 لو لم يكن لعينيكِ لون القمر،
لون النهار بطينه وناره
لو لم تُخضعي خفّة الهواء،
ولم تشبهي أسبوعًا من العنبر،
لو لم تكوني اللحظة الصفراء
التي ينبثق فيها الخريف من الدوالي
والخبز الذي يعجنه القمر العطِر
حين ينزّه طحينه في السماء.
آه، يا حبيبتي، لما أحببتكِ!

في عناقكِ أعانق كل الوجود
الرمل والوقت وشجرة المطر.
وكل ما هو حيّ يعيش كي أحيا أنا
لا أحتاج مسافةً كي أرى الأشياء،
فيكِ أنتِ أرى الحياة كلّها.

يا امرأةً تامّة، يا تفّاحةً شهوانية، يا قمرًا حارًّا.
يا عطرَ الطحالب الكثيف، ووحلًا معجوناً بالضوء
أيُّ نورٍ غامضٍ يتفتّح بين أعمدتكِ؟
وأيُّ ليلٍ قديمٍ يثير حواس الرجل؟

آهٍ، الحبُّ رحلةٌ مع المياه والنجوم،
مع الهواء الضيِّق وعواصف الطحين النزقة
الحبُّ قتالٌ بين البروق
وجسدان ضلّلهما عسلٌ واحدٌ،
قبلةً فقبلة أجتازُ مطلقكِ الصَّغير
وضفّتيكِ، وأنهاركِ، وقُراكِ،
فتركض نارُ الجسد وقد سالت لذةً
على طرق الدم الضيّقة
لترتمي كمثل قرنفلةٍ ليليّة
وتصبح محضَ شعاعٍ بين الظِّلال.

لا أحبُّكِ كما لو أنكِ وردةٌ من ملح،
أو حجرُ ياقوت، أو سهمٌ من قرنفلات تشيع النار
أحبُّكِ مثلما تُحَبّ بعض الأمور الغامضة
سرًّا، بين الظِّل والرُّوح.
أحبُّكِ مثل النّبتة التي لا تزهر
وتخبّىء في داخلها ضوء تلك الزُّهور
وبفضل حبّكِ يعيش معتمًا في جسدي
العطر المكثّف الطّالع من الارض.
أحبُّكِ دون أن أعرف كيف، أو متى أو أين
أحبُّكِ بلا مواربة، بلا عُقد وبلا غرور
هكذا أحبُّكِ لأني لا أعرف طريقة أخرى؛ 
دون أن أكون أو تكوني،
قريبةً حتى أن يدكِ على صدري يدي،
قريبةً حتى أغفو حين تغمضين عينيكِ.
La dolce vita 1960

أيُّ نورٍ غامِضٍ يتفَتَّحُ بينَ أعمِدَتِكِ؟

اسقِ العِطَاشَ تَكَرُّمًا

‏‎إذا خـانـكَ الفهـمُ لاتتعجّـل بجهـلكَ فـيَّ ،،
فـأنـيَّ خمـرٌ ، و آخـذُ شكـلَ الكـؤوس التـي تحتـوينـي ،
أغيّـرُ طـبـعَ السكـارى ولا أتـغيـر .....

"أهرب من صخب العالم إلى تلك اللحظة الخافتة، حين أكون وحدي، والليل يهمس في أذني بشيء لا أستطيع ترجمته... لكنه يشبه النوتة التي لم أعزفها بعد."
- السمَّان

إنّ الموسيقى تُنقّي النفس ممّا علق بها من أدرانِ الزمان،
وتُعيدُ إليها صفاءها الأول حين كانت مع الملائكةِ تُرنِّمُ في فجرِ الوجود

أيُّ نورٍ غامِضٍ يتفَتَّحُ بينَ أعمِدَتِكِ؟

Madame Butterfly