بصوت حسام ابراهيم .. من ديوان مفيشاليا 
 و ديوان سجن اس اربعة و  ديوان بشيكل فول وبنص طعمية و قصائد اخرى

حسام ابراهيم

و مصر القاسية ماسابتنيش أغنّيلها ..
و سابت طينها للقارح شفط نيلها ..
و نزلت في الكُتب تهميش ..
و نزلت في المسارح قَصْف ..
و عز ما ببقى متقطّع و بنزف نزْف ..
بشوف ضحكتها يدوبكشي ..
بحنّلها .. 
وأكمّل عزف .. 
وأغنيلها في كلام معسول ..

أدوس ع الـ (لا) .. تدوس ع (الصول) ..

ابص بعين على مناضل بيصرخ ( لا ) ..
و عين ع الصول ..

أشوف الدم في الطرقات ..
أقول : أخوات .. يا حول الله ..

و هي تعَنصَر الأموات ..

شهيد عادي 
وشهيد عسّول .. 
..

#حسام_ابراهيم

و هي تعنصر الأموات - حسام ابراهيم

قصيدة تقرير الوفاة من ديزان " سجن أسّ أربعة " للشاعر حسام إبراهيم
https://www.facebook.com/hosamibrahimm

إلقاء وهندسة صوتية : منّه كُردي
https://www.facebook.com/mennakordii

مكتوب في تقرير الوفاة الآتي :-

جسم الضحية سليم مافيهش خدوش ..
و مفيش آثار للضرب و التعذيب ..
سم الفيران في الدرج مأخدهوش ..
و مفيش سلاح للقتل في الدواليب ..

ساكن لوحده .. الناس مابتروحلوش ..
و مفيش صحاب بتزوره لما يغيب ..

كان عنده عَجَلة معوضاه أهله ..
و بيمشي دايما بيها جنب الحيط ..
في الجري حتى بيجري على مهله ..
و يخاف أوي م الزحمة والتخبيط ..
و ساعات يخاف عربية تندهله ..

أتفه من إنه يبقى له عداوات ..
أو حد صاحب مصلحة في قتله ..
أتفه من إنه يبقى له صداقات ..
أو سيرته تيجي و حد يشتاقله ..
مالهوش آثار أقدام ولا بصمات ..
مايحبش الأحلام ولا البطولات ..
ولا له مقولة هتبقى تاريخية ..
عاش الحياة بالظبط كما هيه ..
ماعملش ويا الخلق أي وعود ..

علشان كدا لما عملها و مات ..
لا لقينا عنده جروح ولا كدمات ..
كان جسمه سالم مية في المية ..
و كأنه لسه من مفيش مولود ..

قولنا ساعتها دي سكتة قلبية ..
و فتحنا 
لقينا قلبه مش موجود ..

تقرير الوفاة - حسام إبراهيم - منه كردي

هنموت لو المحلول ماجابش حُلُول ..
ونموت كتير .. جوّة التابوت برضُه ..
في الشارع المقفول مشيت بالطول ..
كان ممكن أهرب .. لو مشيت عرضُه ..
هنموت في طبق الفول و في المعمول ..
ونعيش لو المسئول .. رَمَى هَرْدُه ..
إيه ينصر المسلول على المفتول ؟
غير صرخة الجمهور .. على أرضُه ..

..

هنموت صغار
بالشنطة و الملزمة ..
ونموت كبار
بالشرطة و المأذنة ..

..

ونشيل حمار
ع اليافطة ونفرعنُه ..
ونقول تاريخ
ماحصلش ونعنعنُه ..

..

هنموت عُراه
بالطيارات في السما ..
و نموت رُعَاه
على أرض متلغمة ..
ونموت فِدَاه
وهتحكم المحكمة ..

..

هنموت بنعبد في الحديد و اللهب ..
هنموت في طلخا و المعادي و دهب ..
لو طَلْق عادي أو رصاص من دهب ..

هنموت يدوب في مناورة أو فِـ مناوشة ..
من قبل حتى
ما تبدأ الملحمة ..
ماحناش شعوب في الموت بتعمل دوشة ..
فـ إيدينا طوب
وجثثنا متفحمة ..

.....

هنموت و يفضل فيّا شيء لله ..
و يوماتي بحلم بالكابوس إياه :--

..

و كأني راكب فوق حُمار أحمر ..
ماشي في سيرُه و كلنا مَعصوب ..
لاحمر حُماري ؟ وللا انا أحمر ؟
ماعرفش .. لكن كلنا مَغصوب ..
أخضر طريقي .. فجأة صار أحمر ..
شيلت الحُمار و مشينا بالمقلوب ..
غاب النهار .. بان السحاب أحمر ..
بلمح لقيت فوق في السما مكتوب :-

اصحى !

صحيت ..
كان المكان أحمر ..

خُفت وجريت
شُفت العزا منصوب ..

بلمح لقيت واد م الهلال لاحمر ..
واقف يقول :-

اسم الشهيد مشطوب ..

..

#حسام_ابراهيم

حمار أحمر - حسام إبراهيم

من المصري 
إلى السوري اللّي جاي لاجيء :-

هتتفاجيء !
هنا كل البشر لاجئين .. 
ماعادش في مصر مصريين ..
رجعنا لعهدنا السابق
بنتسابق
عشان نعرف دي دولة مين .. !
..

أنا السابق 
يا عم اللاحق المسكين ..
بتهرب من سلاح كيميائي ! رايح فين ؟
هربت من الحجارة الطوب
و جيت لحجارة من سچّيل ..

هناك الدكتاتور فارد 
دراعه 
بيقتل الصامد ..

هنا فيه دكتاتور فارض
صداعُه 
بيقتل الصامت ..

هناك قتَلك و أكلك نَي ..
هنا فتَنك و أكلك حَي ..

هربت من السلاح الحي 
و جيت للقتل ع البارد .. 
..

شوارد يا صديقي في أرضنا .. شوارد ..
موارد في مصانع أثرياء الكون ..

ضحايا لأنبياء جايين 
و في إيديهم رسالة من الإله البلطجي المجنون ..
" يقول شَمعون لأجعص حرب ( كُن فيكون ) " ..

ديون يا صديقي مركونة.. و حق الجيرة ع الجيرة ... 
عشان (شيكَل) يكون فارس .. 
لازم له حصان من الليرة .. 
و سِرج من الجينيه المصري ..

يا صاحبي .. العصر مش عصرك ولا عصري ..
و مصر .. لا عمرها مصرك ولا مصري .. 
يجوز في المعصرة عصرك 
يجوز عصري ..
و كوز المنطقة العربية للّي يعوز ..

بيشرب حارس الهيكل في نخب الفوز ..
ويشرب حارس الكعبة يصير أراجوز .. 
ويشرب صاحب اللعبة و يضرب بوز ..
و يضرب حارس الكعبة يقوله : كمان ..

حقوق إنسان ..
نظام للقتل بالمجان ..

بيقتل معظم الشجعان و أعظمهم 
و يعطي وسام لمقابرهم و لعظامهم ..
و بيغير مسار القصة في السيما ..

يا ساكن في الخيام و الصحرا .. خُد خيمة .. 
و مية و نور 
و ورقة و حبر .. 
و أرض جديدة قايسينها اليهود بالشبر ..

و إياك يسجنوا رؤياك ..
و إياك يسكنوا ويّاك ..
و إياك يعزموا بكونياك ..
و إياك تخدعك سحنة .. 
و إياك السكوت و الصبر ..

ساعات الصبر ع المحنة 
بيحفر لانتصارك قبر ..
يا كاظم غيظك المكبوت .. ماينفعش اللجوء و الكظم ..
يا عازم جارك الهلفوت على لحمك .. بلاش العضم .. 
و سيب في الجتة شيء متعان ..

و بكرة لقريتك ترجع .. و تشرب (متّة) في الجولان ..
و تاكل في حَلَب (ملفوف) .. 
و بكرة تشوف ..
هيفضل في اليهود الخوف ..
مادام فينا اللي خاف ع العرض ..

هترجع للوطن حتماً لأن الأرض ..
بتعرف زرعها دايماً و بتشدُّه ..

و مهما ينافق السفاح و يزرع ورد ..
بتحفر قبرها دايماً و بتشدُّه ..

شِيكَل / Shekel - حسام ابراهيم

هتبص ع العصفور ..
هيغيّروا الدستور ..
و يحللوا المحظور ..
و يركّبوك حنطور ..
و يسفّروك بالزمن ..

هتثور و مهما تثور ..
فيه ألف إمبراطور ..
مستنيين في طابور ..
و هيركبوك بالدور ..
و يدفّعوك التمن ..

لا تؤتمن على شيء ..
وطنك غريق يا غريق ..
فيه الجريء بيتوه ..

و أنت في حريق يا رقيق ..
واقف تقول : إتفوو ..

فين الصديق ؟
قتلوه ..
فين الطريق ؟
قفلوه ..
فين البريء ؟
شنقوه ..
فين الجريء ؟
في الحيط ..

كان عندي ريق ..
فـ جريت ..
حسيت بضيق ..
تفّيت ..
فين الهتاف ؟
كتموه ..
جرّبت أخاف ..
سبّيت
للدكتاتور و أبوه ..

مالقيتش ريق ..
تفيت ..
أخدوا التفاف
بلعوه ..

ظابط و قاللي : ألووه
عاوزك عشان تحقيق ..

رديت عليه :-
طب ليه !
عدّي النوبادي يا بيه ..
و أنا هبقى ساقية و طور ..
..

ويّاك يا إمبراطور ..
أوعاك تكون قلقان ..
واقفين جميعنا طابور ..
و خصوصا الغلبان ..
بنبص ع العصفور ..
و نمُص للسجّان ..
..

#حسام_ابراهيم

بص ع العصفور - حسام ابراهيم

كان وقوفنا هناك تعاطف ..
ويّا شيخنا المدعو : عاطف ..
اللّي كان طول عمره قاطف روحه لينا و للغلابة ..

واللّي من أسبوع و حبّة ..
قال حاجات مش مستحبّة ..
سَب قول ميت ألف سَبّة .. للتنابل و الديابة ..

و الحكومة الواكلة شاربة
من صحون الشقيانين ..
..

وف يدوب ساعتين مافيش ..
شيخنا عاطف كان مِكَلبش
وف طريقه للشاويش ..

وأما شوفنا ساعتها شكلُه
خوفنا نرمش ...
بس كُله .. كان حزين ..
..

كنا مش عارفين نحدد شيخنا عاطف راح عشانه سَب مين !
قولنا :
يمكن راح عشانه سب مثلا للحكومة ؟
وللا يمكن راح عشانه سب دين ؟

وبصراحة الفكرتين في الوقت ده مالهمش لازمة ..

سِب دين يا فلان براحتك .. مش هتعمل أي أزمة ..
بس تيجي للحكومة واوعى حتى تقول (يا جزمة) ..
..

و الشعار ده أنا كنت رافعُه ..
في الميدان ساعة التعاطف ..
لما وقف الناس يدافعوا ..
عن جميع مَن كانوا (عاطف) ..

صوتي كان فرحان و عالي
وكنت خاطف
كل نظر الناس عليّا ..

ناس تقول كذاب وعيل رأسمالي
خش بينّا بالتصادف ..
ناس تقول صاحب قضية ..

و في حقيقة الأمر أصلا
كنت جاي علشان (هنية)
بت حلوة و ثورجية م البنات اللي انت فاهم !

بس رغم الطيش ده كله ..
كنت واعي و كنت فاهم ..
كنت واقف حيط و سد ..

و أما شوفت الناس بتهتف ..
الهزار أصبح بجد ..
..

فين هنية ؟
مش لاقيها ..

شُوفت حبّة بلطجية هناك بعيد ماسكين إيديها ..
اتعافيت وجريت عليهم ..
وصلوني للكمين ..
كانوا خمسة .. ولاد أبالسة ..و سفاحين ..
اصطادوني
و روّقوني بعلقة أسود م السواد ..

فين هنية ؟ هنية فين !
شوفت بنت الوسخة نايمة في حضن واحد م المُسَاد ..
..

الظلام في عينيا ساد ..
و اتلاقيتني لوحدي راجع للمظاهرة ووشي وارم ..
ناس تقول : جبتلنا قهرة ..
ناس تقوللي : عليك عفارم ..

والجميع عمّال يعيد و يزيد في قهري ..
ماشي بينهم
إيد في عيني و إيد في ضهري ..
..

فجأة بلمح من بعيد
شوفت نقل كبيرة جايّة وشايلة فوق صندوقها ( بيض ) ..

هَب راجل منها فجأة و قال : مفاجأة !
عَرض ساري يدوب ساعات ..
بيض جميل و لذيذ و طازة .. سعره سعر التسعينات ..

و الجميع في الوقت ذاتُه
كان مطلع قرشيناتُه
وراح لعنده و قاله : هات ..

كلّه شال البيض بتاعه و دوغري عاد للحشد تاني ..
والحشود مالهاش وجود .. لو في وسط الناس أناني ..

وف ثواني ..
كان حمولة النقل خلصت ثم غادرت م المكان ..
وف دقايق
كان خلاص الأمن حاصر كل مخرج في الميدان ..
..

كان فريق الأمن واقف مستعد و كله طاقة ..
والجريء وسطينا خايف حد يلمح فيه جراءة ..

والبراءة اللي في عيون الدفعة (صُبحي) .. لا تئول للشوم في إيدُه ..
واحنا لما الجوع غلبنا .. كل واحد فينا خاف من كَسْر بيضُه ..

شومة شومة عدّيناها
و الجعان وسطينا نَخ وقال : بلاها ..
المظاهرة تروح و تيجي ..
بس جوعنا إن راح و قرر يجي تاني عشان يبيد ..
في الحالادي نبقى نرجع للميدان
لأجل نطلب بيض جديد ..
..

و ف مفيش
الكل فلسع م المظاهرة
وانتهيت قدام مصيري ..
جيت أبص يمين شمال ..
التقيت الكل ميري ..

والتقيتني لسه حاسس بالتعاطف ..
ويّا شيخنا المدعو / عاطف ..
اللي كان طول عمره قاطف روحه لينا و للغلابة ..
..
فجأة جاني الدفعة (صبحي) وقال : يا جاني
قوم يا بابا !

امشي قبل ما أقول عليك
إن إنت مؤمن بالأماني .. و ثَوري مُخلص ..

قلت : أبداً ..
مش هتعتع من مكاني ..
و الحشود هتجيلكوا تاني
بكرة لما البيض هيخلص ..

البيض هيخلص  / حسام ابراهيم

الله !!!
جميل الإنفجار والنار يا (جارحي) ..
تفتكره فين بالظبط
غزة ؟ وللا سينا ؟

- بالله بلاش الإنبهار بالعار يا (مالحي)
وبلاش نركّز في الحدود
والطينة طينة ..
..

النووي كارثة !
بس لُه ألوان فرايحي ..
سفّاح ولابس لِبْس چوكر .. كُله زينة ..

البدوي خارج م الشَّمال بـ سيجار و بَدلة ..
والبيه الخواجة هناك بيبني مطار و مينا ..

العلْم نور
والعَلمجية ولاد لاذينة ..

تصميم مدينة
لازم له ألف وكام معادلة ..
ومعادلة واحدة في درس فيزيا .. تبيد مدينة ..
..
الله !!!
جميل الإنفجار والنار يا (جارحي) ..
تفتكره فين بالظبط
غزة ؟ وللا سينا ؟

- الضرب جاي ! هنموت !
هنجري منين يا (مالحي) ؟
عَمّال تقول الضّرب فين ..
والضّرب فينا ..

الله ! جميل الانفجار  - حسام ابراهيم

للشعب تماً ..
سينا / دِلتا / صعيد :--

الثورة في المصنع
في الاستثمار ..

وفـ كل حتة بتغصب الأحرار

تختار
يا مَد الإيد .. يا قطع الإيد..

وف كل لمبة الناس تشوفها بعيد..
فتروح تلاقي النور بيحدف نار ..

وف كل صف طويل من العماويد
في نهايته سور
وحديد
وباب مسدود ..

( يا قَرِيب .. يا بكرة .. يا أوكرة المفقود )

..

رديت :
يا يوسف .. بكرة لسه بعيد..
مكتوب علينا نعيش حياتنا عبيد..
بالليل ننام و نقول هنصحى نبيد..
والصبح (سبعة) نكون على الباركود..

راضيين بنفس المشهد المرفوض ..

مالناش وجود
فـ ازاي هنعطي وعود ..
و نعشم العمّال في بكرة الجَي ..

الناس دي أبسط م الكفاح الحي ..

مش قد تدبيسة (نموت و نعيش) ..
مالهومش في الوقفات والاحتجاجات ..

وان وقفوا يبقى يا اما فرن العيش ..
أو يوم خميس على مكتب المعاشات ..
أو حمامات في كتيبة جوة الجيش ..
أو هجرة بحري لعالم الخوجات ..
..

الناس دي أجدع ناس في جَلد الذات ..
و ف حضرة الجلاد بتخزى تبُص ..
وآهات صريخهم .. أوطى م العلامات ..
وآهات سكاتهم .. ضِعف ضِعف الحِس ..

..

الناس دي عايشة .. بس عايشة وبس ..

موجودة في النَص اللي مش متشاف ..
وف خطبة الجمعة اللي مش أوقاف ..
وقضايا في الأرشيف وفي الإدراج ..
وف سجن مش تأبيد ومش افراج ..
وف فكرة خايفة تقيد من الكرباج ..
و بتجري م الترغيب على التهديد ..
..

للشعب تماً ..
سينا / دِلتا / صعيد ..

الثورة بكرة ..

بس بكرة بعيد ..

الى عمال استثمار بورسعيد - حسام ابراهيم

شايف يناير جايّة .. مش في يناير ..
نفس اللي فات بالظبط .. مش بالظبط ..
كانت تلات ..
جايز هتيجي السبت ..
شايلة في إيديها مكسرات و سجاير ..

هتصالح الثاير على المنطوي ..

نفس الرسايل باينة مِلْو العين ..
مكتوبة بالأحمرعلى الماشيين ..
والمرة دي أحمر مزنهر أوي ..

تفاح يناير ع الشجر مِستوي ..
واقف بينده ع القدر والقَطْف ..

خليكوا دايما بين واوات العطف ..
ماتدخّلوش ولا ( أو ) وسطيكم ..

الحق طفل عبيط وسهل الخطف ..
إحموه .. عشان يكبر و يحميكم ..

الموت محيط بيكم
في كل مكان ..

في القهوة
في المصنع
وفي الدكان

في الجامعة
في الملعب
وفي الجامع ..

وفي حلقة البرنامج اللامع ..

خلونا ننزل تاني زي زمان ..
مابقيتش شايف م النزول مانع ..

والنار في كل زُقاق في حتّتنا ..

في مكان يدوب سيبناه ..
و وِجهتنا ..

الماضي ياما شفطنا .. يا مضارع ..

وماسابش لينا لا زادنا ولا قوتنا ..
وسايبنا بين مَصيرين .. و بنصارع ..

ومادام أكيد هنموت .. وفي بيوتنا ..

طب يجرى إيه
لو موتنا
في الشارع ؟

لو موتنا في الشارع - حسام ابراهيم

احنا في الملعب يا عم حسين ..
و انت قاعد فين !
على القهوة ؟

انت تدفع
من جنيه لخمسين ..

واحنا في الميادين
مفيش مأوى ..

أنت قولَك (أح أو كحة)
من سخونة الشاي
و م الشيشة ..

واحنا قولْنا (الأح والأحّا)
لما شوفنا الجاي
من العيشة ..

سهل جدا تصدر الأحكام ..
وانت نايم باصص
ع الشاشة

كنّا فيها سُلام و كله تمام ..
كنا كل اتنين
في قماشة ..

احنا في الملعب يا عم حسين ..
وانت جنب الهانم و الباشا ..

جاي تقوللي نروح و نمشي منين
انت مين علشان تطلّع صوت !

عمرك انت لعبت في الميادين ..
جاي تقول دلوقتي باصي وشوط ..

تعرف إيه عن قسوة الشلّوط ..
و انت نازل جَرْي من ع الجبل ..

لما يبقى الرعب ضِعف الموت ..
واما يبقى العقل إبن الهَبَل ..

لما تلقى الناس بتعبد هُبَل ..
تهدم الأصنام .. وتعبد ناس ..

مِيت إله ومفيش إله للطُبَل ..
بس لو كان فيه ..هيبقى مداس ..

تعرف إيه عن سحبة الترباس
و انت جوة الحجز فـ النُقطة ؟؟

كان علينا الدم رِجل و راس ..
كان عليك الدم كام نقطة ؟

كنت بكتب تاري في الكرّاس ..
و انت كنت بتكتب النُقطة ..

كل واحد فينا له .. مغزى ..
كل حالب فينا له .. مِعزة ..
كل جامد فينا له .. نغزة ..
قد تكون في القلب
أو في العين ..
أو في صابع إيدك الشاهد ..
و فـ بنات أفكارك المُلعب ..

احنا في الملعب يا عم حسين ..
كورة وبتتشاط مابين فريقين ..

من سنين بنحارب و نجاهد ..

وانت قاعد عندك
وبتلعب

احنا في الملعب يا عم حسين - حسام ابراهيم

وطن مربوط في أصحابُه .. كُبار وعيال ..
شَماله جنوب ..
جنوبه شَمال ..

وحال المال صبح مايل ..
فـ مال الحال ..
و زوّد سطوة المتشال
على الشايل ..

و حوّد خطوة الأفيال الجاية م الحبشة ..
من الدلتا ..
لأحضان الحاخام / دانيال ..

..

وأصحاب الفقيد عطوة .. ولا ثاروا ولا زاموا ..
وسابوا التار ينَخْوَر لحمُه و عظامُه ..

ونسيوا مشهد المطوة ..

وتوجيه الحاخام راسها لحزام عطوة ..
عشان يرجع يدوب خطوة ..
لكن مارجِعش ..

وماستناش
عشان يسمع
قرار صادر بإعدامُه ..

و راح شادد وراه النعش و المدفع ..
و راح للمطوة بحزامُه ..

..

في إيدك يا قتيل اليوم .. فِتِيل القنبلة بكرة ..
في إيدك مَسقط الفكرة ..
في إيدك بس ..

من العايشين ماتستناش ..
آخرهم دمعتين وقماش ..

لو اسمك (عطوة) هظبُط بَك قوافي النص ..
لو اسمك يكْسر التفعيل ..
ماتلزمناش ..

ماهيغطيش جراح المحشوشين الوِسْط .. حبة شاش ..

..

وقفت في مَجْمع البحرين
وقفت استني يجي النيل
وقفت كتير
وبرضه ماجاش ..

وخَش الملح ع الفرعين
و ع الوادي ..
وخَش في جتة الثايرين ..
و ف الراضي ..
وخَش الحجز ع المساجين
و ع القاضي ..

وخَش على الأراضي الطين .. فأصبح طين على الفاضي ..

ورغم ده برضه ماتحسّش بفرق كبير ..
كأن الملح متأصّل من الماضي ..

..

يبشبش طوبتك الغضبانة يااا عطوة ..
ويرحم قمح فدّانك و فدّاني ..

مازال دانيال مثبّتنا ومَعَاه مطوة ..
يغُز مكان عشان يجرح مكان تاني ..

موصّل سماعات الميديا في وداني ..
ونازل زَن :-

يا خايفين من آدان مالطة ..
بلاش تتمادوا في الغلطة ..
وسيبوا المية ترجع تاني للطينة ..

خَضَار الوادي والدلتا .. مقابل رملة من سينا ..

..

يبشبش طوبتك الغضبانة يااا عطوة ..
ويرحم قلبك المِتربي ع الهيبة ..

عَبَدنا الطينة لما قعدنا ع الشَلْتة
قعدنا شوية ع المكتب
عَبَدنا العيبة ..

سِباخَك تحتُه .. أجساد العيال الفَلتة ..
سِباخَك فوقُه .. ماركات العيال الخيبة ..

وأرضك واقفة عريانةّ الشجر والطين ..
بتلبس في التاريخ فساتين .. وبتخطُّه ..
وقاطعة (السِنتيان) نُصين .. وبتحُطُّه
على دماغ الحاخام ، ( كِيبَاه ) ..

..

#بشيكل_فول_وبنص_طعمية

كِيباه - حسام إبراهيم

ربنا اللي في كايرو .. رب كريم ..
موسى علّا عمايرُه .. جعلُه كليم ..

موسى غير موسى اللي في الأقاليم ..

موسى في الأقاليم مالوهش عصايا ..
كفُّه أخشن من كِلِيمة وِصاية ..
قلبه أبيض من بياض خَسّاية ..
..

كِلمتُه القسّاية .. مابتمشيش ..
قَسوتُه النسّاية .. مابتأذيش ..

زي صورة العيلة جوّة الجيش ..
صورة ماتدفيش
ومابتحضُنش ..

موسى .. كمّل موسى .. ماتفرعَنش ..
مات مِفَلس .. مش لأنه ماعانش ..

عان كتير والله .. جوّه الروس ..
عان كلام بيضاهي أي فلوس ..

مات وساب من بعده ( سِت ) وَصَايا :--
...

الوصية الأولى كانت :- بوس !

بوس إيديك م الوش قبل الضّهر ..
وش إيدك أشقى من ضَهرها ..

بوس دماغ الفكرة فجر وضُهر ..
دوس على التماثيل بفيل أبرهة ..

بوس شفايف مصر طول الدهر ..
حضن مصر الأبقى .. مش قبرها ..

مَهرها ؟
عُمرك .. ماتبخلبوش ..
مُهرها ؟
جامح .. ماتركبهوش ..

روّض امبارح .. وماتراودوش ..
إلا لو راودك عن الدنيا ..
..

في الوصية التانية قال :- ثانية ..

في انتصارك .. ثانيتَك بـ (سنين)...
في الهزيمة .. الثانية بـ (الفيمتو) ..
ثانية وانتو بتجروا في الميادين
لا تساوي الثانية لو نمتوا ..

كل فكرة وليها أب حكيم ..
أقتلوه .. ثم أوئدوا بنتُه ..
..

في الوصية التالتة قال : خَلطة ..

خلَطة
م اللي مابيطيقوش شَلتة ..
واللي غلطوا وكرّروا الغلطة ..
واللي لسه بيدّنوا ف مالطا ..

أمسكولهم ألف مِيت بَلَطة ..
واطردوهم طرد م القلعة ..
دول جياع مالهومش في الشبعة ..
..

في الوصية الرابعة قال : سَبعة ..

سَبعة مابيِهدُوش .. و بيْهِدُّوا ..

الفضول / والجرأة / والجدعنة
والطموح / والحِلم / والعَنعَنة
والنصيحة الجاية من جِدّو ..
..

في الوصية الخامسة قال : هنسَى ..

هنسى دايما في الوصية حاجات ..
الكمال في الشيء ماهوش ميزة ..
فيه في حياتكم أهرامات / علامات ..
مش ضروري نشوفها في الجيزة ..

زي عمّك موسى في الأقاليم ..
قد يكون فعلا ماكانش كليم ..
بس كان إنسان فترة وجيزة ..

لما أموت أوعاكم تبكوني
واختمولي الباسبور والفيزا ..

وأذكروني في أتعس الأوقات ..
وف قعادكم وانتو بتتسايروا ..
..

والوصية السادسة قالها ومات :-

إحذروا من موسى اللي في كايرو ..
..
..
#بشيكل_فول_وبنص_طعمية

موسى اللي ف كايرو - حسام ابراهيم

قصيدة عرفان هيصة - حسام ابراهيم - بصوت أحمد سعد

في الحرب
قالولنا القادة إننا هنفوز
من قبل ما رُبع سلاحنا يبوظ
ونعوز لإعانة ..

هنفوز علشان ( الله موجود ومعانا ) ..

هنفوز من قبل ما نلبس أي بيادة
وقبل ما حتى ندوس
على رمل الساحة ..

وقالولنا كمان اننا لو موتنا فداء لبيوتنا هيبقى الموت بالراحة ..

وقالولنا إن احنا وحوش وأسود ..
مش أي جنود ..
ومعانا بارود ..
مش أي بارود ..
وجثثنا ماهيطولهاش الدود

علشان الجندي في سِلو بلدنا إن مات .. بيصير جناحات .. ويقوم ويطير ..

القادة قالولنا بإن الحرب يومين بالظبط وتدّي نذير ..
فيدوبك نلحق من دلوقتْ نفوز ع الوقتْ ..
وندهن شَحْم على الجنازير ..
..
وابتدِت الحرب ....
صورايخ م الشرق
وغصن زتون وحمام م الغرب ..

وطيور أبابيبل من عند الرب بتمحي الظالم في المظلوم ..
وف وسط الضرب
لمحت بعيني من الأعداء خنزير بيحوم ..

قنّصت عليه .. وعملت الزووم على نُص عينيه .. وضحكت عليه .. وقتلتُه ..

كات أول مرة أشوف بعينيا الشخص اللي أنا أصبحت ساعتها عليه .. ومازلتُه ..

كات أول مرة أشوف الشر بتاعي في صوتهُ وشكلُه وتوبُه ..
واكتشف ان انا في صباعي شراسة تهِد البيت وتفتفِت طوبُه ..

كات أول مرة أشوف السائد .. وامشي عليه من غير ما انتظر العائد ..
كات أول مرة أموّت شخص
وإخْص على اللي يموّت شخص بإذن القائد ..

كات أول مرة
لذلك رُحت عليه .. فتِّشت جيوبُه ..
من وسط حاجاتُه لقيتني بطلّع ورقة قديمة بقالها سنين مِتعانة ..

مكتوبة برعشة إيد إنسان بِيعاني الفَقْد و عَانا ..
..

ولقيت مكتوب ...... :-

لـ حبيبتي راشيل ..
أنا آسف جداً إني مقصر جداً جداً في المراسيل ..
وماتتضايقيش
وطلاما وعدتك إني هعيش .. والله هعيش ..
ادعيلنا كتير علشان ربنا بيحب دُعاكُم قبل دُعانا ..
وسيبي لي على الترابيظة يوماتي مكان محجوز
وماتستنّيش لو كُنتي جعانة ..
وأخيراً بس عشان الحلوة بتاعتي تفُك البوز ..

امبارح هتف القادة
وقالوا :-
إننا هنفوز ..
من قبل ما رُبع سلاحنا يبوظ ..
ونعوز لإعانة ..
هنفوز علشان ( الله موجود ومعانا ) ..

..
#بشيكل_فول_وبنص_طعمية

وثائقي عن الناجي الوحيد - حسام ابراهيم

مسكين يا عبدالله - حسام ابراهيم

الصبح
هتخرج من بوابة السجن ..
هتلقى طريق ..
وهتجري طليق وحداني وصعب تلاقي فريق ..
والناس هتشوفك قاتل ..
مش هتشوفك ثاير ..
وينادوا عليك بفلان المجرم .. وينسُّولك نأْبَـك ..

في البر التاني
هتلمح لازم نصبِة كُشك سجاير ..
وده مش بياع جوّاه على فكرة
ده صول بيراقبك ..

بيشوفك وقت عبور السِكة هتعمل إيه ..
..
استعبط خالص
واوعى عينيك تلمحها عينيه ..

واقتحم السِكة بدون ما تبص شمال ويمين
وكأنك زومبي غشيم
في السابق .. مات
مش فارقة معاه دلوقتي يدوسُه كاوتش العربيات .. أو يبقى سليم ..
..

إنما لو شافك وانت حريص في عبور السِكة ..

يبقى انت الوقتي في نظرُه بتحمي الروح ..
والسُوط السَكّة ان كان على ضهرك دَق جروح .. هتروح باللمس ..

يبقى انت الوقتي بتطوي الأمْس ..
وأمَلَك بُكرة تشوف الشمْس
وتكنس كنْس سِباخ السجن بلاطة ، بلاطة ..
وتبيع الكوتشي الباتا ..
تجيب شوكلاتة ..
وتحلّي لسان كل المساجين .. مجروح ، مجروح ..

فحذاري يا صاحبي يشمّوا في جسمك وانت مروّح أي طموح ..

وحذاري يشمّوا النار والتار والعركة ..

والله ان شمًّوا
هترجع تاني ف ظرف ثواني
تعاني معايا هناك على نفس الدِكة ..

وماتستبعِدش بتاع الكُشك ساعتها عشان يتلكك ليك
هيبلغ فيك
ويقول :
المجرم دفع المِيه الجامدة
وخبّى الفكة ..
..

#بشيكل_فول_وبنص_طعمية

شاوشانك / The Shawshank - حسام ابراهيم

الفاتْحة ع الراحل 
وال 114 سورة ع اللي هيكمّلوا .. 
( وقُل اعْمَلوا ) 
ع الرأسماليين والفطاحل .. 
( وقُل جاء الحق وزهق الباطل ) 
ع الغلابة
المحرومين م السَكَن .. 
ع العمالة 
المدفونين في المَكَن .. 
ع اللي وسط الحرب قالوا لبعضهم :- 
أياً يكن .. أياً يكن .. 
ما أعظم الموت في الوطن ..
..

أحدّثكم جميعا من هِنا 
- عَصْر الفِتن -

عَصْر 
الآلات بتقول على الإنسان :- غبي .. 

والأرض بدأت تنفجر 
من توجيهات
السبعة مليار نبي .. 

والكُل وطني وأجنبي .. 
الكُل ماشي في سوق وبيسوق العبيد .. 
حتى العبيد .. 
..
كوكب جديد .. 
من غير جَرَس 
من غير أدان يدّن .. 
الحركة فيه للآلة .. والإنسان 
تخين جدا .. 

لن تنتظر رداً .. على الأسئلة .. 
ويكيبيديا كلبك .. 
أمْسك السلسلة .. 
شَمشٍم بقلبك .. تعرف الإجابات .. 
الدنيا .. من بعد السؤال الصعب ..
مش زي دنيانا اللي بالفلسفات .. 

الصفر جنب الصفر في العدادات ..
من تحت راس اللعب 
في الاعدادات ..


الساعة جاية .. 
وقبل منها العلامة .. 
والرب - لو موجود - يبقى صادق .. 
ماعرفش واحد مُستفيد م القيامة 
غير رأسمالي 
عندُه شركة خنادق ..
أو عندُه مصنع للغسول والكمامة ..

فيه دم ياما 
بس مش متشاف 
فيه حرب صامتة 
وموت جميل .. شفّاف .. 
فيه طلقة صعب تبان ونلمحها ..
أصغر كتير من سِن قلمي الجاف .. 
صوتْها ما بين العَطْس والكُحة .. 
تأثيرها نقطة دم في المنديل ..

الحرب دي مش حرب خامس جيل ..
مش حرب مدفع أو كلاشنكوف .. 

وكأن انا المكفوف
 بدأت أشوف .. 
أسفلتي  كان محفوف
 ضحايا وعويل ..
وكأني تحت البيت لقيت عزرائيل ..
لكنّه ماقتلنيش ..
قتلني الخوف .. 


..
وكأني مش مكسوف 
أشوف العرايا .. 
وكأني أعمى
قبل صُنع المرايا ..
وكأن حد كتب لي كل الحكاية 
لكنّه عند النهاية 
ساب لي الحروف ..

..

دلوقتي وانا ماشي في طريقي ..
من غير أمل 
من غير طموح .. 
من غير ما تلمح عيني حاجة فيها الروح في أنحاء المدينة ..
خايف .. 
زي البهيم اللي شايف 100 بهيم مدبوح ..
فيه ألف روح 
دلوقتي بتطير من فوقينا ..
ماعرفش مين فيهم فريقي .. 

فيه ألف إيد 
ماعرفش أطلّع مِنْهم الإيد الأمينة .. 
طعم الرصاص والدم مش بيسيبوا ريقي ..
ماعرفش حاجة (سآوي) ليها عشان تحوشني من الطوفان الجاي علينا ..
  

دلوقتي و ف آخر طريقي ..
فيه ألف نوح بيشاوروا ليّا وهما راكبين السفينة .. 
وانا زي كل ضحية فينا .. 
ماعرفش مين
نوح الحقيقي
..
#حسام_ابراهيم

الخوف (نوح الحقيقي) - حسام ابراهيم

هندسة صوتية : مصطفى الملواني 
..
( الجيل الخامس )
..

دلوقتي تقدر
ع الشاشات التاتش ..

ف ثانية تحضر ماتش ..
وثانية .. تحضر غيره ..

أو تبقى جوة مُدرّجات التِّتش ..
وبرضه
جوة مُدرّجات San Siro ..
..
دلوقتي
يقدر النايم على سريرُه ..
يروح السوق ..
ويتسوّق ..
يتابع تحديثات الذوق ..
ويتذوّق ..

وهوّ على السرير قاعد وطافي النور ..
يخُش على ال Play store
يحمّل تطبيقات تقدر
تحوّل صورتُه من قهوة (حسين دَعْدور)
توديها لكافييه على حافة الإنديز ..
..
دلوقتي نقدر
عن طريق تحفيز أحد ذرات مُرَكّب ما ..
ندمّر كل ما شوفناه ..
كأنه ماجاش من الأول ..

ندوس ع التاتش
ونحوّل
مدينة بقالها ست قرون ..
في ثانية تكون
مدينة ماجَتش ..
..
نجمع ذكريات الناس ونحفظها ..
بحيث لو مات محمـد صاحبك اللي ماكانش لك غيره ..
تهرّج عادي وتهزّر كأنّه ماماتش ..

وتطلب شركة الروبوتات ..
عشان يعطُوك محمـد تاني متقفّل و ع الزيرو ..
ومتوصّل بشاشة تاتش ..
..

هنا
خَط الحقيقة بيترسم بال Hatch ..
وكلب العولمة السعران مابيفرقش بين stay وبين ال catch .. في العضّة ..

وعُقْد الإنسانية اللي انت لابسه .. من اليورانيوم
مش دهب ولا فضة ..
..
هنا قفل الحقايق صدّى ..
هنا السايق
ماهوش نفسُه اللي جاب الداغ ..
هنا السايق بيتفاجئ مع الركاب بكُل مطب ..

هنا الناس اللي بتعاند إرادة الرب ..
وبتبدّل دماغ بدماغ ..
بتاع ببتاع ...
وقلب وبقلب ..
وتلعب في الجينات علشان تصنّع جندي يبقى شجاع ..
ويوفيلهم وفاء الكلب ..
..

ووسط ده كله بتقابل بمحض الصدفة يوميا بشر واحد ..
مازال بيعاند العالم وبيصارع ..

يوماتي يخُش بلكونته
ويسقي الورد والنعناع
وينزل يشتري الجورنال من البياع
ويعمل شاي تقيل مظبوط ..
ويقعد يسمَع النَشرة ..

مصدق كل شيء لكن بيفشر كل يوم فشرة ..

لمحتُه من يومين قاعد
في قهوة في آخر الشارع ..
وجنبه من الصحاب .. عَشرة ..

..

شوية وقام
وقال : انا ماشي يلا سلام ..
ولسه بيركب العجلة وبيعافر مع البدّال عشان يمشي ..

في ثانية تدوسُه عربية
وجت له ازاي
ماتفهمشي ..

دقيقة ودمُّه ساح تِمًا على الأسفلت ..
وخَد أنفاسُه
واتشاهد
وفقد الوعي ..

وشوف سبحانه له حكمة
في خَلْق الرغبة والمقدور
وخَلْق المظلمة والنور
وخَلْق السعي ..

تخيّل تمشي طول عمرك بعيد عن أي شاشة تاتش ..

ويوم ما تخشّها ..
تدخُل
خلال آيتين
وصورة ونَعْي ..

..
#حسام_ابراهيم

الجيل الخامس - حسام ابراهيم

#جديد / ( محمود بالفراولة ) 
..
من كام سنة ..
كان فيه هنا
عامِل نشيط جدا ..
شغّال على المكنة اللي في الآخر هناك ..
( محمود علي الحجاج )
زي الشيطان في السرعة والإنتاج
وأوّل ما الأدان يدّن .. 
مَلَاك ..
..

ببساطة
كان راجل خلاصة ..
ينتج في ساعة الشغل بالميت 200 مصاصة ..
وف يوم بسجّل إسمي في الكراسة
وانا واقف هناك
بختم على الباركود
بعد انتهائي من ساعات شُغلي ..
بلمح 
لقيت محمود
هناك ع الوِنش
وبيرمي نفسُه في قلب خزان الحلاوة المغلي
وبيختفي جواه
كأنه ماكانش ..
كأنه ماسابش ولا بصمة صُباع في مَكَنته ..
كأنه ماجاش
وماتنقّلش
م العفريتة .. للبالطو ..
كأنه ماقالش ليا في يوم
( يا صاحبي الشخص في المصنع مكَنتُه مكانتُه ) 
..

بخفة وذوق
رحل من بينّا ..  سِنّه بسِنّه .. واتبخّر بكل هدوء ..
بدون ما يكلف التأمين تمن مَرهم .. يداوي حروق ..
خرج منْها 
بلا تأبين .. بلا تغسيل .. بلا دفنة ..
وزي ما خشها حِفنة ..
خرج حِفنة ..
وزي ما كان كلامُه زمان بيتحفنا
وداعُه كان عفيف جداً
وشيلُه كان خفيف جداً
ماسابش علام على كتافنا ..
..
وأذكر وقتها خوفنا اللي شالنا وحَط ..
وطيّرنا أما شافنا خُفاف .. 
ويكفيك شر جن الخوف  .. إذا خضّك .. لقاك بتخاف ..
بتوجع طبطبة لاكتاف ..  في كِتفك لو شبع م الخَبط .. 
..
وأذكر في العزا حسيت 
نزول الدمعتين العُبط ..
وأذكر يومها لما بكيت .. بكيتُه ثانيتين بالظبط ..
..

وقطع اللحظة صوت وشوشني  في وداني :-
سعاتة الباشا في المكتب بيستناك ..

سمعت الجملة وكأني .. سمعت الأولى بتزيع إن بُكرة العيد ..
دخلت لقيتني بتقابل مقابلة شخص لسّه جديد ..
لقيت الباكو والترقية والتجديد 
في إيد السيد المُختص بإدارة مصانع  (بِم بِم) ..

يا نتفاهم ! يا إما هتندم !
رمالي الكلمة راس الغول ..
ورجّع ضهرُه ع الكرسي وعَدَل البدلة واتهندم
وكمّل قول :-

خليك حَمول
وامسح دموعك .. ده اللي حاصل حَصَل ..
فَرَجَك وَصَل ..
والحزن مش مناديل مبوّشها البكا ..
لو ع البكا
ياما ناس بتبكي وهيّ بتخرّط بصل ..

من بُكرة هتعود للعمل ..
الحي أبقى 
والعيال .. بالأمل .. أوْلى ..

محمود علي الحجاج في حضن المولى .. 

لم يبق من جسمُه ..  غير دمه اللي في الخزان .. 
لم يبق من إسمُـه  .. غير ( غ ) اللي في الكراسة ..

ومشي ..
لكنّه قبل ما يختفي ..
لف وضربني سؤال في مَقتل موقفي العيّان  :- 

هل تُصنع المصاصة للإنسان ؟ 
أم يُصنع الإنسان من المصاصة ؟
..

#حسام_ابراهيم 
يناير / 2020

بم بم (محمود بالفراولة) - حسام ابراهيم

(من مستشفى الصفا)
..
حيران ..
إيه اللي ينفع ليا في القمصان ..
مش يعني
كنت خلقتني أعمى ؟
ماشغلش عيني بأيها اختيارات
ألبس مقلم / سادة أو كاروهات ..
أو أي حاجة
ويبقى فضل ونعمة ..

حيران ..
أسمع أغاني ؟ ،، أسمع القرآن ؟
مش يعني
كنت خلقتني أطرش ؟
مفرش سرير/ لـ منير أو لـ مشاري ..
للنوم و أحيانا حاجات أخرى ..
أتحَط بعد الضُهر ع السفرة ..
قدام منير
فيغني مايسمّيش ..
قدام مشاري
يسمي مايغنّيش ..
مفرش بقى / والصوت مايشغلنيش ..
وكل همي
الشوربة ماتطولنيش ..

حيران ..
المية أحسن ولا قرش حشيش ؟
مش يعني
لو ماخلقتش النخاشيش ..
أو حتى مثلا عندها حساسية ..
جيوب أنفية / بتكره الدخان ..
كان الحشيش هيكون مخدّر سام ..
والمية تبقي صديقة الإنسان ..
والحيرة تصبح زينا / فانية ..

حيران ..
بينك وبين مشواري في الدنيا ..
مش يعني
كنت خلقتني جنبك ؟؟

أو بعتّني للأرض سفرية ..
زي المسافر كاره الغربة ..
لا حد عارفه ولا بيعرف حد ..
مشوار صد رد ..
من مستشفى الولادة ع التربة ..
ع السما دوغري ..

***

كل اللي فات منقول ..
مش حقيقة ..
والـ (مش حقيقة) طعمها مُغري ..
أما الحقيقة في دول ..

أنا يوم ميلادي بعت لك ..
رسالة من مستشفى الصفا ..
بتقول ..

يا رب
لو لسه بينا أي سابق معرفة ..
سيبني أتأخر هنا / كام سنة ..
أو علطول ..

مش عايز أجيلك بدري ..
عايز أحبي، أمشي، أجري ..
عايز أطول
شفايف الممرضة ..
اللي باستني على خدي ..
أو واحدة تشبه لها ..
أو بنتها لو بنتها قدي ..

وأدّيني دايما قد ما أدّي ..
مش عايز أبقى الدنيوي المادي ..
ولا عايز أبقى الزاهد الدرويش
عايز أعيش
معايا كأنها معاييش ..

وأخيرا
بلّغ الأطفال اللي لسه ماجاتش
تنتظر ماتجيش ..

هنا المكان غدار
أقنع الإنسان وأقنع الصرصار
يعيش ..

المُرسِل /
ماعرفش ..
لسه ماسمّونيش ..

..
#سجن_أس_اربعة
أبريل/٢٠١٧

من مستشفى الصفا - حسام ابراهيم / بصوت علي سليم

• شاعر عامية مصري ، مواليد 14 أبريل 1994 ، محافظة دمياط
• أنهى دراسته الجامعية في الهندسة المدنية / جامعة المنصورة عام 2019
• أصدر ديوانه الأول بعنوان "مفيشاليا" عن دار تويتة للنشر والتوزيع في يناير 2017
• أصدر ديوانه الثاني " سجن أس أربعة " في يناير 2019 والذي حصل به على جائزة أحمد فؤاد نجم في ديسمبر 2019
• أصدر ديوانه الثالث بشيكل فول وبنص طعمية في مارس 2020 ، والذي حصل به على جائزة المجلس الأعلى للثقافة 2020 (الكبرى)
• أصدر ديوانه الرابع البني أشياء عن دار تويتة للنشر والتوزيع في يونيو 2021
• قام بكتابة برنامج مش مسامح حسين الذي تم عرضه في ديسمبر 2021

حسام ابراهيم

Hossam Ibrahim ✪