في اليوم الثلاثين من الحرب الجارية على بلدي التي استكثرها الكونُ علينا، أحببتُ أن أُنزِل هذا التسجيل، و ثلّةٌ منّا نحنُ، أبناء الحياة، أبناءُ غزّة الثكلى، نُطرِبكم بأصواتنا الرّديئة كحياتنا، و ضحكاتنا التي ستنطفئ قريبًا، بعد بضع أيام على أكثر تقدير، نحن لسنا أرقام، نحنُ نملؤ الصّدى، نحنُ نحن لا أحدَ غيرُنا.
تذكّرونا هكذا، صلّوا لأجلِنا، تعرّفوا على الأنين الضاحك فينا.
تذّكّروا أنّنا أحببنا البلاد كما لم يحبْ البلاد أحد.
_ شادِن

جلسة مكتبة | الثلاثاء| ٢١. شباط. ٢٠٢٣

أحلامنا تتبدد كألوانِ الغروب
والأمل يتلاشى، ونبقى نجرح أنفسنا بأمانة الأوهام.

أما أنا، فسأهمس للظل: لو 
كان تاريخ هذا المكان أقل زحاماً 
لكانت مدائحنا للتضاريس في 
شجر الحور.. أكثر !
خسائرنا: من شهيدين حتى ثمانية 
كل يوم، 
وعشرة جرحى
وعشرون بيتاً 
وخمسون زيتونة، 
بالإضافة للخلل البنيوي الذي
سيصيب القصيدة والمسرحية وللوحة الناقصة
نخزن أحزاننا في الجرار، لئلا 
يراها الجنود فيحتفلوا بالحصار... 
نخزنها لمواسم أخرى، 
لذكرى، 
لشيء يفاجئنا في الطريق. 
فحين تصير الحياة طبيعية
سوف نحزن كالآخرين لأشياء شخصية
خبأتها عناوين كبرى، 
فلم ننتبه لنزيف الجروح الصغيرة فينا. 
غداً حين يشفى المكان 
نحس بأعراضه الجانبية
في الطريق المضاء بقنديل منفى 
أرى خيمة في مهب الجهات: 
الجنوب عصي على الريح، 
والشرق غرب تصوّف، 
والغرب هدنة قتلى يسكّون نقد السلام. 
فليس بجغرافيا أو جهة
إنه مجمع الآلهة!
يقول لها: انتظريني على حافة الهاوية 
تقول : تعال.. تعال! أنا الهاوية

التائهون مع الموسيقى؛ هم الذين يعرفون الطريق

"أمشي على خِنجرٍ و أغنِّي" 

هيفاء🌿
الحمدلله على الموسيقى.

جلسة مكتبة | الثلاثاء| ٢١. شباط. ٢٠٢٣

shaden