

يُحكى أن الشيخ ذكريا، مُلحِّن السِّت ورفيق أغنياتها وثالثها مع بيرم، حين توفى ابنه أصابه الحزن الشديد حتى أنه لم يُذرِف على فراق ولده دمعة واحدة حتى زارته أم كلثوم في بيته وهالها حالته وخشيت عليه من شدة الحزن فقررت أن تواسيه بما تملك، أرسلت لبيرم التونسي، نديم الشيخ ذكريا، ولم يكن بيرم يعرف ما حدث فحضر على الفور من الأسكندرية إلى بيت الشيخ ذكريا بالقاهرة بعد مرور أربعة أيام على ما حدث. لكن الشيخ ذكريا هوَ هوَ لم يزل صامتًا لشاردًا لا يبكي لدرجة أنه لم يشعر بحضور بيرم ولم يرد عليه، فاتفق بيرم مع السِّت على مواساة رفيقهما بالشعر وصوت السِّت، ويُكمل هو باللحن فيكتمل العزاء.. تلى عليه "الأوله في الغرام" إلى أن وصل لمقطع "حطّيت على القلب إيدي" وأسهبت السِّت في النداء على العين لتجود بالدموع " وأقول يا عيني.. اسعفيني يا عين، وبالدمع. جودي" فوصلت المواساة من القلبِ لقلب الشيخ ذكريا وجادت عينيه بالدموع وهدأت نفسه ومسك بعوده ليرد العزاء على طريقته لحنًا هادئًا كدموعه وبيرم يبكي معه، ويلحِّن معه، حتى اكتمل الموال بصوت السِّت على مقام الحجاز. 

الأوله في الغرام 
كلمات: بيرم التونسي 
ألحان: الشيخ ذكريا
مسرح النادي الأهلي 
12-11-1950 


السِّت - حطّيت على القلب إيدي

Serag