"وفي البدء

أوصيك بالخاسرين

الذين يرون الخسارة فن"

في البدء | نشيد الصعاليك | محمّد عبدالباري

بهذا الهزيع النهائي يا واسع الليل خذني إلى الضيق

أنا مرهق و أجرجر خلفي البقية من ظلي المرهق

أراني و لا امس يهبط عني، أراني و لا غد بي يرتقي 

فماضي خلفي تراجع مغفرتين أمام الدم المهرق

و مستقبلي شارع مغلق قد يؤدي إلى شارع مغلق 

هنا الآن إذ يتكثف فيا دخان من الهاجس المقلق 

و إذ يتفشى المكرر في الفذ و المتصحر في المورق

أمر على رائعٍ منكِ يا لمرور العيون على الرونق

مصيريةٌ أنتِ كالموت و هو يشد العميق إلى الأعمق

و شفافة أنت كالفرق بين المضيء من النار و المحرق

مبكرةٌ كالندى، حرةٌ كامتداد السماوات في الأزرق 

و غامضة كنوايا الهواء، و بيضاء مثل ذنوب التقي 

طليعيةٌ كالقصيدة، شاردةٌ كالشراع على الزورق

و نادرةٌ كطمأنينةٍ على حافة الخطر المحدق

فهل يا شقية ثَمَّ مدى فيكِ يكفي ليحضن مني الشقي

تعالي إلى أحمر عابرٍ كم تعبنا من الأحمر المطلق

لنا أن نمر خفافا علينا، مرور الفراشة بالزنبق

و في بعضنا أن ننام، كما قد تنام الحقيبة في الفندق

تشف الغريزة في الحب، مرحى لمُنْحَدرٍ شف في مرتقي

دعي عنك قلبي، قلبي من يوم ما اكتظ بالرمل لم يخفق

خذي جسدي لأقاصي الظلام الشهي و من فوقه أشرقي 

خذيني إليكِ إلى جسدٍ يتمرد كالشوق في الشيق

إلى جسد يتجبر لكن يواسي، يورّط لكن يقي 

إلى جسد كاندلاع حليب نقيٍ خلال زجاج نقي

أنا الآن يذهب لوني من غامقٍ في التشهي إلى أغمق

و شعب من الرعشات يسافر من قدمي إلى مفرقي

أظنك مثلي تكادين في الحار من موجك الآن أن تغرقي 

و مثلي تدخن فيك مسامك من هائل الرغبة المطبق

و تركض تحت قميصك سبع مياهٍ تفتش عن مستق

ففضي أمامي أختامها و فوقي شلالها دفّقي 

أنا أنت شرق و غرب، لينصهر المغرب الآن في المشرق

تعالي لنخرج عن حافتينا، و في هوة بيننا نلتقي 

لنبدأ ما بيننا من حوارٍ بأن أعرق الآن، أن تعرقي 

و أن ننتقي من بخوري، إلى أن يفوح مع المُنتَقى المُنتقي

و أن نتصاعد من شبقين جريحين فينا إلى شبق 

سأحتل منك الحرير المطاوع، لمي حريرك أو فرّقي 

سأحتله فبقية ما في نوايي لا شيء منها بقي !

تعالي إلى أحمر عابر - محمد عبدالباري

البرده - محمد عبدالباري

محمد عبد الباري - الظل في وجه الريح

محمد عبد الباري - إلى واهمة

محمد عبد الباري - كأنك لم

محمد عبد الباري - تناص مع سماء سابعة - ريحة البُن

محمد عبد الباري - شكلٌ أولٌ للوجد.

قالَ الغريبُ لنفسه:
لا شيءَ يُشْبهُني سوى هذا القطار

هوَ في البدايةِ يرفعُ اليدَ بالدّخانِ مُلَوِّحاً
أنا في البدايةِ
أرفعُ اليد كي أُلوِّحَ للدُّخان

هو لا يرى إلّا طريقاً واحداً لا غيرَ يصلُحُ للرّحيل
أنا المصابُ بكُلِّ ما في الأرضِ
من ضيق التنفُّس
لم يزل يَنتابُني
جرّاء نقصٍ فادحٍ في الالتفات
وفي التوقع والخيال

هو وِجهَةٌ مكتوبَةٌ سلفاً
أنا جَبْريَةٌ لم تَنفَتحْ أبداً على التأويل

هو في المحطّات التي
تكْتَظُ في الوقت المحدَّد بالوجوهِ
تَوقْفٌ لا بدَّ مِنهُ
أنا فقدّتُ الحقَّ،
حقّي في التأخُّر عن حياة الآخرين

هو حينَ يقتربُ الوصولُ
يرى الحياةَ رتابةً لم تنتبه لتألُّهِ المألوف
لكنْ، لم يَعُدْ في وسعهِ شيءٌ
سوى أن يستعد لرحلة أُخرى
أنا ما زلتُ حينَ أنامُ.. أحلمُ بالخروجِ عن المَسار
لا شيءَ يُشبِهُني سوى هذا القطار

شبه يكاد - محمد عبد الباري

إنّي هنا
ظمأٌ على ظمأِ
فلتُرجعي لي هُدهدَ النبأِ

شمسُ الأنوثةِ في تفجُّرِها
لولا ندى عينيكِ
لم تضئِ

عينانِ خضراوانِ
أُنزلتا
للذاهبينَ لجنتَيْ سبأِ

يا كعبَكِ العالي
يدقُ دمي
ويحرّكُ الصلصالَ في حمئي

يا صوتَكِ المبحوحَ
يجرحني
ويفيضُ موسيقى على الملأِ

لما اندفقتِ بنفسجاً
وأنا
أُحصي حكاياتي مع الصدأِ

خفتُ التورطَ فيكِ
كم ولهٍ
قد سالَ في لغتي ولم أشأِ

أوشكتُ أصرخُ: يا مُعلقةً
في البردِ
هذا القلبُ فاختبئي!

أوشكتُ
أخطأ في مغامرةٍ
وأقولُ: في عينيكِ مبتدئي

يا ليتني أخطأتُ ليلتَها
بعضُ الصوابِ
يعيشُ في الخطأِ

محمد عبد الباري - الظل في وجه الريح

Jaber Baker