد قطليش - 
جزء من سيبيريا وهي مونولوج مسرحية للكاتب النمساوي فيليكس ميتيرير

Felix Mitterer سيبيريا - مونولوج مسرحي - فيليكس ميتيرير

رياض الصالح الحسين _ عيد للقبلة .. أعياد للقتل

اعتادَ الناسُ القول بإنني أملكُ يدًا جميلة، في الحقيقةِ قالوها كثيرًا، حتى صدقتهم. وذات مرّةٍ سألتُ أبي، المصوِّر: "أتصلح يدي للدعاية والفن؟"

قال: مستحيل.

نسيتُ السببَ الذي ساقَه لي، لكنني استأتُ بشدة.

ثم كان هناك كثيرٌ من الدمى لأحملها
كثير من الفروضِ المدرسيةِ لأنجزها
كثير من الفتيان لألوح لهم
وسنواتٌ كثيرة لأكبر.

كانت لنا لعبتنا الخاصة، أبي وأنا، لعبة عن "الأيدي المتشابكة"..  كنا نظهرُ وأيدينا متشابكة في كل مكان، وفي كل مرةٍ يقوم أحدنا بتلاوة رقم كبير على الآخرين، مدعين أننا نعدُ المرات التي نمسك فيها بيد بعضنا البعض، لذلك فهذه هي المرة رقم ثمانية ملايين وألفين وسبعمائةِ وثلاثةٍ وأربعين.

الأيدي تتعلم أكثر مما تستطيع العقول
تتعلمُ كيف تقبِض على أيادي الآخرين
كيف تمسك بالقلم وتكتب أشعارًا
كيف تعزف على البيانو، وتقذف بكرة السلة
كيف  تتحكم في مقود الدراجة
كيف تسند العجائز وتهدهد الصغار.

أحبُ الأيدي مثلما أحب الناس؛ إنها الخرائط والبوصلات التي  نشُق بها طريقَنا في الحياة، البعض يقرأ الكف ليكشف المستقبل، أنا أقرأه لأخبرك بالماضي.

كل ندبةٍ قصة تستحق أن تروى
كل إصبعٍ متشنج
كل قبضة متصدعة
لكمةٌ ضائعة.. أو سنوات نصر.

رأيت أيادي شرقِ أوسطية تجتمع في كفوفٍ شرقِ أوسطية تقرع بعضها البعض مثل طبول حرب، كل بلدٍ يعتقد أن كفوفه محاربون والآخرين أعداء. حتى لو أن الكفوفَ مجردُ أيادٍ. فلا علاقة للسياسة بهذا، لا علاقة للأيدي بالسياسة، هذه قصيدة عن الحب، والأصابع.. الأصابع المتداخلة مثل أكورديون بشري جميل.

مرّة، أمسكت يدَ أبي بقوة حتى تداخلت أصابعنا، لكنه بدّل وضعهما سريعًا وقال: كلا، مسكةٌ كتلك لأمكِ.

الأطفال يضربون الكفوف، لكن الكبار، يتعلمون المصافحة، أنت بحاجةٍ إلى تعلم المصافحة الرصينة، لا تضمَ الكفَ بقوة، ولا تُفلتها سريعًا، لكن لا تبقيها طويلًا. ليس للأيدي علاقة بالسياسة، متى أصبح الأمر معقدًا، كنت دومًا أحسبه بسيطًا.

ذات يومٍ، تأمل أبي يدي، كأنما يراها للمرةِ الأولى، وبضحكة يخفيها وراء عينيه، بأقصى جدِّيةٍ يمكن أن يدَّعيها رجلٌ مرح مِثلُه، قال: أتعرفين، تملكين يدًا لطفية، كانت تصلح للدعاية والفن! وقبل أن تبتلعني الضحكة، هززت رأسي، وأمسكت يده للمرة الثامنةِ مليون وألفين وسبعمائةِ وأربعةٍ وخمسين.

أيْدي - سارا كاي _ترجمة ضي رحمي

فرانتز كافكا - رسالة ثالثة إلى ميلينا

نص بعنوان انتظار لـ لانج لييف
ترجمة ضي رحمي
الموسيقى والمقطع من مسلسل: قلم حمرة
الأغنية: شايف البحر بصوت عبير نعمة
.
"أحاول التفكير في كلمة قريبة من حب
فلا أجد سوى اسمك
أحاول تخيل ما قد أقوله
لو تقاطعت مساراتنا من جديد
إلا أني أواصل رسم الفراغ.
نسيت كيف هو شعور الشمس
على جلدي
دون القلق من أنها قد تؤذيني
توقفت عن الإلقاء بنفسي من أعلى الجروف
وذراعي مفرودتان في الهواء
في انتظار انتعاشة الماء بالأسفل.
كل يوم
أنظر في المرآة
فيتضح لي أكثر وأكثر
دمية بوجه أمي تنظر لي،
كل يوم
أزن الماضي في مقابل الحاضر
فيتملكني التفكير فيما كان يمكن
أن يكون.
أبحث عن صورة لك وأتساءل
متى سأفقد الأمل؟
أحدق في الساعة، بعقاربها البطيئة المنتظمة،
فزعة من يومٍ أعرف فيه
أنه قد فات الآوان."

مزيج : تسجيل نص انتظار لانج لييف ترجمة ضي رحمة / أغنية شايف البحر فيروز / حوار مسلسل قلم حمرة

" يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..

في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :

استرحت منك !

لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع

أن ترحم الشّجر !

لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا

لا تقطع الجذوع

فربّما يأتي الربيع" 

تسجيل كامل لرائعة أمل دنقل كلمات سبارتاكوس الأخيرة 

كلمات سبارتاكوس الأخيرة - أمل دنقل

روح | محمود درويش

صوت أحمد قطليش
هنريك نوردبراندت

ترجمها عن الدينماركية الدكتور: زهير شليبه

لا تفتح حقيبتك!
فقد تُضطر بدون وعي لبعثرة محتوياتها
لدرجة أنها تغريك لترى شكلا
مثل الحروف في كلمة : وطن.
حيث هناك شيء ما مفقود في التناظر
قد ترغب في جلب زريعة
تسقيها و تبدأ التعلق بها.

لا تفتح حقيبتك!
فيمكن أن تندلع الحرب. أو ما هو أسوء:
يمكن أن توهم نفسك بأنك عشقت
و كأية عاقبة لا يمكن تجنبها
تنتقل إلى شارع له اسم
فالشوارع ليست كما هي الآن مجرد شوارع
بل حركة المحكومين بالإعدام.

لا تفتح حقيبتك! فإنه من الأفضل
أن ترتدي ثوبا مدعوكاً
من ثوب كان معلقا في شرفة
مطلة على بعض الجزر الضبابية
و قد كوته يد حنونة،
أن تشمَّ رائحة النفتالين أفضل من وردة الخزام
يمكن أن تعتقد أنها وردة.

لا تفتح حقيبتك! أتركها مركونةً
إلى جانب الحائط في غرفة عارية
حيث هناك مصباح كهربائي
لا تدع نفسك و لو للحظة واحدة تشك في
مَنْ أنت و أين تقيم على هذه الكرة الأرضية
لا تفتح الحقيبة! و لا للحظة
قبل أن تعرف أنك يمكن أن تتخلى عنها تماما.

وإلا فدعها مركونة.

المصدر جهة الشعر

ملصقات خلف البارتندر - أحمد سلامة الرشيدي

Reem Gamal Aldeen

Recent comments

سينب

سالم الشاذلي

alia samra

islam ramadan

Related tracks